الفصل الرابع عشر هل تدري عنّي (حنين أحمد)

1K 58 5
                                    


الفصل الرابع عشر

قبل عامين

الجزائر

منذ عودتهما من مصر ولقاء ذاك الرجل وحالها انقلب رأسا على

عًقِب.. وكأنها انطفأت فجأة ولا يفهم السبب!

ذبلت وانخفض وزنها وأصبحت هادئة ربما أكثر من المعتاد..

هل كانت تحب غيّاث هذا؟ أهذا هو سبب حزنها الواضح؟!

حتى والده سأله عن سبب تغيّرها ولم يعلم ماذا يقول؟!

زفر بقوة لتنتفض الجالسة بجواره وهي تهتف:"ما بك خالد؟ منذ

عودتكما من مصر وأنتما متغيّران.. ماذا حدث هناك لتكونا

هكذا؟"

رمقها مطوّلا قبل أن يقول:"لماذا وافقتِ على زواجي من فاطيما؟"

"ماذا؟"

فغرت فاها للحظات قبل أن تتجهّم ملامحها وهي تقول:

"وماذا كان بيدي لأفعل؟! هل أترك جدّك يدمّر العائلة مرة

أخرى؟ ألا يكفي ما فعله قديما بعمك الذي وافته المنيّة بعيدا عن

العائلة وعن وطنه؟! كان لابد لي من احتمال الأمر حتى لا يعيد

التاريخ نفسه فوالديك لن يحتملا الأمر هذه المرة"

"وكل هذا مبرر لتوافق زوجتي على زواجي من أخرى؟!"

سألها وهو يرمقها بغموض لتصِرّ على أسنانها بقوة قبل أن تهتف

بحدة:"لماذا تكرر الأمر خالد؟ أتريدني أن أصرخ بك أم أطلب

منك الطلاق لتشعر أنني زوجتك حقا؟"

انحنت نظراتها بألم وهي تقول بحزن:"وكيف سيكون لي حق

بمنعك وأنا أرض بور لا تطرح كما يقول جدك"

اشتعلت عيناه بقوة وهو يمسك ذراعها بعنف هاتفا بغضب:

"ما هذا الهراء الذي تقولينه؟ وكيف تعرفين أنكِ السبب ولست

أنا؟ كُفّي عن ترديد ما يقوله جدّي كالبلهاء يا سارة.. أنتِ زوجتي

ومن حقكِ الاعتراض على زواجي بل لقد انتظرت منكِ هذا

الاعتراض أن تشعريني أنني من حقكِ وحدكِ ولا حق لأحدٍ سواكِ

دون جدوى ولا أفهم هل هذا يعني أنكِ ستتركيني لها بهذه

السهولة؟ أم أنكِ على ثقة أن قلبي ملككِ وحدكِ حتى لو كانت

فاطيما هي المعنية بالأمر"

رواية هل تدري عنّي بقلمي حنين أحمد (ياسمين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن