الفصل السادس هل تدري عنّي (حنين أحمد)

1.2K 70 2
                                    

الفصل السادس

"سلمان لقد اتفقنا, أنا لن أستطيع الابتعاد عن أمي أبدا وأخبرتك

لابد أن أسكن بجوارها وأنت وافقت.. فلماذا تراجعت عن

اتفاقنا؟"

قالت شاهندا خطيبة سلمان وهي تتساءل عمّا غيّر رأيه وقد وافق

من قبل ليعتدل سلمان بجلسته وهو يزفر بحنق يكاد يلقي الهاتف

من بين يديه محطّما إيّاه بالجدار المقابل كي لا يغلق الهاتف

بوجهها..

"لم نتفق على شيء شاهندا, لقد قلتِ ما تريدين وأنا لم أوافق أو

أرفض ولكن لو تحدّثنا بالعقل لقلت أن ما تطلبينه مني مستحيلا..

فكيف تريديني أن أترك أمي التي ليس لديها سواي وأسكن بجوار

أمكِ؟! لا أفهم كيف تفكرين؟! ثم أنكِ تعلمين ظروفي جيدا

فكيف تطلبين أن أشتري شقة بهذا المكان وما معي بالكاد يكفي

خاصة بعد الشبكة الباهظة التي اخترتيها فوق ما اتفقنا عليه!"

كان يتحدّث وهو بالكاد يتمالك نفسه من إغلاق الخط بوجهها

بل وحلّ الخطبة تماما..

هتف داخله.. سامحكِ الله يا أمي, لم أكن أريد الارتباط بهذا

الوقت وهذه الظروف فلماذا وضعتيني بهذا الموقف؟!

"ماذا تقصد بهذا الحديث سلمان؟ هل تستكثر عليّ الذهب

الذي اشتريته لي؟ هل تريدني أن أكون أقل من أختي؟! أنت تعلم

أن زوجها أحضر لها ما يزيد عمّا أحضرته لي بمراحل ورغم ذلك

رضيت بالقليل من أجلك وبعد كل هذا تلقي باللوم عليّ؟"

هتفت شاهندا بحنق منه ومن أسلوبه الفظ.. كيف يتحدث معها

بشيء كهذا؟ ألا يعلم كيف تجاهلت الغمزات واللمزات من أجله!

زفر بضيق قبل أن ينهي المكالمة ويغلق الهاتف تماما وهو يكاد

يختنق مما حدث.

واقفة قبل فترة تسمعه يهتف بحنق وهناك غصة بصوته.. تعلم

جيدا شعوره الآن وكيف يتمالك نفسه حتى لا يحل الخطبة التي

ورّطته بها حتى تطمئن عليه.. تخيّلت أن ابنة أخيها ستراعي ظروفه

كشاب بمقتبل حياته لا يملك الكثير إلا أنها للأسف تضغط عليه

أكثر وابنها تعرفه جيدا لن يحتمل وسيتركها بكل تأكيد..

"سلمان.."

رواية هل تدري عنّي بقلمي حنين أحمد (ياسمين)Where stories live. Discover now