الفصل الرابع عشر هل تدري عنّي (حنين أحمد)

Start from the beginning
                                    

ظلّت ترمقه بانشداه وهو يتحدث وملامحها تظلم من المعاني الخفية

للكلمات قبل أن تقول بخفوت:"هل هذا يعني أن قلبك بدأ يميل

لها؟"

أشاح بوجهه عنها لتمسك بذراعه هذه المرة وتقف بمواجهته تنظر

بعينيه مباشرة وتسأله:"أجبني خالد.. هل مال قلبك لابنة عمك؟

ألن يكون زواجكما صوريا كما أخبرتني والدتك؟"

رفع حاجبه وهو يقول:"أمي من أخبرتكِ ولست أنا سارة لذا

اسأليها هي.. هل يمكن لقلبي أن يتعلّق بسواكِ أم لا"

وقبل أن تقول شيئا آخر كان يغادر صافعا الباب خلفه بقوة

جعلتها تنتفض وهي تفكر هل خسرت رهانها على قلبه؟

******

دلفت إلى غرفتها لتجدها كعادتها مؤخرا جالسة على الفراش

شاخصة ببصرها ولكن هذه المرة دون دموع والحمد لله..

جلست بجوارها لتنتبه لها فاطيما فتعتدل قليلا بجلستها لتضمها

زوجة عمها وهي تقول:"ما بكِ ابنتي؟ منذ فترة وأنتِ متغيّرة ماذا

يحدث معكِ أخبريني؟ ألست مثل والدتكِ؟"

وضعت رأسها على صدر زوجة عمها لتتساقط دموعها دون وعي

منها وهي تقول:"قلبي يؤلمني"

"فداؤكِ قلبي يا قرة عيني.. أخبريني ماذا يحدث معكِ وسأكون

بجواركِ أم لديكِ شك بهذا؟"

نفت بهزة ضعيفة من رأسها قبل أن تقول بخفوت:"دوما كان العقل

هو الحكم لدي.. عندما صارحني بحبه قبل فترة من وفاة أبي

أخبرته أنه لا سبيل سوى بالزواج حتى وأنا أعلم ظروفه جيدا كأي

شاب من أسرة عادية.. ومات أبي وظللت لعام كامل أتجاهل

وجوده فقط لأنني أعلم أنني سأغادر وهو لا يملك أن يمنعني

خاصة أنه مازال بنفس الظروف.. وسافرت وأجبرت نفسي على

عدم التفكير فيه فربما نسيني وربما كان وهما وربما وربما ولكني

كنت أخدع نفسي..."

صمتت تلتقط أنفاسها وهي تتحاشى النظر لزوجة عمها التي ربما

انتابتها الصدمة بالوقت الحالي من حديثها لتتابع بحزن:

"خدعت نفسي لسنوات أنني لا أكنّ له أي مشاعر وأنه فقط كان

شعور مختلف بسبب عمري ومشاعره آنذاك ولكني لم أنساه قط

رواية هل تدري عنّي بقلمي حنين أحمد (ياسمين)Where stories live. Discover now