في مايو، ظن ريكي أنه سيمضي الصيف بكل اعتيادية، تحت وطأة أيام المراهقة المتكاسلة والحرارة المتطاولة. ولكن يبدو أنه كانت هنالك خطط أخرى لوالدته عليه تحمل عقباتها.
- نيشيمورا ريكي.
-قصة قصيرة-
[فائزة في القائمة الطويلة لمسابقة ألمعي فئة القصة القصيرة]
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
كان ريكي يعلم أن السيدة هاناكو و ابنتها لم يكونا مجرد ضيوفٍ عاديين. بل إن زيارتهم بأسرها مهما أصبحت حميمية فهي بغاية منالٍ وحيد بالأساس، وهو العلاج.
وهو قد يكون نسي الأمر، لكنه تذكره بأكثر طريقة لم يكن قد يضعها في الحسبان قط.
لأنه في اليوم الذي تلا ذهابهم للمعبد، وفي الصباح قبيل الساعة العاشرة عندما كان يلعب بالغيم بوي خاصته فوق مائدة المطبخ، رن جرس المنزل. كانت والدته، السيدة هاناكو، وماكي جميعا جالسات في غرفة الجلوس عند التلفاز ليحتسين الشاي، دون كايري التي صعدت إلى الغرفة حالًا بعد الفطور وقد بدت بذات المزاج المتكدر الذي نزلت به من الغرفة.
كونه الوحيد في المطبخ اضطره هو لإيقاف لعبته والوصول إلى الباب لفتحه، وعلى الرغم بأنه لم يكن يضع أي توقعٍ عمن قد يزورهم الساعة العاشرة صباحًا، لم يمنع هذا تعلق فاهه بالهواء من التعجب لأنه رآى آخر شخصٍ كان قد يتصوره رغم انعدام تصوراته.
"سيد واتانابي." تمتم ريكي حالما رأى الرجل الخمسيني الواقف خلف الباب، كان في ذات زي عمله الذي لطالما يراه به، ويحمل حقيبةً جلدية بنية.
"صباح الخير ريكي، أرجو أنني لم أتأخر." رد الرجل بابتسامة بالكاد ترى من بين شاربه الكثيف الأسود.
"تفضل بالدخول رجاءً." ابتعد عن إطار الباب ليسمح للآخر بالولوج، ومئة سؤالٍ وسؤال تقطرُ من رأسه. "لكن تتأخرعن ماذا بالضبط؟"
وقبل أن يملك الرجل فرصة للإجابة، خرجت والدته من غرفة الجلوس مبتسمة وفقط خلفها كانت السيدة هاناكو بوجهٍ متكدر، إلا أنها حاولت جعله بشوشًا رغم لمحة القلق فيه.
"شكرًا لقدومك سيد واتانابي." انحنت والدته بزاوية عشرين درجة بينما انحنى الرجل بدوره. "كيف يدور العمل بالمركز بدوني؟"
"كل شيء على ما يرام، لكننا نفتقدكِ بالطبع." تنهد الرجل بدرامية تركت والدته تقهقه وماكي أيضًا التي لوحت حالما رأت الرجل وفعل هو الأمر ذاته بالمقابل.
"مسرورة لقدومك، وأعتذر على طلبي لك بالقدوم إلى هنا بدلًا من الذهاب إلى المركز." اعتذرت والدته حينها مما ترك فضول ريكي يتزايد أكثر. ما الذي قد يدفعها لتطلب من السيد واتانابي القدوم إلى هنا أصلًا؟ أيعقل أن يكون شيئًا متعلقًا بالعمل؟
