3| البحيرة والمعبد.

402 29 116
                                    

ريكي هو الذي قاد الطريق، لم يقصد فعل ذلك، لكن ماكي وكايري كانتا بطيئتين وهما تسيران ويسمع كل خطوة متثاقلة لهما خلفه على العشب النديّ

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ريكي هو الذي قاد الطريق، لم يقصد فعل ذلك، لكن ماكي وكايري كانتا بطيئتين وهما تسيران ويسمع كل خطوة متثاقلة لهما خلفه على العشب النديّ. ومع ذلك فهو لم يقل شيئًا على الإطلاق، لأنه لم يتذكر إلا عندما راقب ماكي تتأبط الفتاة التي نزلت بعد ربع ساعة وبدت مستعدة للذهاب، أن كايري لم تكن تستطيع المشي بذات سرعتهما.

ومع هذا، رغم التفصيل الصغير ذاك المتعلق بعرجها، فإن ريكي أخذ يفقد بعضًا من خيوط صبره النحيلة بالأصل، وهو لا ينفك عن سماعهما تثرثران -ماكي على وجه الخصوص- وشعر بأنهما كانتا تتأخران أكثر من اللازم.

لذا وبعدما بدأ يشعر أن طريق النصف ساعة هذا يبدو وكأنه سيتطاول إلى الأزلية على هذا المنوال، التفت بأعينٍ متغضنة ليحدق ناحهما، متقصدًا ماكي، وهو يلوح بالكيس الذي كان يحوي المثلجات التي ناولته إياها والدته قبل خروجهم،وحاول ألا يبدو الأمر كافتعالٍ لمشكلة بينما هو ينبههما:
"المثلجات على وشك أن تصبح عصيرًا."

ولدهشته، وجد مفاجأة تركته حانقًا بشدة لأنه كان يكفّ ذاته عن التحدث طول الوقت الماضي. لقد كانت كلتاهما ساكنتين أمام أحدى النباتات تحدقان باهتمام بينما تتهامسان وقهقهة تلو الأخرى تهرب بين كلماتهما البعيدة، وماكي تؤشر ناح أحد الأوراق الطويلة التي أدرك فقط عندما اقترب منهما بغضب أنه كان هنالك ضفدع عجوز ومتجعد يرقد فوقها وبشرته تلمع برطوبة يحاول فيها التصدي للجو الحار.

"على هذا المنوال سيحل الظلام ونحن لم نصل بعد، أهذه أول مرة تريان فيها ضفدعًا أو كائنًا يتنفس؟"
ومع أنه أخذ يحاول في بادئ الأمر أن لا يترك نبرته تتصلب إلى انزعاجٍ واضح أو غضب ليبقى مهذبًا، إلا أنه فقد الدرب في منتصف الكلمات وبدا وكأنه حانق بالفعل.

ومع هذا لم يتلقى أي جواب، بل اكتفت ماكي بشزره بطرف عينها قبل إعادة تركيزها للضفدع شديد القبح، وحينها هز قدميه مشيًا منزعجًا ناحهما حتى اقترب ليرتمي ظله كستارٍ داكن فوق جسديهما المقرفصين.

وحالما اقترب وهو يضرب الأرض بعنف، أصدر الضفدع الذي كان يبدو قبلًا كجثة هامدة رطبة نقيقًا ثخينًا.

"لقد أصدر صوتًا حالما اقتربت! إنها أول مرة يحدث فيها هذا. لا بد أنه وجدك مألوفًا فأنتما تشبهان بعضكما إلى حدٍ كبير بعد كل شيء."
كانت هذه كايري التي تحدثت، وقد أدلت بكلامها وهي تحدق باهتمام غير اعتيادي ناح الضفدع قبل أن ترفع عينيها إليه، وقد رأى كل لمسة من السخرية فوق ملامحها الساكنة، ليس لأنها كانت ترقد كتلميحٍ على وجهها، بل تبدو كلسعةٍ واضحة لا مجال للشك بنواياها.

The May Of Us.Where stories live. Discover now