3| البحيرة والمعبد.

Börja om från början
                                    

وقبل أن يتفاعل حتى مع الإهانة التي كان من المفترض أن تعتريه، فإن ماكي ضحكت وكأنها سمعت أفضل نكتة في حياتها بأسرها. لذا طعن رأسها بتحديقاته ثانية بعدما سحبها من كايري التي كانت تبادله الأنظار بتحدٍ مظلم يدعوه لأن يمتلك الشجاعة ليدلي بأي رد على حديثها السابق.

"أيًا يكن. لا يهمني قدومكما من عدمه. سأكمل الطريق لوحدي إن كنتما ستمضيان الوقت بالتحديق بكل شيء يأتي في طريقنا."
بصق كلماته قبل أن يعود أدراجه للأمام ويكمل الطريق دون أن يلتفت ثانية.

ورغم أنه كان مصرًا على القرار بأنه لن يتوقف إطلاقًا من الآن وصاعدًا، فإنه زفر عندما عاد لسماع صوت الخطوات المتثاقلة فوق العشب تلحقُ أذنيه.

ومن حينها فقد أكملوا الدرب بانتظام حتى وصلوا، ولم تخف وتيرة ثرثرة الفتاتين من خلفه بينما كل ما كان يجول في باله هو انزعاجٌ لم يكن بمقدوره تخطيه بعد من تعليق كايري التي تحدثت معه لأول مرة منذ بداية الزيارة وقررت إهانته لا غير، وكم أنه يرغب في الوصول وتناول المثلجات التي كانت فكرة ابتلاعها تغريه منذ الصباح وتدفع لسانه للغرق في لعابه.

هو لا يعرف متى بالضبط أصبحت ماكي صديقة كايري، أو أيًا مما يكن نوع العلاقة التي قد تتشكل في يومين، لكن فكرة أنهما الآن تستطيعان التحدث دون انقطاع تركته بهاجسٍ إضافي من كونه منبوذًا كذاك الذي شعر به سابقًا.

عندما وصلوا إلى المنطقة المنشودة التي يجلسون عندها عادة، فإنه رمى بجسده على جذع الشجرة الرطب المتصلب منذ سنوات سحيقة حتى أصبح وكأنه مقعد صخري. تنفس الصعداء وهو الآن فقط يستطيع الشعور بوطأة النسيم الرقيق في هذه البقعة الظليلة.

في غضون لحظات بسيطة اقتربتا ماكي و كايري، وأخذتا مقعدين على الجذع الموازي. وعلى الرغم بأنه كان يتظاهر بأنه يحدق بالسماء المكللة بغيومٍ قطنية، فإنه لم يسعه سوى أن يلمح دون قصد الطريقة التي جلست فيها كايري ببطء، وكيف انقرص وجهها إلى ألمٍ لحظي بينما هي تمسك قدمها.

بعدما استطاع التقاط أنفاسه، طال الكيس المعلق في يده ليخرج منه المثلجات التي أصبحت طرية وزلقة، لكنها كانت جيدة كفاية للأكل، وهذا هو المهم. فتح الأولى ووضعها في فمه قبل أي شيءٍ آخر، ثم أمسك بأخرى وحركها أمام ماكي نابسًا بما يفترض أن يكون كلمة "خذي" من بين شفاهه الملتفة حول المثلجات.

تناولت ماكي منه الأولى وأعطتها لكايري. كايري التي رآها من جانب عينيه تجعد وجهها باستنكار وتقزز وهي تحدق به والمثلجات في فاهه، وقرر تجاهلها بالكامل بينما أخذت ماكي المثلجات الأخيرة لها.

تناولوا المثلجات بهدوء، أو على الأقل هو فعل بينما ألقى رأسه للخلف وهو يلعق مثلجاته بنكهة الفواكه الاستوائية. ماكي وكايري استمرتا بالحديث، غالبا ماكي وقد أخذت تشرح عن المكان للأخرى وتخبرها عن كون هذا الجانب من القرية مكانًا لا يأتي أحدٌ إليه غالبًا.

The May Of Us.Där berättelser lever. Upptäck nu