الفصل السابع عشر والاخير ج1

ابدأ من البداية
                                    

يتبع ...


بعد عدة ايام
ومرة أخرى تتعالي اصوات الزغاريد بالمنطقة ولكن هذه المرة عند صايغ المنطقة ... فبعد أن اتفق حازم على عمل حفلة صغيرة يتم بها تقديم الشبكة بمجرد أن يتوافر المال معه أوهمته عاليا بدخوله إلي إحدى الجمعيات بالعمل عندها لكنه بالأصل مالها كانت تدخره لجلسات العلاج النفسي الذي وبفضل الله اصبح لا يحتاجها ... لم يكن مبلغ كبير لكن كريمة بكرمها واخلاقها لم تشترط مبلغ محدد للشبكة ولهذا سارع حازم بمجرد اخذ المبلغ من عاليا مع وعده بالالتزام بدفع أقساط الجمعية خلال عشرة شهور كما هو مقرر أن يأخذ كريمة للصائغ لشراء شبكتها مع وعد أخر بشراء سلسال من الذهب عند كتب الكتاب لمعرفته بأن المبلغ الذي معه يعتبر قليل نسبيا .
ابتسمت كريمة بحياء بينما تقول عاليا : ذوقك رقيق زيك يا كريمة ما شاء الله الخاتم والإنسيال حلوين أوي .
زغرودة أخرى من نعمة ثم ازاحت كريمة جانبا وقالت : ها يا عم بهجت ادينا بقى سعر حلو ... سلطان زبونك من زمان وأي عروسة تتجوز بحلف عليها ما تجيب إلا منك .
ابتسم بهجت الصائغ وقال : المحل محلك يا أم يحيى والمعلم سلطان ومعارفه كلهم على راسي ... أنا هنزلك في المصنعية اللي اقدر عليه عشان المعلم الصغير وحلاوة دخوله المحل .
وضعت الذهب أمامه وقالت : طيب شوف بقى ... إوزن واحسب وطلع الفاتورة باسم كريمة وبراحة علينا دول لسه في أول طريقهم .
أومأ موافقا وهو يوزن المصوغات بينما حازم يبتسم بسعادة لأنه نال ما تمنى ... كريمة بالنسبة له أيقونة السعادة ... مصباحه الذي أضاء حنايا روحه المظلمة بعد الكثير من الظلم والظلام ... بعد العديد من الخيبات والآلام ... كانت هي النور في نهاية طريق طويل ... يخشى أن يكون مجرد سراب لكنه وبفضل من الله كان المصباح الذى أنار حياته .
قال بصوت خفيض لا يسمعه إلا هي : مبروك عليا يا كريمة ... مهما قولتلك وجودك فى حياتي قد ايه مهم هابقى بظلمك ... لكن كل اللي أقدر أقوله إنك العوض اللي ربنا بعتهولي بعد اللي حصلي ... الأمل اللي كنت خايف اصدق إنه موجود ... انتِ نعمة هافضل احمد ربنا طول عمري عليها .
نظرت حولها لا تستطيع الرد أو بمعني أدق لا تستوعب كم المشاعر الذي يشعر بها حازم تجاهها ... نعم تعلم أنه يحبها ونعم تشعر هي بإعجاب شديد به ... لكن كلامه الأن أعلى من الحب وأقوى من الانجذاب بمراحل ... قالت تتهرب من نظرة عيناه : أنا ... أنا مش بعرف أرد على الكلام ده ... بس كل اللي أقدر اقوله إنك كمان العوض والسند والعيلة بعد وفاة أهلي ... إنك عندي الأمان والدفا ... ربنا يقدرني واقدر أسعدك وأعوضك عن كل اللي انت شوفته .


يتبع ...





ينفح في غيظ ... يكاد يشتعل ... ينظر بساعته كل 30 ثانية لكنها بالنسبة له 30 دقيقة .
منذ ربع ساعة وهذا السمج بالداخل ... المهندس الجديد الذي استلم عمله منذ أسبوع فقط ومن يومها ولمح نظرات لم تعجبه موجهه لها هي ... هي فقط دون عن كل من بالموقع ... نعم لا يوجد فتاة غيرها بالموقع هي وسكرتيرة المقاول ومديرة مكتب المالك والاثنتان واحدة مخطوبة والأخرى متزوجة مما يجعل عاليا الفتاة الوحيدة بالموقع الصالحة للمغازلة ولسماجة البعض وبما أن الرجل كائن مغرور ... أناني ... (طفس) بطبعه فهذا يجعلها محط أنظار الجميع حتى وإن كان الأمر مجرد تمضية وقت لهم لكن لها !!! يخشي أن يتعلق قلبها بأحدهم بينما هذا الأحد لا ينوي سوى تحسين مهارته بالمغازلة ... لذلك يجب حمايتها وتحذيرها خوفا عليها فهي جارته وزميلته بالعمل لهذا يخشي عليها وليس هناك أي سبب أخر بالطبع ... صحيح !!!
اقترب من المكتب ليجد هذا السمج يخرج على فمه ابتسامه واسعة يريد أن يشوهها له بكل سعادة و راحة بال .
دخل مكفهر الوجه يقول بغضب : كل ده بترغوا في ايه ها ... بقاله أكتر من ربع ساعة في مكتبك ... ده لو بتراجعو ميزانية المشروع كان زمانه خلص ومشي .
تفاجئت من هجومه الغير مبرر ويجب أن تدافع عن نفسها تخشى أن تضايقه ... تخشى أن يظن أنها تتلاعب بالأخر أو .... لا يهم الاسباب فقط تخشى أن يفهم الأمر من زاوية خاطئة ... قالت : أنا كنت عند البشمهندس ممدوح بمضي منه ورق قبل ما يروح الادارة و من 6 دقايق بالظبط جه البشمهندس سامر اخدت منه ورق لازم يوصل للإدارة فطلب مني ابعته فاكس أو بالنت .
قال باستجواب : أومال خارج وبوقه من الودن دي للودن دي ليه ... ها فرحان بشبابه أوي كده !!!
غيرة أم تملك أم هي مجرد سماجة منه وقلة ذوق كما اعتادت ... عاليا لا تطمحي أو تفكري بهذه الترهات .
قطع صوته الحانق تفكيرها وقال : يا حاجة بكلمك أنا !!
نفضت أفكارها الغبية وقالت وهي تحاول العودة لشخصيتها : ايه يا اسطى داخل شمال ليه ... كويس ان المهندس ممدوح مش هنا كنا اتنفخنا ... وبعدين حد قالك إن هنا بيت الرعب اللي يخرج منه لازم يكون طالع مرعوب ومخضوض ونازل شحتفة وعياط ولا شايفني أم أربعة وأربعين اللي خارج من عندي طالع يجري إنه نفد بجلده .
رفع حاجبه واقترب بوجهه من المكتب وقال : بدخل عندك وبخرج عادي لامتشحتف ولا بعيط بس مش بضحك زي العبيط اللي خرج من شوية ده .
رغبة في الفهم أو جانب من دهاء الأنثى أو كيد النساء كما يقال فقالت بابتسامه : حرام عليك بقى مهندس سامر عبيط ده حتى دمه شربات .
خبطة قوية على مكتبها ووجهه احمر بعروق نافرة ثم قال : عاليا أنا مش بهزر الواد ده مش تمام ونيته شمال أنا بنصحك عشان الجيرة والعيش والملح اللي بينا .
رفعت جانب شفتها العليا وهي تفكر (جيران !! عيش وملح !!) ... كمان شوية هيبوس إيدي ويقولي في مقام والدته .
جلست براحة شديدة بمقعدها وقالت تتصنع الخجل : مش يمكن غرضه شريف !!!
ضحك بتهكم وقال : آآها يبقى دخل عليكي بالاسطوانه المشروخة بتاعة معجب ونتعرف على بعض أكتر عشان أدخل البيت من بابه .
تساءلت : طب وايه المشكلة لو قال كده ماهو أثبت حسن نية أهو .
ضحكة قصيرة ساخرة وقال : آآه وفترة التعارف من شهر لـ 30 سنة ... يا بنتي اللي غرضه شريف بيتكلم رسمي الأول وبعدها تتعرفوا مش هئ ومئ وطبلة وشخاليل .
انفجرت ضاحكة وبعدها أخفضت صوتها وقالت متناسية غضبها منه وقالت وهي تغمزه : ما انت طلعت حلو أهو وبتقول هئ ومئ ... أومال عايش دور عم ضياء وكله رايح ليه بس يا هندسة ؟؟
حقا لا فائدة منها ... استطاعت تحويل كل غضبه وغيظه منها بمجرد جملة بسيطة تافهه منها ... حقا لو اجتمعوا ببيت واحد كيف يكون شكل الشجار بينهما يتذكر شجاراته مع طليقته التي كانت تستمر لأسبوع بدون كلمة بينهما مع وجه متجهم من كلاهما ... أما عاليا فلا يعتقد أن شجارهما سيستمر أكثر من .... لحظة ... لحظة يا أشرف ... حقا فيما تفكر ... أي بيت وأي شجار وأي مصالحة هل انت بكامل وعيك وإدراكك ... لا ينكر أن الصورة منعشة ومجرد التخيل يجلب راحة للنفس ... لكن ... لكن عاليا مجرد زميلة وجارة لها أهميه ... هراء نعم هراء انت تغار وبشدة لدرجة انتظارك لخروج هذا السمج من عندها وتحذيرها منه بحجة اللاحجة ... نعم انت تشعر بنزعة تملك ناحيتها ... تشعر أنها خاصة بك انت ... طاقتها الإيجابية ... تفاؤلها المستفز ... ضحكتها اللامنطقية ... كل هذا يجب أن يكون موجه لك انت ولا يحق أن يكون لغيرك ... أما هراء الجيرة والأخوة والعيش والملح هذا تقنع به حمادة ابن مجاهد ووفاء ليس إلا .
أما هي فاستغلت صمته ونظراته التائهة لتتأمل تفاصيلة التي حفظتها عن ظهر قلب ... التي أدمنت الاستمتاع بها ... حتى في لحظات غضبه ولحظات ضيقه يكون في عينيها منتهى الجاذبية ... يا عاليا انتِ دخلتِ بمناطق خطرة لا بل شديدة الخطورة مناطق ستسبب الأذي لقلبك وتسبب الاختلال لحالة السلام النفسي الذي بذلتي الكثير للوصول له !!!
قطع تفكيرها صوته وهو يتساءل : خطوبة أخوكي أمتى ؟؟
نظرت له بتوهان ... ما علاقة السؤال بما كانوا يتناقشوا به الآن !!!
اجابت بتشتت : اشتري الشبكة من يومين وعلى الأسبوع الجاي نعمل حفلة صغيرة ... أكيد لما نحدد اليوم هاقولك ... ثم جزت على أسنانها وأضافت : ده إحنا جيران وبينا عيش وملح يا هندسة .
نظر لها ثم انفجر ضاحكا وهو يفهم أن جملته استفزتها ... وهذا جيد ... لا بل ممتاز لأن الجملة استفزته هو شخصيا وهو يعلم مدى عدم صحتها .
أومأ بصمت وقال بوعد : من هنا ليوم الخطوبة أكيد حاجات كتير هتتغير ... سلام يا لولو ..



انتهى
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن