الفصل الخامس عشر

Start from the beginning
                                    

مر يومان ولم يتصل والدها ... حتى هي لم تهتم بالاتصال تسأله ... تفهم منه أسباب طلبه المفاجئ .
أما هو لم يتصل ... أراد تركها بعض الوقت أو بمعني ادق أراد أن تكون المبادرة منها هي لكن لا حياة لمن تنادي ... فلا هى اهتمت ولا تلقى رد من والدها .
اتصل وهو يكاد ينفجر من الغيظ هو هادي الشريف الذي تحلم به ألاف الفتيات ينتظر كل هذا للموافقة عليه .
ردت بعد رنتان وهي لا تعلم ماذا تقول أو ماذا تفعل لكنها لن تستطيع الهروب أكثر من هذا ... ردت بصوت مرتعش وأنفاس هاربة وقالت : هادي ...
قال بسخرية : كويس إنك لسة فاكرة اسمي .
لامته : ليه بتقول كده !!
بتهكم أكثر : مكلمتنيش ليه من يومها يا هدية ... ولا انتِ مش موافقة وقولتي يمكن يحس من نفسه .
حركت رأسها نافية تريد أن تصرخ وتقول بل أحبك وبشدة وأخاف أن اصدق أنك تريدني أنا ... تأخرها بالرد زاده جنون فقال : خلاص يا هدية إنسي الإجابة وصلت وهاكلم والدك واعفيه من الحرج ده كله .
قالت سريعا بخوف وصوت يخرج بشق الأنفس : انت ليه عملت كده في نفسك يا هادي ... ايه يجبرك تتقدم ليا ... لو بابا مقتنعش بفكرة الغنا خلاص مش مشكلة بس مش للدرجة دي !!!
حتى هنا وكفى حقا تعب من هذه العائلة فقال صارخا : أنا عايز أفهم ايه حكايتكو بالظبط ... طيب ابوكي وقلنا الراجل ميعرفنيش وله حق يفكر كده ... لكن انتِ ايه اللي يخليكي تشوفي اني ممكن اتجوزك عشان تغني ... ايه أهمية إنك تغني بالنسبة ليا عشان أضحي بحياتي وأدخل لعبة سخيفة زي دي !!!
قالت بتوهان : لأن مفيش سبب تاني .
أغمض عينيه بتعب حقا تأكد من مدى غباءها فقال كأنه يفهم طفلة صغيرة : مينفعش مثلا تكوني عجبتيني أو قررت اتجوز ولقيتك مناسبة أو بعد الشر أكون حبيتك .
قالت ببديهيه واستنكار لكلامه : وأنا اعجبك وسط كل اللي حواليك دول ... ده كلام ناس عاقلين بالذمة !!!
قال بتهكم : اعتبريني مجنون يا هدية ... اه عجباني واه مفيش غيرك ينفع تكون مراتي وخدي بقى المفاجأة أنا بحبك يا غبية .
قالت بعدم إدراك : أنا مش غبية يا هادي ده من...ط... ق .... ايه !!! انت قولت ايه دلوقتي !!!!
ضحك بخشونة وقال يستفزها : الحمد لله إنك ركزتي في الكلام ... قلبي هيقف من الفرحة والله .
قالت باضطراب : هادي الموضوع ده مفيهوش تهريج انت قلت ايه دلوقتي حالا !!!
قال : قلت إنك غبية يا هدية ... بس للأسف بحبك .
جلست بتهالك على السرير وهي تحاول تمالك أعصابها ففي أقصى أحلامها توقعت مجرد إعجاب بسيط بها لكن أن يعترف لها بالحب ابداً لم تتوقعها نطقت بأغبي ما يمكن أن يقال : هادي أنا خايفة .
قال بعدم فهم : خايفة من ايه !!! أنا محتاج أشوفك وأتكلم معاكي الفون مش هينفع ... بس اللي لازم تفهميه إني عايزك انتِ مش عايز حد غيرك وأي خوف أنا قادر اخليكي تنسيه تماما .
تنهدت براحة وقالت : وحشتني أوي يا هادي .
زفر بعمق وقال : ياه اخيراً كلمة تبل الريق ... أنا كنت فقدت الامل يا بنتي .
ابتسمت بخجل لأنها لأول مرة تصرح بمشاعرها وقالت : أنا بس مكنتش لسه مستوعبة الصدمة .
فقال بغرور مصطنع : للدرجة دي شيفاني عريس لقطة .
قالت تناغشه و قد انحلت عقدة لسانها : ما أنا برضو عروسة مفيش مني ... وكل يوم عريس شكل ... ثم تنهدت وقالت بصدق ... بس انت مش زي أي عريس ... انت ...
لحظات صمت ثم قال بحنق : سكتي ليه أنا ما صدقت نطقتي يا بنتي .
ابتسمت وقالت بخجل : انت اللي اختاره قلبي يا هادي .
قال : يعني بجد بتحبيني زي ما بحبك .
اغمضت عينيها لا تريد أن تستيقظ من هذا الحلم ... حلم اعترافه بمشاعره تجاهها فقالت : عشان كده كنت مصدومة مش مصدقة إن الانسان اللي حبيته هو كمان طلع بيحبني .
ابتسم وقال : ووالدك هيرد عليا امتى بقى ؟!!!
قالت : معرفش هو أصلا لسه متكلمش معايا من وقتها وأنا مقدرش اروح افتح معاه كلام في الموضوع ده .... اتكسف أوي .
ابتسم وقال : أنا هاستني يومين وأكلمه تاني ونشوف هيقول ايه .

مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوتWhere stories live. Discover now