الفصل الثانى

ابدأ من البداية
                                    

بنفس الوقت على القهوة
يجلس كل من مجاهد و حودة و سلطان يتبادلون الاحاديث ليأتي فتى القهوة يضع طلباتهم كوب القهوة و الشيشة لحودة و كوب من الشاي و الشيشة لسلطان و كوب من الشاي باللبن لمجاهد.
قال حودة بغيظ : كنت عايز اخطفلي يومين العيد في اسكندرية بس العربية مش راضية تتحرك .
اخذ سلطان نفس عميق من الشيشة و قال : كلم النجم يشوف فيها ايه ... الواد ايده تتلف في حرير .
قال مجاهد : انت هتشتريها بجد يا حودة ؟
تناول رشفة من كوب القهوة و قال : لا طبعاً ... هشام شافها و قالي متستهلش تمنها و هتقرفني في التصليحات قلت اخدها بس كام يوم من صاحبها بس مكملتش نص يوم و عطلت بنت الجزمة و ضاعت الاجازة .
ابتسم سلطان و قال : يا عم احنا لسه في اولها لو اتصلحت انهاردة تقدر تطلع الفجر على اسكندرية.
قال بعصبية : و انا هجيب النجم منين دلوقتي ده عامل زي فرقع لوز .
ضحك مجاهد و هو يقول : ده انت لو متفق معاه مكنش جه بالسرعة دي .
نظر حودة لمجاهد بعدم فهم ثم نقل نظراته لاتجاة نظرات مجاهد فوجد هشام مقبل عليهم يرتدي بنطال من الجينز و تي شيرت ابيض ضيق يظهر بنيته المتناسقة مع طوله الفارع و يضع خلة اسنان بين شفتاه و يمسد على لحيته الخفيفة و هو يتكلم بالهاتف.
دقائق و دخل القهوة يلقى السلام على من فيها الى ان اشار له حودة.
اقترب بعد القاء التحية و المعايدة على الثلاث اصدقاء و قال ببشاشة : الله اكبر ... اكابر السوق متجمعين ده بينه عيد بجد و لا اية.
ابتسم سلطان لخفة دمه و كذلك مجاهد و قال حودة بجدية : تشرب اية يا نجم عشان عايزك في حوار مهم ... شيسة و قهوة و لا شيشة و شاي.
قال الاخر بخفة دمه المعروفة : شيشة اية يا فاندام عايز تقضي على حنجرتي الذهبية و تنهي مشواري الغنائي قبل ما أبدأ.
هات واحد لمون يروق الدم و قول حوارك.
طلب فاندام الليمون و قال : عايزك تصلح العربية و تشوف مشكلتها ايه .
قال الاخر بتعجب : ما قلتلك فكك منها هتدفع ضعف تمنها تصليح ... و لا انت مش واثق بكلامي.
قال بتأكيد : هو انت فيه زيك!!! طالما قلت انها متنفعش يبقى متنفعش بس اخدتها من صاحبها يومين قلت اطلع افسح بيها العسلية ... بس العربية مش راضية تقوم من امبارح.
نظر هشام بتفكير على هيئته النظيفة و قال : طيب ساعتين زمن اقضي مشوار في السريع باللبس الشياكة ده و بعدها اقابلك في الورشة ... اكون اخدت المفاتيح من الاسطى حسين.
أومأ حودة برضا و هو يفكر في المفاجأة التي يحضرها لابتسام علها تتخلص من بعض الجمود و التوتر المصاحبان لها بالاونة الاخيرة.
قال مجاهد : مفيش جديد يا هشام ملقتش منتج و لا موزع يسمعوك يمكن صوتك يعجبهم.
قال بلامبالاه ظاهرية : و انا هلاقي موزع و لا منتج فين بس في وسط سوق الخضار .
قال سلطان : مفيش حد عليه القيمة من اللي بيصلحوا عربيتهم يوصلك لحد يسمع صوتك.
تأفف هشام و قال : مفيش يا سلطان و لو لقيت مبقاش حد بيحب يخدم حد اليومين دول. كأني هاخد اللقمة من بؤقهم .
قال مجاهد : مفكرتش تروح الساقية و تحاول تشوف فرقة تسمعك و تغني معاهم.
قال حودة ساخرا : الراجل بيقولك عايز يغني هيروح عند السواقي يسمع البهايم و لا ايه .
انفجر مجاهد و هشام بالضحك و قال مجاهد يغالب ضحكته : الساقية دي مكان اسمه ساقية الصاوي في الزمالك بيتعمل فيه حفلات و ندوات و امسيات شعرية و فرق للهواه سواء بيمثلوا او يغنوا.
قال سلطان ضاحكا : العلم نور والله الواحد قال ساقية ايه اللي يروحها دي اتاري طلع الموضوع كبير و احنا منعرفش.
قال هشام : بس يا مجاهد الفرق دي بيكون لها لون موسيقى معين و بيكونوا مجموعة طالعين مع بعض صعب ياخدوا حد جديد و الاهم اني مش هظهر وسطهم و لا هتبان امكانيات صوتي.
كان مجاهد يفكر بطريقة يساعد بها هشام فهو عاشق لصوته و لتفكيره و يرغب بمساعدته .
فاقترح قائلا : طب و النت !!! سجل كام اغنية بصوتك و نزلهم على اليوتيوب ... يا بني ناس كتير بتتشهر كده مشفتش البنت اللي اسمها ياسمين ماهي بدايتها كده و في الاخر الكل عرفها و بدأت تتشهر و تغني و هتعمل البوم قريب.
مسد على لحيته القصيرة و قال بتفكير : والله فكرة حلوة و مجتش في بالي ... اظبطها و اجهز كاميرا كويسة و انزل كام اغنية و التساهيل على الله.
ثم قام قائلا : طيب هاخلع ساعة زمن و اكلمك يا حودة عشان العربية.

مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن