#غَضَبْ11:

693 23 4
                                    


لاَ اعْلَمُ هَلْ كَانَ عَلَيَّ المَوْتُ لِتَعْلَمُوا انِي أعَانِي ؟
هَلْ حَاوَلتُمْ مَعْرِفَةَ سَبَبِ تَخَلَيَّ عَنْ أمَانِي ؟
هَلْ سَمِعَ احَدُ مِنْكُمْ بَعْضَ شَهَقَاتِي وَ بُكَائِي ؟
هَلْ خُدِعْتُمْ جَمِيعَا بِتِلْكَ الاِبْتِسَامَة التِي غَطَتْ اكْتِئَابِي ؟
هَلْ كَانَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَتْرُكُونٍي بَيْنَ جَحِيمِ أفْكَارِي؟
وَ اللّهِ بِتُ لاَ اُرِيدُ المَبِيتَ بَينَ جُدْرَانِ دِيَارِي !
لَقَدْ طِقْتُ مُرًا وَ شَرًا مِنْ هَذَا الظَلَامْ!
أَوَ ليْسَ مِنْ حَقِ ثَغْرِي الِابْتٓسَامْ ؟

لا بأس احيانا بالبكاء ، لا بأس احيانا انا ننعزل في غرفتنا لأيام و ايام ، لا بأس أن نكره حياتنا احيانا ، أنه امر عادي أن لا تاكل، لا تتكلم ، لا تستيقظ مبكرا ، أن تسهر ، أن تحاول الهروب ، أن تكره ذاتك ، لا بأس إن أردت شخصا ما ليحتضنك ، لا بأس أن عبرت عن القليل مما يؤلمك لجدران غرفتك ، أنه امر عادي أن تتحدث مع نفسك لعدم وجود شخص تتحدث معه ، كلا منا يمر بأوقات يتمنى فيها الاختفاء او الموت ، اوقات يصعب فيها علينا التنفس ، التكلم ، التواصل مع الناس ، او حتى أن نقوم بردة فعل ، نعجز حتى عن النهوض من الفراش ، حتى أن استيقظنا نعود إليه سريعا ، احيانا نريد فقط فعل اللاشيء ، النوم ، الاكل ، الانطواء على النفس و عدم مواجهة أي شخص غير نفسك ، لا تخف أنه امر عادي ، لكن الليس عادي هو استمرارك بهذا ، الليس عادي هو عدم صراعك لهذا ، عدم محاولتك للتخلص من هذا ، تقبل هذه الحالة المزرية هو الأمر الغير عادي ، و الغير مقبول ، مادامت الشمس تشرق و النهار يأتي و انت تتنفس فهذا يعني أن هناك امل ، يعني أنك تستطيع أن تعيش أن تحارب أن تكون انسانا ، لا تظلم نفسك و حياتك ، أن الحياة مرة واحدة لا تضيعها من أجل كلمة قالها لك شخص مستهتر ، لا تحزن من اجل شخصا كسر ثقتك لانه هو الذي سيحزن لفقدانه شخصا مثلك ، لا تحزن من اجل الدارسة ، العمل ، المال ، الاصدقاء ، كل شيء لا يستحق أن تمحي ابتسامتك الجميلة من وجهك ، فكما قال رب الكون "أن مع العسر يسر " فكيف لك أن تشك بكلام رب العالمين ؟ لذا حارب مادمت تتنفس ، عش شبابك ، لا تسمح لأحد بأن يكسرك ، لأن ما يندم عليه المرء في كبره هو تضييع حياته و سعادته من أجل اشياء تافهة .

___________________

#غضب 11 :

جاء صوته حادا جعل الاخرى تشهق بقوة :"هل استمتعت معه ؟" ، ايلا لا تدري هل عليها الخوف من صوته ، ام من معرفته للأمر ، او لانه اتهمها دون سماعها ؟ اخذ منها الأمر لحظات حتى تعيد تنظيم انفاسها ، تمالكت خوفها و نظرت جهة صوته لتجده متكئ على الحائط و ينظر لها بنظرات لم تراها من قبل ، لقد كان مخيف و غاضب ، ثم قالت :" لالا...ليس كذلك "بلعت ريقها لانها رأته يتقدم نحوها ، مابال الجميع يتقرب منها و يصبح مخيفا فجأة ؟ حاولت ايلا الثبات و عدم السقوط من نظراته الحارقة ، قال جاك وهو يمرر يده على وجهها :" هل لمسك؟ " اشتدت يده عندما وصل إلى رسغها و اخذ يضغط عليه :" لا تجعليني اريك جانبي السايكو اقسم أنه لن يعجبك بتاتا " بينما ينظر نحوها ، و ايلا لم تستطع تمالك دموعها أكثر ، التي انسابت على خديها ، :" لم اعلم انني عنده " قالت مبررة لعله يخفف من قبضته التي باتت تؤلمها ، لاحظت انه اهتم لما قالته لذا واصلت :"لقد ساعدني عندما حاول أحدهم اختطافي ، عندما استقيظت وجدت نفسي عنده " ايلا لا تريد من جاك أن يتهمها تريد أن يسمعها يبدو أن رأيه يهمها او انها لا تحتمل الاتهامات ، نظرت في عينيه و هو فعل المثل ، كانت مقلتي جاك سوداء كأنهما ظلام ، او ليل غامض ، عميقة بشكل لا يوصف ، لكن رغم غموضها و حدتها إلى أنها تبقى جميلة بشكل لا يوصف تجعلك تغرق في النظر فيها ، جاء صوت جاك بينما عاد يضغط على رسغها قائلا :" لا تظن انني دائما ذلك الجاك ، او بما أنني أشفق عليك يعني انني احبك او تعني لي شيئا " جاك لا يعلم بما تفوه به الذي هو عكس ما بداخله ، لكنه غاضب جدا لفكرة انها كانت معه هو لا يستطيع تخيل الفكرة فكيف أن كانت حقيقة ، كان عليه أن يفرغ هذا الغضب الذي يحمله بداخله طوال فترة اختفائها ، كان يظن أن مكروها حدث لها ، او أن انتويو فعل لها شيئا، كان يظن أنه هو السبب في هذا ، لكنه تفاجىء عندما علم انها عنده ، شعر بغضب و خيبة كبيرتين ، و هو الان متحكما باعصابه ، لا يريد أن يؤذيها لو كانت فتاة غيرها لكان قتلها بعدما عذبها عذاب لم تر في حياتها مثله ، لكنها ايلا حبيبة القلب و طفلة جاك التي هو يعشقها حد الهوس .
لم يعلم جاك أن واقع كلماته على ايلا ستكون آلمة لها كهذا ، فعلمك أن الشخص الذي ظننت أنه يفهمك هو فقط يشفق عليك ليس بالأمر الهين ، خصوصا بعدما كانت متلهفة للقائه ، يأتي هو في لحظة يتهمها و يلقي كلمات جارحة لقلبها الحساس ، لم تعي على نفسها الا و هي تدفعه عنها بينما خرجت كلماتها بنبرة مهتزة :" هل تستغل ضعف الآخرين بهذه الطريقة ؟" نظرت نحوه بينما تمسح دموعها بكفيها بقوة و اكملت قائلة تحت أنظار جاك الحادة التي لا تعبر عن شيء :"انا لم اطلب منك ان تشفق علي ، و لن اخبرك ما حدث لانك لا تستحق ، و انا التي ظننت أنك خائف علي ! تشه " قالت كلامها ثم جمعت شتات نفسها و خرجت من الغرفة ، لم تغلق الباب ورائها ، حاولت ايلا تمالك نفسها و كبح دموعها لانها رأت ماري قادمة نحوها :"أأنت بخير ؟ ماذا حدث ؟ هل فعل جاك لكي شيئا ؟" تساءلت ماري عن سبب حالة ايلا هذه ، فقد كانت تبدو متلهفة للقائه و الان تبدو و كانها ندمت على هذا الشعور ، جاءت ابتسامة ايلا الدافئة ثم قالت :" لا عليك لم يحدث شيء انا متعبة ساذهب لانام " ، اومئت ماري تفهما لما تريده ايلا فهي اكيد متعبة بعد الذي حدث و عليها الراحة لذا فقط انسحبت نحو مارت تاركة ايلا تنام ، ذهبت ماري نحو مارت الذي يجلس أمام حاسوبه ، تنهدت و جلست امامه ثم قالت :" يبدو أن اللقاء لم يكن جيدا !" رفع مارت نظره نحو ماري و قال :" انا لاازال حائرا كيف لم نسمع صراخ جاك الى الان ، لا اصدق انه يتحكم باعصابه هكذا !" ضحكت ماري على كلام مارت ثم قالت :" أنه الحب و ما يفعل !" ابتسم مارت على إثر كلمات ماري ثم قال :" لا تمنعي ظهور تلك الضحكة فإنها سبب تنفسي "احمرت وجنتا ماري من غزل مارت المفاجىء أنه يستمر باحراجها هكذا ، لذا غيرت الموضوع قائلة :"هيا علينا الذهاب ، اوليس لكم اجتماع غدا ، عليك النوم لكي توقع العقد " قالت ماري بحماس و هي تقف تحاول سحب مارت لكي يقف هو أيضا ليقهقه قائلا :"حسنا حسنا ، لكن جاك سيكون ايضا لذا سنوقع العقد لا تخافي " باستهزاء ، :"حبيبي ايضا سيكون لذا لن اخاف" قالت ماري هذا ثم ركضت نحو الباب لتغطي وجهها المحمر من الحرج لاتدري كيف اصبحت تتغزل هكذا ، ضحك مارت على شكلها ثم سار خلفها قائلا :" الباب من جهة اليسار!" لانه رأى ماري تتجه عكس هذا ، ماهي ثواني حتى سمع خطواته الراكضة نحو الاتجاه ، كالطيف بالسرعة ، ضرب جبينه ثم تنهد و واصل طريقه .

أدْمَنْتُ مَعْزُوفَةَ ٱَسِرِي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن