4 | وَارْنِي .

1.2K 134 81
                                    

أستغفر اللّه العظيم وأتوب إليه .✨
.
.
.
.
.

وتأتِي الوحشة، بفرسانها السّبعة، تحوم حول رأسكَ، تنهش عنقكَ، تفتّت عظامكَ، تقطّع قلبكَ حتّى تهلككَ ! وتزهق روحكَ، تجعلها تسبح في سرابٍ، وتطوف بين ذكرياتْ ..

ويُقبل علينا الخوف، من بوّابةٍ أخرى .. يبعزق السّكينة المترامية بين أشلائنا، يمزّقها أكثر، ويُحيل تلك الضّحكة لمجرّد نظراتٍ متوتٌرة تتنامَى وسط أفقٍ بعيدٍ .. تزيل العديد من الأحاديث، وتبعد أكوامًا من رفقةٍ، تجعلنا ضائعين، تجعلنا لا نودّ الكلام أو النّطق بنصف حرفٍ واحد، تجعلنا نودّ الصّراخ بأعلى صوتٍ، ومطالبة الجميع بالابتعاد عن أرضٍ باتت فوضويّةً .. للسّماح لنَا .. ومنحنا فرصةً لالتقاط أنفاسنَا ..

كان كلّ شيءٍ مظلمّا، مغلقّا بين عينيّ وأمام طريقِي .. وفي تلك الأيّام، كنتُ أجاهد لاقتناص بضع زفراتٍ ألملم بها شتاتِي، ألتفت لصديقتي المقرّبة وأتخيّل أسوء السّيناريوهات الّتي بإمكانها أن تحدث، أتخيّل صراخًا، فجيعةً، توبيخًا وسخطًا، أتخيّل دمعةً، انكسارًا وخجلّا وإحراجًا، ندمًا ثمّ انهيارًا ..

وأنزوي على نفسِي، أتكوّر بجسدي في إحدى الزّوايا، أشهق بصمتٍ، مرّةً أو مرّتين، ثمّ أقف وأمضِي ..

اِنطلقتُ، تردّدتُ، تعثّرتُ، وقفتُ، تراجعتُ ثمّ اندفعتُ .. كسهمٍ أحكمتُ وثاقه الرّماح ! ولعلّي أكتب الآن وأناملي ترتجف بعض الشّيء، آملةً أن يكون هذا الفصل بشارة خيرٍ، تجعلني بمجرّد أن أقدم على هذه الخطوة .. ينفجر ثغرِي بابتسامةٍ سرمديّة، أتقافز مفتخرةً، رافعةً هذه الأحرف، ومحسّنةً في مستواها أكثر ..

لعلّي بمجرّد أن أتقدّم لذلك المكتب الخشبيّ، فاقع اللّون، صلد الأوصال، خلال حصّتين فريدتين من نوعهما، أجد جزءًا كبيرًا مفقودًا منّي .. في حضرة جمله العظيمة الدّاعمة ..🤍✨

*******************

خذوا شهيقًا وزفيرًا، فالأحداث ستنقلب رأسًا على عقب .. دهر تتمنّى لكم قراءةً ممتعة ❤️✨
.
.
.
.
.
.
.
.

ظلام، عتمَة، صقيعٌ وقسوَة .. وكأنّ كلّ شيءٍ تكدّس وتكثّف وعلق في عمق عنقِي، فمنذ بزقِي لتلك الدّماء، وأنا أشعر بأيادٍ تسحبني، تمسكني من قدميّ وتغرقنِي وسط غطرسَة حفَرهَا، تأكلني بأصابعها، وتعتصرني بين كفّيها الغليظتين، تجعلني حطامًا، تمسحني ثمّ تفرشنِي فوق أشواكهم، تشجّعهم، تهتف مصفّقةً، فيحرقونني بأنياب باطشة !

سعالٌ قويًّ كان كفيلًا بتحريك بضع أنامل مستقرّةٍ على يدي البيضَاء، اِبتلعتُ ريقي بعسرٍ، وأنا أحسّ بمرارةٍ وحرقةٍ شديدةٍ توضّعت على جنبات حلقِي، ألم مزعجٌ اِستعمر تراب عينيّ، آمرًا بانغلاقهمَا تمامًا، وبالفعل .. لم أستطع فتحهَما، وكأنّ لاصقًا قد تشبّث بجفونهما المتعبَة، جاعلًا إيّاي مجرّد غارقةٍ في بحر هذه الدّجنَة ..

الرّعَايَاWhere stories live. Discover now