الفصل الأول: بداية من أعماق الظلام

Start from the beginning
                                    

    ضاقت به الأنفاس و أغمض جفنيه للحظة راجياً أن يساعده أحد ما، لكن رغبته لم تكن لتتحقق وسط هذه الغابة .

[علي الهرب... علي أن أنجو بأي ثمن ...لن أسمح لهؤلاء الأوغاد بقتلي ...أبداً... ]

و بينما يركض تعثر بجذع شجرة و سقط متألماً.

و هنا لاحظ أحد المطاردين الصوت ونظر باتجاهه مناديا:

" هناك صوت قادم من هناك!!! لنتحقق!!!"

نهض الصبي بسرعة وعاود محاولة الهرب آملا النجاة رغم صعوبة حركته بسبب الألم الذي تعرض له في ساقه .

أطلق المعتدون النار متقصدين دب الرعب فيه ومع ذلك لم يتوقف و واصل السعي جاهداً للنجاة. لكن الأمور لم تسر على نحو جيد و هاهو ذا أمام منحدر يقف عاجزاً عن إيجاد طريقة للنجاة. وهنا نظر أحد المطاردين من الأعلى و صرخ للباقين قائلاً:

" هاهو!!! لقد وجدته!!!."

في تلك اللحظة وبينما التفت الصبي مرتعباً تعثرت قدمه وهوى للمنحدر صارخا. وصل المطاردون للمكان الذي كان واقفاً فيه بينما تساءل أحدهم:

"هل أنت متأكد أنه سقط من هنا؟."

أجابه المقصود:

"أجل لقد رأيته بعيني و هو يهوي للأسفل."

وقال ثاني:

" اذاً، لا حاجة لنا لملاحقته بعد الأن يستحيل أن ينجو من هذا السقوط."

و هكذا عادوا أدراجهم بينما بقي مصير الصبي مجهول.

__________𓁹_𓁹_______

    في مكان آخر تماما، تحديدا في مملكة فرنسا. المملكة التي سادها الأمن و الطمأنينة في آخر عقد بفضل الملكة التي استلمت الحكم في هذه الفترة، على الرغم من كونها لا تنتمي للسلالة الملكية الأصلية لفرنسا إلى أنها استطاعت هزيمة اليأس الذي خلفته العائلة المالكة طيلة فترة حكمها.

مع ذلك... وبالرغم من كل القوة و المكانة التي وصلت لها المملكة فمشكلة التوازن بين الطبقات الغنية والمتوسطة و الفقيرة لا يزال طاغياً، حيث ترى الأطفال المتسولين و الذي لجؤوا للسرقة لكسب قوت عيشهم و الأغنياء المترفون  .

من أحد شوارع مدينة باريس نجد عينة من هؤلاء الأطفال... وهو صبي يبلغ الثانية عشر من عمره، ذو شعر أسود كالليل و عيون صفراء صغيرة قتل الإملاق بريقها.

مشى مينا مطأطئ الرأس حيث مر على شخص بدا لا بأس به مادياً ليصطدم به دونما قصد أو هذا ما بدا عليه الأمر.

زقاق فرنسا Where stories live. Discover now