•البارت الأول•

91 4 0
                                    

تَجلِسُ الفتاه غُرابيَه الشَعر باروديَه الاعيُن جاثيَه عَلي رُكبتيها امام حَضره الطَبيعَه، أثينا بِطَبيعتُها مُتمَرِدَه ولو حنُت ولاكِن هي امام الطَبيعَه والحيونات انسانٌ أخر بِعقلٌ أخر، كانت تُجاوِرُها سناجِبٌ لطيفَه وفراشاتٌ تُزينُ تِلك الساعَه، فهيَ مُنذُ ان فاقَت مِن ثُباتُها الذي طالَ لاسابيع أفقدَ الامل بِهُما لَدي الحكيمه في أستِقاظُها وهي كُل ما قيلَ لها أنها فالقَصرِ مِن "فَتياتِ الحَرملِك"

:"أثينا، لقد حانَ وقتُ احضارِ الطِعام، السيَده مارجريت قَلبت عليكِ القَصر بأكمَلُه!" أتت فتاه مِن وراء أثينا مُنحنيَه تلتَقِط أنفاسُها بِصعوبَه فـ يبدو أنها كانت هارِبه او ما شابَه من المدعوَه مارجريت هَذهِ

:"ميرا؟ ما بالُكِ راكِضه هَكذا؟ لقَد كُنتُ أتيَه علي كُلِ حال" وقفَت حامِله مَعها السِنجاب الذي أستلطَفتُه، ميرا هيَ الوحيدَه التي بَدت لـ أثينا بِتعامُلتها وكأنها بالفِعل تعرِفُها، فَـ حتي وإن قيلَ لـ أثينا أنها هُنا كـ فتاه مِن الحَرملِك ولاكِنها لا تتذكَر شيئاً

:"ليسَ هذا سَبب رَكضي، القَصر بـ حاله توتُر، فالامير اليومُ عائِداً بعدما قام بالانتِصار عَلي مُعظَم مَمالِك اليونان، المَلِك أمرَّ بـ ان تُقام لَهُ حَفل أستقبال كبير، ولِهذا أردتُ ان أُخبِرُك" استرسَلت ميرا مُجاوِره لصديقتها التي كانت تُداعب السِنجاب بإبتِسامَه جاعِله مِن الأُخري تَبتسِم لرؤيَه هَذا الجانِب الهادئ مِنها

ولاكِنها لم تَحظي بتِلك اللَحظه وكَسرتها أثينا بِفظاظَه رافِعه حاجبيها :"وما شأني؟ لَيس وكأنني مَن أحرزَ النَصر" اطلَقت ضِحكه ساخِره مُكمِله بِهمس بعدما وضعت الصَغير علي الشَجره فور رؤيَه اثنين مِن الجِنود يقتربانِ مِنهُما :"بالأساسِ انا لا اتذكرُ شيئاً، مُنذُ استيقاظي والكُل يتكلمُ عَنهُ، صَدعَ رأسي والله!"

:"أنتُما ماذا تَفعلانِ هُنا؟" استرسَل أحد الجُنديان بِنَبره أفزَعت الصُغري التي راحَت تتوتَر مُحاوِله لَم شِتات كَلِماتُها لِتكون جُمله تُخرِجهُما مِن هذا الوَضع :"اممم..حسنا..نـ نحنُ كـ كـ كُنا.." بقت تَنظُر حولَهُما مُحاوِله إيجاد أيُ عُذرٌ ولاكِن فَقط الصَمت
رَفع الجُندي حاجِبُه رادِفاً :"انتُما؟"
:"كُنا نُطعِم السناجِب"
:"أ أ أجل كُنا نُطعِم السـ...أثينا م ماذا؟" صُعِقت الاصغر لرد أثينا التي بدوَت طبيعيَه جِداً، فموقِفهُما الان لا يُحسَد عليهِ

:"أ تُمازِحاني؟ هل هربتُنَ مِنَ الحرملِك؟" شدَ الناطِق علي يَديهِ بغضب يُحاول كَبح نَفسُه عن قتلِهما
:"وهل الجِلوس فالحديقَه يُعتبَر هربا؟" كانت نبرَه أثينا ساخِره، أرادَ الجُندي الصُراخ عليها، ولاكِن حالما وَقعت عيناهُ علي عيناها التي قامت بـ فتحهُنَ وإعطائهُنَ قِسطا مِن اشعَه الشَمس، قد هدأ تماما
:"أراكَ أخرَساً، هَل أكلَ القِطُ لِسانُك؟" ميرا الان وبِحق كانت مُرتَعِبه علي صديقتها الفاقِده للذاكِره وللادب علي مايبدو
:"صدقيني أن لم تكُن عيناكِ بِهَذا الفَن لَما تَرددتُ ثانيَه في أنتِشال رَقبتُكِ" هَسهَس الجُندي بنبرَه سَمِعُها فَقط صديقُه الماثِل بِجانِبُه
:"يبدو بأنَ فُقدانُكِ للذاكِره أنساكِ التربيَه ايضاً أنِسه أثينا؟ ولاكِن لا بأس، اليومُ انا لستُ بِمزاجٌ لاقتُلَ إحداهُنَ، رُبما غدا" أرتَفعت طَرف شفتاهُ مُرسِمَه إبتِسامَه جانبيَه، وقبلَ ان تَحصُل الاُخري علي فُرصَه الرد قامَ بتوجيه ضَهرُه لهُنَ وسارَ مُبتعِداً"

سُـــمُ ميــدُوســا||KTHWhere stories live. Discover now