٤- حرب

148 16 3
                                    

شدت على أطراف السترة أضمها بإحكام على جسدي، أسرق الدفء الذي بثه صاحبها فيها، ليحوي جسدي المبتل علّه يقيني برودة قلبي.

- سنذهب إلى الطبيب غدًا لجلسة طارئه.
نبس تايهيونغ بينما يضع يديه بجيوبه محدقًا بحذائه بينما اتخذ خطوات للوراء بظهره؛ فقد أوصلني للتو لحيث أقطن، لكن يبدو أنه لن يذهب قبل محاضرة جديدة.

- لست بحاجة لذلك.

-بلى انت كذلك!! يونغي لقد كنت تحدث نفسك عندما وصلت! ثم ماذا؟ حورية ماء أنقذتك من الغرق، أتدرك حجم الكارثة، لقد حاولت الانتحار ثم أنقذتك نفسك ببعض الهلاوس !

صرخ بي لاتنهد معطيّا إياه ظهري أفتح باب المنزل لأدلف إليه بدون رد.

و ما ردي وقد أدركني على حين غفلة على حافة النهر مبتل لأخمص قدماي؟ و حينما أردت أن أعرفه على ميرا اختفت و كأنها سراب لم يكن.

اتخذت طريقي بين الأثاث العتيق إلى غرفتي، لكن مشهد اجتماعهم على طاولة الطعام حال بيني و بين ذلك؛ فوالدي يبغض حين يترك أحدنا المائدة.

غيرت وجهتي بخطوات هادئة صغيرة، سترة تايهيونغ تخفي قميصي المبتل بينما بنطالي قد جففه رياح طريق العودة.

- ماذا فعلت بنفسك هذه المرة؟ ها؟

تجنبت النظر لوالدي بينما أحاول الحفاظ على رباطة جأشي، فإن بدأت أنا لن ينتهي الحديث أبدا.

- لمَ لا ترد على والدك؟ صديقك ذاك اتصل سائلًا عنك و قد كان خائفًا، أين كنت؟ و لمَ شعرك مبتل هكذا؟

أمسكت بالطبق المقدم أمامي و اغترفت منه لقمة صغيرة مجبرًا نفسي على ابتلاعها، حتى و إن كانت مُرَةٌ خانقة كغصة علقت بحلقي حين كتمت البكا داخلي ثانيًا  صدري عليه تاركًا الهم يتردد بين الضلوع.

- و لن ترد أيضًا عليّ؟ ما الذي فعتله بحياتي لأحصل على ولد عاق مثلك.

ابتلعت لقمة أخرى دافعًا إياها داخلي، و لُمت الدموع المتجمعة بمقلتاي على الطعم الرديء و ليس كلمات أمي المعتادة.

-دعكِ منه أمي، صحتك أهم، ليس جديد عليه أن يحاول قتل نفسه في سبيل جذب الإنتباه ، هه تعلمين كيف يكون الولد الأوسط دائما.

وقفت تاركًا المائدة متجاهلًا كل ما صدر من صراخ باسمي و لعنات، لأصل لغرفتي موصدًا الباب بإحكام راميًا بجسدي على سريري مناظرًا السقف القديم الذي يتساقط منه الدهان.

ما كان عليّ القدوم هنا أبدا بعد ما طردوني منذ أربع سنوات، لكن تايهيونغ أقنعني أن أقضي عطلة نهاية العام في بيئة مختلفة كي أغير الجو العام حولي.

حورية || مين يونغيWhere stories live. Discover now