الفصل الرابع عشر: ستوكهولم

5.6K 210 985
                                    

وقف جونغكوك في بهو المبنى أمام المصعد وأخذ نفس عميق قبل أن يُفتح الباب أمامه كي يدخل به ويضغط على زر البنتهاوس.. كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة عصراً حين قرر المجيء لمرة أخيرة إلى الشقة التي كانت بمثابة منزله في يوم من الأيام.

كان جيمين قد طلب منه مرافقته لأنه لم يرغب بترك جونغكوك وحيداً مع ذلك المختل لكن الصبي الأصغر أكد له بأن مين جون يكون في عمله بمثل هذه الساعة وبأنه سوف يستغل الوقت في جمع متعلقاته إلى حين عودته كي يخبره بهدوء عن قراره بالانفصال عنه وبأنه يتمنى بألاّ يكون لهذا القرار تأثير سلبي على علاقة أبويهما أو عملهما المشترك، وسوف يغادر بعدها على الفور دون أن يخوض في أي نقاشات أخرى عقيمة معه.

في الواقع كان جونغكوك يشعر بالتوتر قليلاً لكن وبشكل غريب فقد كان من ذلك النوع الجيد.. النوع الذي يمدك بالشجاعة والقوة على مواجهة شخص كان يعني لك الكثير حتى وقت قريب.. النوع الذي يجعلك صلباً وصامداً بعد أن تكشفت الحقائق كلها أمام عينيك ولم تعد فاقداً لبصرك وبصيرتك.. النوع الذي يجعلك متماسكاً وأنت تحمل عود الثقاب لتشعل النيران في تلك الصفحة السوداء من كتابك لتبدأ بعدها بخط حروفك على صفحة بيضاء نقية.

فُتح باب المصعد وبالكاد أخذ الصبي الأصغر بضع خطوات للداخل ليتجمد في مكانه حين رأى مين جون ينهض مسرعاً من أريكته ويتجه مندفعاً نحوه. "جونغكوكاه!". قال بنبرة متلهفة وقد اعترى القلق تعابير وجهه قبل أن يمد ذراعيه القويتين ويحتضن إطاره. "أنا أسف صغيري، لكنني أعدك بأنني سوف أسخر كل أموالي ونفوذي في العثور عليها.. سوف أعيدها إليك بطريقة أو بأخرى لذا لا تقلق حبيبي أرجوك!".

قطب جونغكوك حاجبيه وقد تسلل الانقباض المرتبك إلى أحشائه بينما يُبعد نفسه بقوة عن عناق الشاب الأكبر وترتسم الحيرة على تعابير وجهه. "ماذا تعني؟ تُعيد من؟".

رمش مين جون في وجهه مستغرباً. "أنت.. أنت لا تعلم؟".

"أعلم ماذا هيونغ؟". سأل جونغكوك وقد تسارعت ضربات قلبه وسرت ارتعاشة في ظهره. "هل حدث شيء ما؟".

"اللعنة حبيبي أنا أسف.. أنا حقاً أسف.. لم أكن أرغب بأن أكون من يخبرك بمثل هذا الخبر السيء.. لقد ظننت بأنك قد تحدثت مع أجوشي بالفعل وتعلم بما حدث". قال الشاب الأكبر وقد ارتسم الذنب في عينيه.. أخفض رأسه وزفر نفساً متكسراً قبل أن يعيد النظر للصبي المرتبك أمامه. "الأمر.. الأمر يتعلق بأجوما حبيبي".

"أ..أمي؟". سأل جونغكوك وهو يشعر بانقطاع أنفاسه وقد بدأ العرق البارد بالسريان على جلده. "ما الذي حدث هيونغ؟ ما خطب أمي؟".

"هي مفقودة منذ يومين جونغكوكاه". أخبره مين جون لتتسع عينا الصبي الأصغر ويتوقف العالم من حوله فجأة.. كان يرى شفتيّ الشاب الأكبر تتحركان لكن أذنيه أصبحتا صماء عن سماع ما يقوله.. كانت هناك غيمة سوداء قد خيمت على عقله ولم يعد قادراً على فهم أو تحليل الكلمات التي سمعها للتو.

الخطيئةWhere stories live. Discover now