الفصل الأول: أنا و أنا

25.8K 575 1.3K
                                    

ملاحظة: الرجاء قراءة شابتر المقدمة مجدداً قبل البدء بالرواية.. هذه القصة لن تناسب الجميع، لذا في حال الشعور بالإنزعاج فالرجاء التوقف عن قراءتها.
***

تسللت الخيوط الناعمة لأشعة شمس الصباح من ستائر نافذة الغرفة الصغيرة لتُعلن عن بداية يوم روتيني هادئ وممل آخر كحال جميع أيام هذه القرية الريفية المنعزلة والبعيدة عن ضوضاء المدن الكبرى المتحضرة.

فتح جونغكوك عينيه ببطء وأخرج تثاؤباً نعساً بينما يمدد ذراعيه ليوقظ عضلاته الكسولة النائمة قبل أن ينهض على فراشه فجأة حين سمع صوت قرقعة آتية من المطبخ وتغزو أنفه تلك الرائحة الشهية لحساء الأعشاب البحرية ليُدرك حينها بأن هذا اليوم سيكون مميزاً ومختلفاً قليلاً.

ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه وقفز من سريره على الفور ليغادر غرفته متجهاً بحماس نحو أمه التي استقبلته بابتسامتها المشرقة وتعابير وجهها المبتهج بينما تفتح ذراعيها على نطاق واسع كي تعانق إطاره الأكبر ويدها الحنونة تربت على ظهره بلطف.

"عيد ميلاد سعيد يا طفلي الجميل". قالت بصوت رقيق وهي تبتعد قليلاً كي تطبع شفتيها الورديتين قبلة ناعمة على وجنة ابنها.

"أمي، لقد أصبحت في التاسعة عشر من عمري". اشتكى جونغكوك بنبرة متذمرة وهو يعيد احتضانها ليدفن وجهه بانحناءة عنقها مستنشقاً رائحة ملاذه الآمن في دفئها. "أنا لم أعد طفلاً منذ زمن طويل".

"هذا ما تقوله أنت، لكنك ستبقى دائماً طفلي الصغير حتى وإن أصبحت في السبعين من عمرك". أخبرته هوا يونغ بنبرة مغيظة بينما ترفع يدها وتُخلل أصابعها في خصلاته الفحمية المبعثرة من نومه.

"لازلت أتذكر ذلك النهار الصيفي حين كنت أعمل مع أبيك وفاجئني المخاض في منتصف الحقل.. يا إلهي كم كان مذعوراً في تلك اللحظات العصيبة وكأنه هو من سيقوم بالولادة.. ذلك الأحمق الضخم اللطيف كان يتخبط بالأرجاء دون أن يعرف ما الذي يتوجب عليه فعله وقد اضطررت للصراخ في وجهه حتى يستعيد رشده ويأخذني إلى المستوصف المحلي.. كنا بالكاد قد وصلنا هناك لتخرج بسلاسة من رحمي دون أن تؤذيني أو تُشعرني بألم الولادة وحينها علمت كم ستكون طفلاً رائعاً ورقيقاً وحنوناً". خرجت كلمات هوا يونغ بنبرة مختنقة وهي تكافح الرطوبة التي قد تجمعت بعينيها.

"لقد أتيت إلى هذا العالم وأنرت حياتنا جونغكوكاه.. كل يوم كنت تكبر به أمام أعيننا أنا وأبيك نزداد به سعادة وفخراً وابتهاجاً بك.. أوه يا طفلي الجميل أنت لا تعلم حتى بمدى حبي أنا وأبيك لك، وكم نشكر الآلهة التي أنعمت علينا وجعلتني أحمل بك بعد سنوات طويلة انتظرناك بها بصبر وأمل حتى بعد أن أخبرنا الأطباء بأننا لن نستطيع الإنجاب.. أنت معجزتنا يا حبيبي".

الخطيئةOnde histórias criam vida. Descubra agora