الفصل الخامس عشر

7.2K 180 3
                                    

الفصل الخامس عشر

" فرح.. فرح" لفظ اسمها فاندفعت اليه بجنون وعانقته ثم قبلها على وجنتيها و عنقها ثم حضنها بقوة اقوى من اي شيء على الأرض وقال لها بهمس شفاهه.
" انت جميلة جداً وانا اريدك الآن"
" الآن تحت المطر"
" لا ايتها المجنونة سنعود بعد لحظات الى منزلنا وسنكون آمنين ننعم بالدفء "
" ولكن مايك ارجوك ضمني اليك اكثر "
ثم ضمها الى صدره بقوة وحضنها حتى كادت اضلاعها تتمزق من جراء ذراعيه القويتين.
" قبلني ارجوك " توسلت اليه كالجائعة الى الحب والحنان .
" هل تحبينني فرح "
" نعم مايك نعم احبك بجنون "
" هل حبك لي هو الذي جعلك تستمرين معي "
" نعم ... و "
" و ... ماذا ...ماذا .. ماذا تريدين ان تقولي فرح هيا قولي "
" لا شيء فقط كنت افكر بك .. كان حبك قد احتل كياني ولم اعد اتراجع, ولكن هناك لحظات مرت كنت اعتقد انني ضعيفة لأنني لا املك منزلاً ففضلت ان ابقى معك على ان اتشرد بلا عمل"
" وهل كنت تعتقدين انني سأدعك تفعلين هذا "
" لا اعلم لقد طردتني عدة مرات "
" ولكنني كنت اعلم انك ستبقين"
احس مايك انها ترتجف من البرد ضمها اليه اكثر حتى يدفئها اكثر ثم لامست شفاهه شفاهها وقبلها قبلة لم تشعر بطعمها فرح من قبل وكأنها المرة الأولى التي يقبلها زوجها.
" اوه مايك ,, مايك ليتني استطيع ..."
" تستطيعين ماذا فرح.."
" لا شيء .. لا شيء"
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
كانت تريد ان تقول له ليتني استيطع ان اخرج تلك الانسانة التي تدعى كاتي من اعماقك .ريحانة
" هيا لنعود ان المطر خف "
ثم امسك يدها واسرعا السير حتى وصلا الى مدخل منزلهما وكانت فرح قد بللت ملابسها وشعرها منسدل على كتفيها كالتاج الذهبي.
" اوه , لقد تبللت جيداً , يجب ان يجف رأسك قبل ان تصابي بالرشح هيا.. هيا ياعزيزتي "
ساعدها مايك لتخلع ملابسها وامسك بمنشفة صغيرة وراح ينشف رأسها بدقة حتى لا تصاب بالرشح وقربها من المدفأة واحضر لها كوباً من الشاي الساخن كي تستعيد دفء يديها.
" ان يديك باردتان "
"لا بأس سوف تسخن بعد قليل"
" هيا تناولي , هذا سينعشك وسيدخل الدفء الى قلبك فرح ياعزيزتي"
عندما انتهيا من شرب الشاي ساعدها مايك كي تدخل الى غرفتها ونامت في سريرها .
" هل تريدين ان ابقى الى جانبك"
" كما تريد مايك " قالت له وهي تعلم انه نسي عندما كانا في الحديقة انا ارادها بكل قوة واراد ممارسة الحب معها للحظات ولكن الآن كل شيء انتهى.
خرج بعد ان قبلها قبلة دافئة صغيرة , كأن شيئاً لم يكن , عاد الحزن الى قلبها واحست ان هناك شيء فظيع انتشل مايك من بين يديها.
نامت بقلق ومع ساعات الفجر الاولى احست فرح بخطى في الممر نظرت ولاح لها مايك وهو يرتدي معطفه ويضع قبعة صوفية على رأسه وهو متوجه الى السهول الخضراء وعرفت انه يقوم بجولته الصباحية , ارادت ان تعرف الى اين يتوجه كل صباح فقررت ان تتبعه سراً.
ارتدت معطفها ووضعت قبعتها الصوفية ايضاً وانتعلت البويتن وتوجهت مسرعة خلفه.
سارت بخطى خفيفة دون ان يشعر بها وكانت تتبعه من بعيد حتى وصل الى مكان يعشعش فيه السكون.
فتح بوابة صغيرة ودخل الى مكان فسيح كان عبارة عن مقبرة خاصة بأهل المنطقة , تبعته سراً عندما ابتعد عن البواية دخلت فرح خلفه ولاحظت انه يمسك بيده باقة من الزهور النضرة ثم اقترب من مثوى ابيض ووضع الورود في حوض خاص وجلس على حافة مقعد خاص بالزائرين وراح يتلو صلاة كانت عبارة عن الحزن الكبير الكامن في صدره.
كانت تريد ان تقترب منه وتحتضنه بقوة وعرفت الآن سبب زيارته الصباحية وكأنه اقسم على ان يضع الزهور يومياً حتى تبقى نضرة وتبعث الأمل والنور الى داخل القبر لتجعل النائم فيه يشعر بالطمأنينة وان هناك شخص يتذكره .منتديات ليلاس
عندما لاحظت انه عائد الى المنزل توجهت خلف البوابة واختبأت خلف الحشائش الكثيفة حتى مر مايك من امامها دون ان يلاحظ وجودها.
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
بعد ان ابتعد عن نظرها دخلت فرح الى المقبرة واقتربت من المثوى الذي كان يجلس بقربه مايك وقرأت اسم الراقد فيه وكان عبارة عن : كاتي ونتلبورت مولودة في لندن وتوفيت في يوم مشرق كالزهور.
ثم لاحظت ان الزهور توضع يومياً وآثار الزهور الذابلة في حوض آخر ورأت ان المقعد الخشبي مخصص للجلوس لساعات طويلة والمثوى مطلي بشكل جيد ومعتنى به احسن عناية .
عرفت فرح ان الفتاة التي احبها مايك فتاة ميتة ومن الطبيعي انها تسبب له هذا الحزن الكبير , عندما عادت الى المنزل كان مايك يضج بالغضب وهو يبحث عنها .
" اين كنت ايتها المجنونة؟"
" انا لست مجنونة وكف عن هذا الغضب وكأنني عبدة لديك"
حاول ان يمد يده عليها ليصفعها ولكنه تذكر حملها فتوقف في آخر لحظة.
" هيا تريد صفعي هيا.. انا انتظر هيا مايك ام تراك تخاف على الجنين , اين حنانك وعاطفتك في الأمس كنت تمدني بطاقة قوية كي احتفظ بجنينك اليس كذلك كنت تمثل على الحب والعاطفة كي الد لك الطفل وهو يعيش بسعادة في احشاء والدته"
" لا انا لم اكن امثل ولكن الم اقل لك انني لا اريدك ان تخرجي وحيدة "
ثم اعتذر منها وهو آسف جداً واقترب منها وقبلها وحضنها بلطف واحس برعشة تسري في جسده وكأنه بحاجة لدفء ما .
" اين كنت؟ لقد خفت عليك كثيراً"
" لقد بدأ التمثيل أليس كذلك؟"
" لا صدقيني انا اهتم بك من كل قلبي ولا امثل "
اكتفت فرح بهذه الكلمات حتى تصدقه فهي تعلم انه لا يتصرف بشكل طبيعي وكأنه يتعامل مع امرأة اخرى.
" هيا في الامس كنت اريدك احببت ان امارس الحب معك , هل تذكرين ؟"

رواية للدموع طعم آخر Where stories live. Discover now