الفصل الرابع

7.6K 219 5
                                    

الفصل الرابع

ثم لم تستطع النهوض واستمرت في جلوسها عدة ساعات حتى انقضى موعد عملها . وعند الساعة الحادية عشرة تقريباً سمعت جرس الباب لم تستطع النهوض فحاولت بكل جهدها ان تزحف حتى وصلت الى اسفل الباب ثم نهضت بصعوبة وفتحته .
" فرح مابك!! .. ياالهي ؟؟ " قالت صديقتها بني .
ثم ارتمت بين ذراعيها وساعدتها كي تستلقي في السرير.
" يا الهي فرح , ماذا أصابك؟"
" لا شيء انه الارهاق "
" لا انت لم تتناولي الدواء , أليس كذلك ؟!"
ثم ادمعت عيناها وقالت لها بتذمر شديد
" هل سأقضي عمري وأنا اتناول هذا الدواء لقد مللت كما انه مكلف كثيراً"
" ولكن ياصديقتي يجب ان تستمتري والا ..."
" لا لن اتخلص من هذا الالم اللعين في اسفل ظهري"
" لابأس استرخي قليلاً"
حاولت بين مساعدتها في استعادة نشاطها وخلال اربعة ايام استطاعت بواسطة الرياضة المستمرة ان تقف على قدميها من جديد.
لم تتلق أي مكالمة هاتفية من شركة بريزيدانس وكان على احدهم ان يتصل كي يطمئن عليها ولكن عندما استعادت نشاطها بعد اسبوع توجهت الى عملها الجديد...
خرجت الى الرواق المفروش بالسجاد , وكان الشخص الاول الذي رأته هو مايك جايسون, لم تتوقع ان تجده هنا... ولا ان تقابله بدا كأنه ينتظرها ... لمعت عيناه وهو يقول .
" من هنا يا آنسة انني مسرور لرؤيتك "
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
ثم عرفت فرح انه كان ينتظرها . وفيما كان يقودها على طول الرواق الى دائرة التصميم, شعرت فرح مرة اخرى بإحساسه الجسدي, سواء احبت الرجل ام لا.. فأنه لا خلاف حول مغناطسيته الذكرية .
انها لم تختبر مثل هذه الاسجاية الفورية , على الاقل ليس في هكذا علاقة باكرة , ليس هناك من صديق اثار فيها ردة فعل ايجابية , انه لمن الحيّر لها .
ضغطت على شفتيها , وهي تسرع لتحافظ على خطوة رئيسها الطويلة , انها ستكون هنا تحت رحمته , هذا واضح , وهي لا تسطيع ان تلومه , كم تمنت لو تعرف من الذي فعل هذا بها؟
دفع باب مكتبه بيده بقوة وامسكه حتى تدخل فرح , وهو ينظر اليها وهي تتجاوزه, بمحض ارادتها , تسارعت دقات قلب فرح وهي تشعر بالانزعاج لتجاوبها بهذه الطريقة مع الاحاسيس التي تنتابها كلما اقترب جسده من جسدها.
كان هناك شعور متبادل من عدم الثقة بينهما, فلماذا لا تستطيع السيطرة على تلك المشاعر الغريبة ؟ برأس مرفوع جلست على الكرسي المقابل لكرسيه خلف المكتب.
" هل استطيع ان اعرف لماذا تأخرت عن موعد استلامك الوظيفة ياآنسة؟ هل تعتقدين انني استطيع ان انتظرك بعد حتى تأتي وتستلمي عملك , الم اقل لك انه صباح اليوم الاربعاء الماضي اي منذ اربعة ايام كان عليك ان تبدأي عملك ولكن الآن اراك قد تأخرت .. هل تعتقدين انه مايزال ينتظرك"
" انا... كنت..."
لم تستطع فرح ان تشرح له ما اصابها بسسب غضبه وسرعة كلامه فهو لم يترك لها مجالاً للتحدث.
" لابأس اذا كنت تعتقدين ان الوظيفة ماتزال تنتظرك فأنا اخبرك انها لم تعد كذلك"
" ماذا !!؟ لا ارجوك دعني اتكلم "
" انت واثقة من نفسك كثيراً ياآنسة !! هل تعتقدين انني سانتظر اسبوع آخر حتى تأتي ؟."
" ولكن ارجوك ..."
" لا نحن نلتزم بدوام العمل والمواعيد وانت لا تصلحين لاي شيء"
قال لها بعنف وهو يشير لها كي تخرج لأنه لم يعد لها مكان لوظيفتها .ريحانة
" ارجوك ياسيد مايك يجب ان تعلم سبب عدم قدومي في صباح ذلك اليوم"
" مهما كان السبب يجب عليك ان تلتزمي بالموعد"
استغربت فرح لم يكن كذلك عندما تعاملت معه اول مرة كان رجل ذو اخلاق حميدة ورقيقة ولم تكن تعلم انه يخفي شخصية لئيمة عنيفة لا يستطيع الانسان التفاهم معها.
" هيا قولي , ماذا حدث لك لعلي استطيع ان اصدقك "
" كنت مريضة جداً"
" هذا مالم يكن تصديقه ..."
" ارجوك صدقني"
" ولكنك كنت مثل الغوال هنا امامي"
" نعم ولكن في الصباح لم استطع النهوض بسبب مرض اصابني "
" حسناً لنفترض انني صدقتك .. لماذا لم تتصلي وتعتذري؟"
" لأنني..."
" رأيت الآن انك كاذبة "
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
" لا اسمعني لم يكن بمقدوري الاتصال لأن.. لأنه لا يوجد لدي هاتف في المنزل لقد فطعوه لي "
" لماذا ؟؟؟"
" لأنني لا املك المال لدفع الفواتير المتراكمة "
" اوه ياللمسكينة " قال لها بسخرية .
" وانا لم استطع الخروج من السرير كي اتصل من الخارج"
" حسناً.. حسناً يا آنسة تستطيعين ان تستلمي وظيفة اخرى ربما ستكون مريحة "
" ولكن هل استلم احد غيري وظيفتي الاولى؟"
" وماذا تعتقدين هل انتظرك مدى العمر؟"
" انا لم اقصد ولكن .. ماذا سأعمل الآن "
" بما انك كنت مريضة ولديك سبب وجيه لتغيب عن موعد استسلام الوظيفة فقررت ان ادعك تعملين هنا ولكن بشكل مؤقت "
" ماذا تعني ؟"
" نحن بحاجة لمساعدة الفتيات كي ترتدي ملابسهن في حفلات العروض وانت تستطيعين ذلك أليس كذلك وسيكون عملك في فترات العروض فقط ولا شأن لك هنا وسنتصل بك فور احتياجنا اليك "
" هذا هو العمل فقط ؟" .. فكرت فرح كيف تستطيع ان تعيش من ساعات عمل قليلة .
" يا الهي ماهذا الظلم , ماذا افعل الآن " فكرت فرح في سرها وهي لا تعلم الى اين تتجه .
" لا تيأسي يا آنسة امامك امل كبير "
" امل ومن اين يأتي الامل اذا كنت اعمل مع هذا الر جل الظالم" قالت في نفسها وهي تضج بالغضب .
" حسناً تستطيع الاتصال بي فور تعيين العرض"
" وهذا ماسيكون "

رواية للدموع طعم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن