"الهدوء الصاخب Noisy calm"

CHAPTER 16: ألم؟ بل افظع

يقود السيارة بتهوّر، غير آبه لما قد يحدث له، صغيره قد يكون في خطر.. يُعاني من صدمه كبيره وعقله متوقف عن التفكير، جسد بيكهيون مُلقى بجانب باب منزله، كانت تلك أول صوره أتت الى رأس تشانيول وهو حقاً وعنى حقاً لن يُسامح كريس على فعله لذلك

وصل تشانيول الى ذلك الحي والشارع المشؤوم، تقدم بالسياره ببطء نحو المنزل لكن سرعان ما تذمرّ بانزعاج لعدم رؤيته لصغيره، ترجّل بحركه سريعه وركض نحو المنزل يبحث في كل مكان بين ذلك الحطام المتناثر

بحث كثيراً الى ان فقد الامل تماماً، تنهّد واضعاً يده على رأسه اثر الصداع الذي فتك رأسه منذ أنه لم يملك الوقت للشرب، متجاهلاً ذلك الالم الفظيع سار تشانيول عائداً الى سيارته بخطى خائبه لكنّه توقف فجأة عندما رأى فتى بأعين ذائبه يرتدي ثياب المشفى ويمشي بخطى غير ثابته يتهاوى على الطريق

توسعّت اعين تشانيول عندما ادرك انه بيكي وأراد ان يركض ويحتضنه لكن استوقفه منظره وهو يسير، كجسد بلا روح، لا يرتدي حذاءًا وقدماه محمرّه بشكل آلم قلبه، ربما تكون مجروحه أيضاً

توجه نحو سيارته وأغلقها ثم بقي يسير خلف بيك التائه والذي لا يعي ما يفعله، طوال الطريق سيتمتم بحديث غير مفهوم، كلام غير واضح وصوت مُختنق، باكِ، ضعيف..

_______________

تاو: ماذا بشأن هذا المنزل؟ هل يعجبك كريس؟

نظر له كريس بنظرات فارغة قبل ان يومئ ويبتعد عن ناظريه، يتجول بلا ضروره داخل المنزل الفارغ فقط ليبتعد عن تاو

تاو والذي لاحظ الامر تنهّد وسار نحوه، وقف خلفه وأخذه بعناق خلفي مثبتاً وجنته اليُمنى على ظهر كريس، والذي توقف طوعاً وأخذ يحدّق بالفراغ

تاو: قبلني، كريس
كريس: ابتعد عني لا اريد أن اؤذيك انت أيضاً
تنهّد تاو: لن تؤذيني، اعلم انك لن تفعل فقط قبلني انا اتوسل إليك

التفت كريس بكامل جسده بعد أن افلت يد تاو الملتفه حول صدره، تأمله بملامح فارغه مما جعل قلب تاو ينقبض، كريس.. بدا مخيفاً حقاً، عيناه المحمرّه، بشرته الشاحبه والتي أبرزها أكثر خصلات شعره الشقراء والمنسدله بشكل عشوائي على جبينه.. بدا مُثيراً رغم كل شيء!

رفع تاو نفسه قليلاً بما أن مستوى طوله مقارب لكريس لم يكن عليه أن يحاول كثيراً، اقترب من وجهه الى ان اصبح يفصل بين شفتيهما إنش واحد، لم يتزحزح كريس ولم يبتعد بقي هادئاً يراقب ما سيفعله تاو..

ببطء، اطبق تاو شفتيه عى شفتا كريس، يحرّكها بشكل بطيء فوق شفتيه متعمداً اثارته لكنّ كريس كان كالحجر الجامد، وكأنه لا يشعر بأي شيء، كان كريس ليُسحر بهذه الحركه ويغتصب شفتي تاو، لكنّ ذلك كان في السابق.. قلبّه الان يملك شخصاً.. شخصاً مميزاً..