كانت مقتنعة بأنها كانت لتخدع أى رجل آخر أضعف منه من حيث الشخصية . أى رجل أقل منه قدرة على ملاحظة ما كان ليلاحظ الوميض المعبر الذى ظهر على وجهها للحظة فاضحاً مشاعرها الدفينة...  لكن ماكسيم  رآه كما لاحظ بريق عينيها المفاجئ . ذاك البريق الذى حول نظرتها الكارهة إلى أخرى جليدية...

كز أسنانه غيضا ليقول: هل هذا سؤال جاد؟ ام انك تعبثين بدماغي ؟؟؟؟
طرح عليها سؤاله هذا غير مصدق أنها تحاول خداعه بهذه الطريقة الغبية ..

كاترينا : اجل سؤالي جاد وللغاية..

وأرتفع ذقنها أكثر فى حركة تحدٍ ليعلو أنفها أعلى فى الهواء . أما عيناها الباردتان فقابلتا عينيه ولم يقرأ فيهما أى شعور سوى الرفض والنبذ... الكره و الحقد. 

نهض مقتربا منها ممسكا بها من ذراعها يهزها هزا كي تعود إلى رشدها و قال :

ــ أنت تعلمين جيدا من اكون فلا تقومي بهاته الحركات التافهة معي ... 

وتمكنت حتى من الابتسام رغم أن هذه الابتسامة بدت كاذبة ومفتعلة بحيث يكاد يتوقع شظاياها على الأرض عند قدميه .

كاترينا : أعتقد أنك مخطئ....يا سيد...عفوا لا أذكر اسمك حقا ..
المهم اعتقد انك بالفعل مخطىء .. انا لا اعرفك جيدا.. لا اعرف من تكون .. كنت قبل الليلة الماضية اعرف شخصا او كان يتهيأ لي أنني اعرف شخصا يدعى ماكسيم .. كنت اناديه ماكس و كان يحب هذا الاسم كثيرا .. كنت أظن أنه رجل لديه قلب رغم قساوته.. كنت اعتقد انه يحبني و يخاف علي و يراف لحالي.

توقفت و قهقهت ضاحكة و من ثم اكملت :
كم كنت غبية حقا .. كيف للشيطان ان يكون له قلب .. و هو مغرور و متكبر .. حتى الرب طرده من رحمته ..
ظننت أن بوسعي تغييره للأفضل.. بوسعي جعله انسانا و لكن ما بني على الخطيئة يظل خطيئة..  الانسان لا يتغير للاسف .. و قد برهن لي هذا ماكس نفسه و بالفعل اشكره على ذلك .. كنت غبية تعيش بعالم وردي .. و الان نزع عني هو نفسه الغطاء الوردي لأرى العالم الحقيقي حيث نعيش ...

أما حضرتك ايها السيد فأنا للاسف لا اعرفك و لا أريد ان اتعرف عليك ابدا...

شد ماكسيم حنكه ليكبح الغضب الذى كاد ينفجر . إنها تهلوس و لا تدري ما تقوله .. ما شهدته كان بالفعل أمرا صعبا بالنسبة لها وهاته المرة لن يحاسبها على ما ستقوله ..

أمسكت بها يداه القويتان و قربتاها من صدره العريض و قوى العضلات. وفى هذه اللحظة نفسها أدركت أنها يجب أن تتخلص من ما هي فيه و لو بموتها ... أنه قاتل ابيها و يحمل دمه على يديه و يتجرا ليلمسها بنفس اليدين ...

وضربت قدمها بالأرض رغبة منها فى التعبير بشكل فعال و عملى عن الغضب الذى يغلى فى داخلها... امتزج الغضب بإحساس مريع بالإهانة وبلمسة من اليأس بعد أن أدركت مرة أخرى أنها لا تزال بقبضته و تحت رحمته ..

الراهبة و رجل المافيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن