شاهد أهل المنزل الأصلان و هو يتمسك بيد
زهرته متجها للخارج دون أن يعير أحد منهم
انتباهه ..... تحت إستغراب معظم الحاضريين
فسألت السيدة نعمة الجد على مسمع من الجميع
- السيدة نعمة بحيرة :
أمال الأصلان واخد مرته و رايح على
فين يا عمى ؟!
- الجد بحيرة مماثلة :
و الله ما إنى عارف يا نعمة .
خرج أسامة لاحقا أخيه يريد أن يتأكد مما فى باله بعد أن استوقفه خارجا لوقت ليس بطويل حيث بادله الأصلان كلمات قليلة مقتضبة ثم ترك أخيه الأصغر و انطلق بسيارته هو و زهرة .... عاد أسامة الى الداخل ليحضر معه سوما و بوسى للحاق بأخيه .- السيدة نعمة دون صبر تريد الإطمئنان على ابنها و زوجته :
إيه يا أسامة .... أصلان خد زهرة و
راح فين يا بنى ؟!- أسامة بمرح :
خدها يوصلها الجامعة بعربيته و رمانا
وراه ... و لا حتى فكر فى الغلابة
اللى آعدين دول .
" مشيرا بكلماته إلى سوما و بوسى "
- الجد بفرحة :
صح يا أسامة .... يعنى راح يوديها
بنفسه ؟!
- أسامة بمرح :
أيوة .... فالح بس يقلب البيت على دماغنا
.... و بقاله أسبوع منكد علينا .... و فى
الآخر زهرة تخشله خمس دقايق .....
تخليه يروح يوديها بنفسه .
- السيدة نعمة :
طاب الحمد الله .... كنت عارفة إن زهرة
مش هتهون عليه .
- بوسى بحنق :
الله طاب و إحنا ..... يعنى إحنا رجعنا
عشان خاطرها و فى الآخر يسيبونا و
يمشوا .
- أسامة :
جدعة ..... البت مسيطرة ... الأصلان
بجلالة قدرة مخدش فى إيدها غلوة
.... اتعلموا منها .... مش عمالين تقولولها
زعقى و اتخنقى و الهبل ده .... أهى رجعت
و مردتش تروح غير لما يوافق و خلته
بشطارتها يقوم يوديها بنفسه .
- ضحكت أسماء :
زهرة بردة مطلعتش سهلة .
- السيدة نعمة :
بس يا هبلة .... بقى عشان عاملة اعتبار
لأخوكى تبقى مش سهلة ... اتعلمى منها
يا آخرة صبرى .- أسماء حانقة :
الله إنتى سيبتيهم و مسكتى فيا أنا
أنا طالعة .... يلا يا بودة .
- سوما بحيرة :
طاب و إحنا ؟!
- الجد :
هتروحوا مع رائد ... و أنت يا أسامة
اتوكل على شغلك .
- أسامة حانقا من الأصلان الذى أضاع عليه فرصة توصيل سوما :
الله .... ليه كده يا جدى ؟! ... ما أنا
هوصلهم و بعدين أرجع على شغلى
.... الشغل مش هيطير يعنى .
- الجد :
و ليه يعنى .... هيا زفة يا بنى ....
يعنى أصلان و أنت و رائد .... العيلة
كلها هتروح .
- صمت أسامة فلم يرد الجد أن يكسر بخاطر أحفاده :
خلاص .... على رأيك هو إحنا لينا بركة إلا
البنات اللى رفعوا راسى .... و لا يهمك
وصل البنات ... و اتوكل انت كمان يا
رائد .
- رائد بجمود :
تمام .- أسامة لبوسى :
مفيش دم خالص .... متشبطى فى رائد
و هو رايح و سبينى أنا و سوما .
- بوسى :
لأ .... مفيش دم .- أسامة :
أنا مش قصدى حاجة وحشة ... أنا بس
بقول قسمة العدل آه ... كل إتنين فى
عربية .
- بوسى بسماجة :
لأ ... لازم معاكوا يا أس أس .
- أسامة بحنق تحت ضحكات سوما و جدها
:
لييييييييبيييييييييييييه ؟!
- رفعت بوسى حاجبا لأسامة برجولة مصطنعة :
محرم .... أمال اسيب بنتنا معاك لوحدها
..... ليه ؟ .... ملهاش راجل يحكمها ....
مفيش خلوة إلا بعد كتب الكتاب .
- أسامة بتأفف :
و الله العظيم حرام كده ....
" ثم قال بمسكنة للجد "
بقى بعد العمر ده كله بتشك فيا يا
جدى .... مكنش العشم يا حج
قدرى ....
" ثم وجه كلامه لبوسى "
و أنتي يا بت إعرف صحبك و علم عليه .
- بوسى بمرح :
سورى يا أس أس .... كارت الفيزا
بتاع جدى مأثر عليا .
- أسامة بنصف عين :
وغدة .
و خرج أسامة مع بوسى و سوما تحت ضحكات الجد و السيدة نعمة .
انطلق الأصلان بسيارته فى طريقه إلى كلية قطته .... ذلك الطريق الذى لا تعرفه زهرة لقلة مجيئها إلى البلدة و الذى يكون ليلا فلا تتبين منه شيء .... و يقود أصلانها سيارته دون أن تحيد عيناه عن الطريق إلا أنه يدرك بكل حواسه تلك التى تجلس بجانبه و تصدر بعض الشهقات الخفيفة التى خلفها بكائها و تسود الحيرة معالم وجهها .... و سرعان ما ترجمت تلك الحيرة بقولها
- زهرة برقة :
أصلااان .... رايحين فين ؟!
أغلق أصلان عينيه لثانية فقط يستمتع باسمه الذى تنطقه بطريقة مختلفة عن الجميع .... و يشتاق إليه بكل حواسه خاصة فى أوقات هى معه و تأن به بحميمية تهلكه .... ثم تنهد بحسرة يخرج نفسه من أفكاره التى تقودها إليه نفسه و نطق معيدا عليها ما كانت
تطلبه منه بغرفة المكتب :
رايحين كليتك رورو .... عشان لازم أكون
معاكى أول يوم .... و أوصلك بنفسى ...
و اطمن عليكى ... و أجيبلك فطار
عشان مأكلتيش .... و أسلم عليكى
قبل ما تروحى .
- نظرت له زهرة برقة أذابته على الرغم من إنه مازال لا يلتفت إليها :
ليه أصلااان .... أنت مكنتش راضى .
لم يرد أصلانها العنيد على حديثها مع إنه كان قادرا برده على سؤالها إزالة العقبات الموجودة بينهم .... و عاد يتنهد هو و صمتت هى حزنا
.... فقد علمت إنه لن يعتذر إليها أو ينطق بما
يقرب بينهما .... و عند وصوله أمام جامعتها و لمح من بعيد سيارة أسامة ... ترجل من سيارته و سار ناحيتها بعد أن أمسك بيديها كطفلته فى أول يوم دراسى و من خلفه أسامة و بوسى و سوما لا يصدقون ما يقوم به أخيهم الأكبر .... كذلك آخر من ورائهم طعنه تمسك ابن عمه بها .
زهرة اصلان
ابدأ من البداية