الطاحونة الملعونة

46 15 5
                                    

لازالت الطاحونة راقدة في مكانها ساكنة،ولكن شابها القِدم من عوامل الزمن، فقد توقف استخدامها تماماً منذ زمن سحيق، وآثار الدماء التي تحولت الي اللون الاسود مع مرور الزمن لازالت موجوده، لتضع للرعب بصمه علي الطاحونه..
ربما كانت دماء محمد وعائلته، ولربما كانت دماء ضحايا العائله، لا احد يعلم..
ولكن الطاحونة لم تعد علي حالها، فقد صارت "الطاحونةملعونة" الناس يمرون نهاراً من جانبها، وهم يتحاشون النظر إليها، ويتهامسون عنها، ويحكون الاساطير والحكايات حول ما كانت تفعله عائلة السملوتي في اهالي القرية، وعن قصة ثورة اهل القرية عليهم ومصرع محمد، وعن تحول حال الطاحونة من بعد تلك الثورة اللعينة..
لا يجروء أحد ان يمر من منطقة الطاحونة ليلاً؛ لانها فرضت حظر تجوال ليلي..القصص كثرت حول تلك الطاحونة، ولكن اجمع الجميع انها ملعونة، واجمع الجميع انها تصدر اصواتاً مرعبه ليلاً..
واجمع الجميع انها مسكونه..وكل من هو قريب منها يجزم انه يسمع اصوات صراخ تصم الأذان كل ليله، في التاسعه مساءً
البعض يقول ان تلك الاصوات اصوات ضحاياه، والبعض الآخر يقول انها اصوات محمد وعائلته الغير راضيه عن طريقة موتها وانقطاع نسلها، وارسلت"عفاريتها" لكي تنتقم من اهل القرية..
وهذه الفكرة هي السائدة والتي يقشعر لها بدن اشجع شجعان القرية..فظنهم انه سيأتي يوم تخرج فيه تلك العفاريت من طور الاصوات، لتنتقم من القرية بأسرها!
الجميع يتحدثون، والنساء يثرثرن، والاطفال يحكون خيالاتهم عن الطاحونه، وان "امنا الغولة" تسكنها ويرافقها "ابو رجل مسلوخه" السكن، وحتي الرجال يهابون المكان كما يهابون الطاعون..
لا احد يعرف القصة الحقيقية، وفي كل الحالات، ومع كل القصص، كان مرور اي طفل من منطقة الطاحونة كفيلاً بأن تمزق والدته يديه بالسياط.. هذا ان عاد الي والدته حياً..
فرضت حظر التجوال الدائم علي الاطفال، فصارت بالنسبه للأطفال منطقة محرمة.. والجو حول الطاحونة لا يغريك من الأساس بأن تمر من تلك المنطقة، لذلك لم يحدث كما هو معتاد ان يحدث في اغلب القصص ان يمر طفل من عند منطقة الطاحونة، او مجموعة من المشاغبين يدخلون في مبني الطاحونة ليلهوا، وما الي ذلك..
القطط السوداء منتشره بكثره في المكان، وتشعر بالمكان مظلماً حتي في النهار، وكأن ضوء الشمس لا يصل كلياً الي تلك المنطقة، وكأنه يخشاها هو الآخر.
الروائح المنبعثه من الطاحونة تذكرك برائحة الكبريت ممزوجه برائحه لا تدري كنهها، ولكنها تبعث الرهبه في الضلوع، ناهيك عن شكل الطاحونة المرعب، المنتشر حولها الدم الجاف الذي تحول من الاحمر الي الأسود..
الاساطير ذادت من رهبة المكان، فصار مُهاباً بالمعني الحرفي للكلمه..ولكن دعنا نلقي كلام الناس جانباً، ونري ماذا وراء تلك الطاحونه الملعونه، وما السر الذي جعل عائلة السملوتي تلقي بها بشرياً كل عام!
احقاً كما يقولون (كي"يزفروها")، ام الرواية جانب اخر؟!
إن السر رهيب..اقوي من ان يصدق! والناس لو كانوا يعلمون ماذا تقدم لهم تلك العائلة -عائلة السملوتي- بإلقائها المعاقين الذين لا قيمة لهم إلا التسول في تلك الطاحونه كل شهر لشكروهم بدلاً من ان يقتلوهم.
الآن احفادهم او احفاد احفادهم سيدفعون الثمن ذات يوم
وسيدفعونه باهظاً بحق!
وربما هذا اليوم قريب..أو ربما قريب جداً!..
قاب قوسين أو أدني!
هيا..
سندخل معاً شارع الطاحونة الملعونة!
نعم..
سنسير معا في تلك المنطقه، حتي ندخل مبني الطاحونه!
ربما تحظي بمقابلة احد المذؤوبين!
او تنادي اسمك بأعذب اصواتها النداهة!
وربما تقع في قبضة المينتور!
او تركض خلفك جماعة من الزومبي!
وربما يجثم علي صدرك ويطبق علي نفسك الجاثوم!
او تلثمك الثاقوبه او لاماستو!
لا تفرح بقبلتها كثيرا..
فقبله منها قد تكلفك حياتك!
ولكن كل هذا هين!
فقط احترس من مصاصي الدماء!
وتجنب الاحتكاك بإبراكسس!
وحذار حذار ان تقابل لوسيفر!
هل تشعر بالخوف؟!
هل تفعم انفاسك تلك الرائحة الكريهة؟
لا يهولنك المنظر..
ولا تتقزز من الرائحة..
فقط اترك الخوف و التقزز وكل تلك الاحاسيس في الخارج واقترب..
اقترب لنكتشف معاً السر..
فقط ان كنت تقدر!
وإن لم تستطع فلا إثم عليك..
ولكنك ستفقد الكثير من المتعه، ولربما يقتلك الفضول..
هل ستأتي؟؟
حسنا..
لقد حسمت امرك بالمجئ اذاً..
لنبدأ رحلتنا في ثغرة لوسيفر معاً،ولا داعي لأن اقول انه لا مكان هنا للأطفال!

ثغرة لوسيفرWhere stories live. Discover now