السّوادِ الرّقص.

Start from the beginning
                                    

- اِذهب إلى الكنِيسَة اليَوم
في مكانِي، فاليَوم سيقومُ البَابَا الصّلاة.

- حاضَر ، أبي.

حالمَا أجابتُ، وقف مُغادرًا المَكان، ألقيَتُ نظَرة نحَو صحنهِ وكعادتهِ لم ينهِي طعامَهُ بعَد ، وأنّهُ يُجبرُ نفسَه على الأكَل معي.

ليسَ وكأنّني قلقًا عليَهِ ، فقط حزيَن على كمية هذا الطّعام الّذي سيرمَى لاحِقًا.

تنهدتُ بفيضٍ كبيَر مِن الإرهَاق ، هَل عليّ الذّهاب إلى الكَنيسَة أبشالومِ اليَوم، لسَتُ على اِستعدادِ لذلكَ ولكِن لا أستطيَعُ رفض أومرًا كهَذا، فذهَاب كنائبٍ عنهُ يعدُّ شيئًا كبيَرًا ، رُغمَ ذلكَ لو تُركَ ليّ الخيَار كنتُ سأرفضُ حتمًا.

لسُوء الحظ لم يكن جدول أعمالي مُكتظّ، لذلكَ كان لديّ مُتّسع مِن الوقتِ للكنِيسَة اليَوم ، إنّ ذهبَتُ سأحتجَزُ مِن الصّبَاح حتّى المسَاء لذلكَ لا أرغبُ بذهَاب، خاصة أنّني لسَتُ مُرتاحًا لهَا.

على أيّ حَال ، لن يأثَر هَذا اليَوم على حيَاتِي، أليسَ كذلكَ. ؟

عبَرتِ العَربَة بَوابَة الكَنيسَة ، فنظَرتُ مِن النّافذة إلى الحَدِيقة البيضاء، فالثلج يغزُوهَا بغزازةٍ ، مِن شدّة هطَول الثّلوج بشكلٍ مُكثف في الأيامِ المَاضيَة.

توقفتِ العَربَة أمَام بَاب المبنى، فنزلتُ أمِرًا غيلبرتُ بالبقاء خارجًا، دخَلتُ إلى الدّاخَل فكان أوّل مَا أراهُ المَذبحَ الأبيض، وخلفهُ صورةٍ لإمرأة منقوشَة على الجدار يَدّعَون أنّها المَلاكَ.

يَالهَا مِن سخافة.!

كانتِ النّوافذِ تعكِسُ ألوان قَوس قُزح الّذي يأتِي بعَد ليلةٌ مَاطرةٌ شديدةٌ ، ومقاعد خشبيّةٌ على الطّرفيَن، يفصلِهُمَا مَمرًا ببسَاطٍ أحمَر.

خطَوتُ نحَو الدّاخَل ، غيَر مُرتاحٍ ، وكأنّ أحدٍ قد أمسَكَ بقلبَي وسحَقهُ بيَن أكفانهِ ، ليسَ بشعورِ السّارِ مُطلقًا.

اِستمَعتُ لترحِيب حارٍ أتيًا مِن خلفي بعَد أنّ قطعَتُ نصف الطّريق ، وقَد علمَتُ هويّة الصّوت دون الحَاجَة إلى الإستدارة حتّى.

نيكولاس دُومينك، رئيس الكَنيسَة، والكاهِن الأشهر بالندن بعَد البَابا، اِلتفتُ نحَوهُ بعَد أنّ توقفتُ عَن سَرد المَزيَد ، واِبتسمَتُ اِبتسامة فند، فلا رغبَة ليّ بمنَح أحدًا وجهًا فرحًا.. لا أحَد يستحق.

- كيَف حالكَ.؟

كان كمَا يكون دائمًا، بعباءةٍ بيضَاء ، حوافُهَا مُزخرفَةٌ بذهَب، الشّيب الذّي ملأ شعَرهُ دلالةٌ على وقارهِ وكِبَار سنّهِ.

زهُورٍ تَعرَّتِWhere stories live. Discover now