١٥- تُبكِيكَ الحَقِيقَة

ابدأ من البداية
                                    

كَانَ ينظُر لِي والدِي بِعيناهُ اللامِعة.. تَركَ مَعِصَمي.. كأنهُ تَخلى عن ذرة الأمل المُتعلِقة بِي..

"أنتَ ابنِي.. رَبيتُكَ على الحَق دومًا.. أعلم هَذا، لكِنّ أعطِي والدِكَ فُرصَةً أخيرة.."

نَفيتُ بِرأسِي.. أنّى لهُ تِلك الجُرأة لِيطلبُ فرصةً أخيرة؟ سَقطت دَمعةٌ مِن عَيني وَ أنا أُغادِر جَانِبه.. لم أكُن عازِمًا على وضع أحدهِم في الزنزَانة كما أفعل الآن..

"تايهيونق! يجب عليك أن تتخلى عن جُونغكوك!! لا يُمكِنكَ أنّ تَفعل هذا.."

ضَحكِت بِصخب، أشعُر بالغَضب أكثر مِما أشعُر بالألم.. توقفتُ فِي مَكانِي وَ نظرتُ له بِسخَط، كَانَ جَاثِيًا على الأرض وَ مُجهِشًا بالبُكاء بقسوة..

"تايهيونق.. أنا أحتَضِر.. أرجُوكَ لا تَفعل.. أملِكُ أشهرًا فقط.. لا تجعل حياتي تنتهِي بينَ أربع جُدران.. بُني أرجُوك.."

بَقِيتُ صامِتًا.. أُحدِقُ بِه صَامِتًا فَقط.. أُريد الهَرب..

"تايهيونق!"

لم أتردد حِينما سَحبتُ مِعطفي وَركضتُ للخارج نَحو سَيارتي.. قُدتُ بينما أبكِي

شعرتُ أنني أُرِيد التَلاشِي، أنّ أبتعِد عن الجَمِيع فَقط، لا أعلمُ ما يجدُر بِي فِعله.. كُنتُ أقُود بِلا هَدف.. إلى أنّ وَصلتُ الشاطِىء..

تَرجلتُ مِن سَيارَتِي وَ مشيتُ بَينما أحتَضِنُ نَفسِي مُرتديًا مِعطَفِي.. استلقيتُ على الرمال أنظُر إلى السَماء.. كَان الوقتُ مُتأخرًا بالفِعل وَ المكانُ فارِغ

أودُ أنّ أتقَيأ قَلبي، شِبرًا يلِي الشِبر.. أتخلصُ مِنهُ بِكامِلُ وَعيي، أنّ أنثُر ألمِي وَ أتَزعزعُ مِن قوقعتِي.. قَوقعةُ حُزني، أنّ اُبحِر في بَحر السلام بَعيدًا عن ما تركتهُ خلفي، أتخلَصُ مِني.. مِن كَونِي نفسِي، أحمِلُ جَسدي فقط بِلا نَفسي وَ أعِيشُ وحيدًا.. اُبحِر في مكانٍ أعلمُ أنّ لا يابِس بِه يتقبلُني

أودُ أنّ أختَبِئ مِن كَونِي وَ أنّ أتَجزَأ مِن جُزئي.. أنّ يصطَف الأسى على رُوحِي وَ أقِفُ قِبالتَهُ مُعرِضًا عن ألمِي..

لا أعلمُ ما أفعَل.. جُونغكوك البَرِيء.. أمّ والدِي الذي يَحتَضِر؟ جُونغكوك يملِكُ أشهرًا معدودة لِإعدامه.. و والدِي يملِك أشهرًا قليلة لِوفاته..

كَيفَ أهرُب؟

أنا أخبرتُ جُونغكوك أنني سأُصبِح لأجلهُ القانون.. أنني سأجتازُ حُكم الكَون لأجلهُ وَ أعبُر مَعهُ محاكِمًا نخرجُ بِها المُنتَصِرون..

أنا لا أُرِيد أنّ أكون خَيبةُ جُونغكوك.. لا أُرِيد لهُ أنّ يَحزن.. قَد حَزِنت عيناهُ وَ ذبلت بِما يَكفِي..

أنا مُحاطٌ بِنارَين.. أين المَهرب مِن عوالمُ الفاسِقُون؟

أجهشتُ بالبُكاء، تَكورتُ على نفسِي وَ بكيتُ إلى أنّ نالَ مِني النُعاس.. الأمواج تتضاربُ قُربي.. الجَو بارِدٌ جِدًا.. دِيسَمبر أيّها الشَقِي..

أشعُر أنني بلا مَأوى، أنّ كُل جُزءٍ مني مُشتت.. كَيفَ أُخبِر جُونغكوك عن الحَقيقة؟ كَيف أُخبِره.. جُونغكوك والدِي لفق لَك التُهمة؟

كُل القِطع تموضعَت مَكانها.. جُونغكوك المألوف كان قَضية والدِي التي جعلت من والدِي يُخبرني أنّ أُصدِق البريء من عيناه..

أنا تَائه وَ أُرِيد العَودة.. وَ أين المَأوى؟

أشعُر بِجَسدي يَرتَجِف.. أنا مُرهَق.. استَقمت بِتعبٍ شَديد.. مَشيتُ نحو الأمواج.. أشُق طَرِيقي بِها نحو البَحر.. أرتجِفُ مِن البرد بينما تستمر المياه بغمر جَسدي..

لَكِن قلبي لا يبرُد مِن بُرودتها.. ما بِكَ يا قلبِي.. نَظرتُ نحو صَدرِي.. حيثُ وَردة جُونغكوك الجافَة..

"جُونغكوك.. أيها المُوكِل الوَسِيم.."

انهرتُ باكِيًا مجددًا.. قدماي واهِنة جِدًا فَجلستُ على الأرض بين الأمواج، جَسدي الآن غَرِيقٌ بالمِياه.. أنا مُبتَلٌ مِن رأسي لأخمَص قَدماي..

تبًا لكل شيء.. أريد الذهاب لِجُونغكوك..

خرجت من المياه أركض، ممسكًا زهرةُ موكِلي الوسيمُ بِيدي.. أركض نحو سيارتي، جسدي يرتجف بشكلٍ فظيع.. أصابِعي مُحمرة بشدة..

تبًا لك دِيسمبر!

وصلتُ سيارتي بِشق الأنفاس.. وَضعتُ الزهرة على المقعد بِجانِبي، ملابسي مُبتلة لا أستطيع الجُلوس وَ تبليل الكرسي.. لكن هذا لا يهم الآن بقدر اهتمامي بِلقاء جُونغكوك!

دلفت للداخل و قُدت نحو سجن سيول الوطني.. كَيفَ أُرتِب كَلماتي؟

لا أعلم ما أُريد اخباره حقًا..

كَيفَ أفعل؟ كَيفَ أفعلُ هذا بِكَ يا جُونغكوك؟ كَيفَ لِي أنّ أُخبِرك أنني مُضطرٌ للتَخلي عنك؟ وَ هل سأفعل..؟

____________

حاولوا تكونوا متريثين حيال التطور الي رح يصير في قرار تايهيونق، نلتقي الثلاثاء باذن الله ابقوا بخير

حاولوا تكونوا متريثين حيال التطور الي رح يصير في قرار تايهيونق، نلتقي الثلاثاء باذن الله ابقوا بخير

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن