١٤- فَـيبصُقُ الكَونُ عليكَ ألمًا

6.4K 503 427
                                    

أهلًا، مجددًا.. أعتذر لتخلفي عن التحديث ليلة الثلاثاء، أظن إني رح أحدث كل جمعة فقط لين ينتهي هذا الضغط عليّ، بس هذا لا يعني اني مارح احدث الثلاثاء لو وجدت نفسي متفرغة، أيضًا قبل تبدأوا بالقراءة، البارت هذا ليس من لسان جيون، بل مِن لسان تايهيونق، حبيت أوضح كيلا تختلط عليكم الأمور، انجوي
_________________

مَا يُجِيدُه البَشرُ حَقًا المُغادَرة، لَا سِيما بَعدَ مَعرِفةُ حَقِيقَةٍ كَانَت فَتِيلًا لِقنابِلٍ تَختَزِنُ في لَاوَعيُهم بِلا مَعرِفةٍ مِنهُم..

نَحنُ نُغادِرُ مَوطِنُنَا بِلا هَدفٍ وَاضِح، وَ تُصبِحُ الأرضُ بِوسعُها قَفصًا عَلينا.. حَتى نَصِلُ إلى الهَاوِية، نَلتَفِتُ إلى الخَلفِ بأعُينٍ دامِعة.. نَنظُر إلى الخَرابُ الذِي افتَعلتهُ يَدَينا..

سَردُ الألمِ الذِي يَعتَرِينا حِينُها مِن وَحيُ الخَيال لأنّنا بَغتةً نُمسِي كَـمَن بَاغَتهُ قَاطِعُ اللِسانِ عَلى حِين غَرَةٍ فـأينَ لَنا بِلسانٍ يَروِي بِهِ مَا حَيينَا؟

لَا حَرفَ فِي الأبَجَدِية يَترنَحُ مِن حِبالُ أصواتُنا عِندها.. فَقط حِينُها نَعِي أنّ الحَقِيقَةُ قَطَعت حِبالُنا مِن نُجارُها فَلا كَلمةٌ تَعَلُو مِمَا بِهِ نَوينَا..

حِينها نُغَادِر.. نُغَادِر وَ نَصمُت.. نَجِد لَنَا فِي الصَمتِ وَطنًا لا يَتوارَى عَن عَينينَا..

عُدتُ أدراجِي، غَادَرتُ السِجن، غَادرتُ ذِراعان مُوكِلي، أمرٌ غَرِيب.. أنا لَم أكُن يَومًا بِهذِه الحَمِيمِيةُ مَع مُوكِلٍ مِن قَبل، لَم تَقُدني أطرافِي يومًا إليهُم لِزيارَتِهم بالمُستَشفى.. وَ قطعًا لم يُعاهِد لِسانِي أحدُهم بالحُرِية قَبلًا، كُنتُ قِطعة الجَلِيد الذي يُنفِذ وَاجِباتَهُ فَقط، يَلجَأ النَاسُ إليّ لأنّهم يَعلمُون أنّ لا عَاطِفة تَتخَللُ عَملِي..

بِهِ أنا العَاطِفة.. فِتلكَ العَاطِفة مَا قَادَتنِي إليه..

أقُود سَيارَتِي بِهُدوءٍ شَدِيد، الشَارِعُ فَارِغ.. الشَمسُ تَغرُب وَ نافِذتي مَفتُوحَةٌ عَلى وِسعُها.. الرِياحُ تَزُورُنِي، أنا أُغادِرُ مُجددًا..

لَا يَسعُني سِوى أنّ أتذَكر يَداهُ التِي تَعتَصِرُنِي بِعناقٍ خَرجتُ مِنهُ مُتهَاوِيّ القَلب نَاقِصًا بِضعُ قِطعَات.. لا يَسعُني سِوى أنّ تَسَعَنِي.. سِوى أنّ تَسَع فِكرِي أنتَ يا جُونغكُوك.. أُرِيدُ أنّ أراكَ حُرًا.. أُرِيدُ أنّ أراكَ تَركُض إليّ ثُم أنّ أغرَقَ بَينَ ذِراعَاك.. ثُمَ دَع العَالم يَنهار..

دَعَّ الكَونُ يَتهَاوى فَأنا بِعناقٍ بَينَ يَداك..

عَلى كُلِ حَال.. وَصلتُ لِمَنزِلُ العَائِلة، أنا أعِيشُ لِوحدِي لَكِنها أُمسِية مَولدِي وَ يَجِبُ عَليّ العَودة إلى مَنزلُ العائِلة وَ التَظاهُر بأنني لا أفقَهُ شيئًا عَن حَفل المَولِد السخِيف إنّ لَم أُرد أنّ أُمسِي مُشَردًا

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن