٩- أُعطِيكَ زهرةً أمَام المَحكَمة

ابدأ من البداية
                                    

العَالمُ يَنهارُ تَحتَ قَدمايّ.. مَا زِلتُ بِصَمتِي أُحدِق بِعيناهُ المُبتَسِمة، يَرفعُ يَدي وَ يضعُ فِي يَدِي الكِيسُ القُماشِي..

"اذهَب وَ بَدِّل مَلابِسُك، سَنخرُج بَعد نِصف سَاعة كُن جاهِزًا، سَتخطُو لِحُرِيتُك"

صُعِقَ قَلبِي.. كَيفَ يَعلمُ الضَابِطُ جُونغ أنني بَرِيء؟ العَالمُ أجمعهُ يَرانِي مُذنِبٌ شَنِيع وَ ها هُو رِفقة المُحامِيّ يَرانِي بَريءٌ نَزِيه.. أيُوجَدُ أملٌ حقًا بأنّ يُصدَق العالم أننِي لَمّ أفعَلها؟

عَيناهُ لامِعة وَ يُحدِقُ بِي بِصِدق.. أنزلتُ رَأسِي وَ أومَأتُ لَهُ وَ غادَرت، ألمسُ صَدرِي وَ يالهُ مِن صاخِب.. آمُلُ أنّ يَمضِي اليَومُ على خَير..

وَصلتُ لِزنزانَتِي أخيرًا، جَلستُ على سَرِيرِي.. زَفرتُ نَفسًا عَمِيقًا وَ شرعتُ بِخلع مَلابِسي، مُجددًا أُحدِق فِي النُدوب على بَطنِي.. كِيونغو أنا شاكِرٌ لَك.. التَقيتُ بالمُحامِي بِسبب إصابَتِي.. وَ الآن أنا أخطُّو نَحو حُرِيتي

فَتحتُ الكِيس القُماشِي.. حسنًا إنها بِذلةً باهِضة جِدًا، تَبدُو باهِضة بِشكلٍ يجعلُني أُفكِر أنني إذا عَمِلتُ لِخمس سَنوات لَن أستطِيع دَفع نِصفُ ثَمنُها، أنا سأكُون مَدِينٌ بالكَثِير للمُحامِي حِينما أخرُج.. إذا خَرجت..

هَا أنا أرتَدِي البِذلة، تَبدُو جَمِيلة جِدًا وَ تُناسِب جَسدِي بِشكلٍ مِثالِي، انتَهَيت.. لا أعلمُ كَيفَ يبدُو شَكلِي وَ تجاهَلتُ وَضعَ رَبطة العُنق، لا أعلم كَيفَ سأضعُها.. لِذا سأتَصرف وَ كأنها لَم تَكُن هُنا

وَقفتُ وَ وضعتُ يَدِي عَلى شَعرِي.. رَفعتَهُ عَن جَبِيني وَ تِلكَ الخُصلَة تُصِر أنّ تَسقُط سأتجاهَلُها فَقط.. يَدِي تَتجِه على قَلبِي تُرَبِتُ عَليه..

قَلبُ جُونغكُوك.. أرجُوكَ يا قَلبِي استَمِع لِي فَقط لَهَذِه المَرة، لا تَرفع أملُكَ فَأنا سَأرتَفِعُ مَعك، وَ حِينما تُخذَل سَتسقُط وَ أسقُط مَعك، أرجُوكَ كُفّ فـلا أملِكُ عِظامًا لَم تُكسَر مِني بَعدَ كُل خَيبةُ أمَل..

أتى الضابِط جُونغ، يُحدِق بِي بابتِسامة بَينما يَفتحُ بابَ الزِنزانَة، سَحبتُ رَبطَة العُنق قَبل خُروجِي وَ وضعتُها فِي جَيبُ البِذلة، مَددتُ يَدايَّ نَحو الضابِط الذِي قَيدني بالأصفَاد، مُقَيدٌ مَعهُ أمشِي بِصَمت.. حِينما خَرجنا سَقطت أعيُني عَلى الزُهور التِي زَرعتُها، أمسَكتُ قَمِيص الضابِط بِخفَة وَ نَظَرَ إليَّ

"حَسنًا.. هَل أستَطِيع.. أنّ أُحضِر زَهرةً بَيضَاء مِن هُناك؟"

أنا خَجِلٌ جِدًا.. هَيا لِنقُل أنني أحضَرتُها كَيفَ سأُعطِيها المُحامِي؟ جُونغكُوك أيُّها الأحمَق!

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن