3

138 15 3
                                    

خرجتا نحو الصالةِ ليجدا أن الحضور متجمعين نحو الطاولة حول السيدة شيهيون ليسرعا نحوهم.

تتوسط تلك الطاولة قالب الكعكة الجميل الذي عليه عبارة "عيد ميلاد سعيد"، حتىٰ تنطفأ الأضواء فجأة و تشتعل الشموع لينشد الحضور أغنية أعياد الميلاد المعتادة... إنتهائاً بتقديم الهداية فأتىٰ دور سولقي و ييري
لتردف الآخيرة :
"

هذه من كلانا، أتمنىٰ أن تعجبكِ"
توترت و هي تقول ذلك ففي ظنها أن هديتهم هي الأقل قيمةً أمام كل التي تلقته من الحضور. فتحت السيدة شيهيون الهدية لتجدها معطف شتوي يصحبه عطرٌ تتوسطهم رسالة صغيرة لتفتحها و تقرأها بصوت مسموع : "عيد ميلاد سعيد يا أفضل أم"
لتعلوا علىٰ شفتيها إبتسامةٌ و شكرت كل من سولقي و ييري علىٰ هديتهما.

جاءت ميلي و معها رجل طاعن فالسن و لكنه يبدو طويلاً و متأنقاً لتهمس ييري بأذن سولقي "ألم أخبرك؟ كل هذه الأسرة قطع من القمر"

كانت تلك أخت يوجين و أباهم.
لتعطي هديتها لأمها و تقول "هذه مني أنا و أبي لكِ، عيد ميلاد سعيدٍ يا أمي"
لتفتح الآخيرةَ الهدية و تجدها مفتاحاً صغير لتردف ميلي أخت يوجين بتعالي و صوت عالي : "إنها مفتاح شقة في فرنسا، سنقضي بها عيد الميلاد" لتبدو عليها الثقة في إبتسامتها التي أظهرت أسنانها اللامعة، ليتفاجئ الجميع ثم يصفق لتردف ييري مرة أخرىٰ بإذن سولقي :
" هم حقاً أناسٌ أغنياء"
لتحرك سولقي رأسها بنعم.

قد جلسوا علىٰ طاولة طويلة سعت كل الحاضرين و بها مقبلات تدفئ الجسم في هذا البرد القارص ليجلس الجميع و يأكل و لكن ييري كانت تسترق النظر من يوجين حتى قرصتها سولقي " إنتبهي فقد رأتك أخته" لتلفتت ييري و تجد أخته ترمقهما بنظرة لا تبدو عادية و تعيد رأسها للأمام.

على تمام الساعة الـ ١١:٠٠ نهضت سولقي متوجهة نحو يوجين و أمه مودعتهما "عيد ميلاد سعيد سيدتي أما الآن سنعود للمنزل"

ردت الأم :
"لما بهذه السرعة؟ إبقوا رجائاً"

"إذا كان الأمر بيدي لبقيت صدقيني و لكن الوقت تأخر و بالخارج لا زالت تثلج و أتوقع أن الثلج سيغلق الطرقات فسنسرع"

"رافقتكم الأمانة"

"ليلة سعيدة"
قالتا سولقي و ييري ليردا بالمثل.

توجهت ييري و سولقي نحو المنزل فمن أول خطوة نحو باب المنزل لم تتوقف ييري عن ذكر مدىٰ جمال يوجين اليوم و كيف كان وسيماً"

حتىٰ ناما.

بالصباح كان نفس الروتين تأخرت سولقي و ييري فذهبتا للعمل كالمعتاد و لكنهما تفاجئتا بشيء....
لم تصرخ عليهم السيدة باي بل حييتهم!
"صباح الخير يا فتيات أتمنىٰ لَكنَّ يوماً سعيداً"

فركت ييري عيناها لتوجههما نحو سولقي  :
" أ هذا حلم أو ما شابه؟ أقرصيني أرجوك"

فقرصتها سولقي ضاحكةً لترد المتألمة :
"هاااييي لم أقصد ذلك حقاً!!"

"و لكنك ترجيتيني!"

أطلقا بعض الضحك للحظات حتىٰ تنطلق كل واحدة لعملها المعتاد لتسمع سولقي من بعض العاملين هناك أن الحفيدة الوحيدة للسيدة باي التي ترسل لها التذاكر لتسافر معها للعطلات ستأتي غداً لـلندن بعد مرور ٤ سنوات.

هذا قد أرضىٰ فضول سولقي المتعطش نحو مزاج السيدة باي اليوم

في وقت الإستراحة خرجت سولقي وحيدة من المخبز لأن ييري فضلت البقاء هناك لأنها متعبة و تحتاج قيلولة، قد جابت شوارع لندن الجميلة ذات المباني الشاهقة الجديدة و تلكَ التي تتراوح أعمارها من المائة سنة.

أخذت تتمشىٰ لتجد كشك يبيع الشوكولاتة الساخنة فتقدمت إليه و أخذت كوباً لتدفئ جسدها به و أخذت تفكر بشركتها فلم يتصل بها أحد منها من ٨ أشهر ليس و كأن لا يوجد أي سياح قد أتوا و لكنهم فضلوا البريطانيات اللواتي يتحدثن الكورية.

أخذتها خطواتها نحو المخبز لتلتقي بييري فتكمل عملها و تنجز ما به و تودع من فيه لترجع لبيتها العزيز.

جلست أمام التلفاز فأخذت تغير القنوات واحدة تلك الأخرىٰ و لم تجذب إحداهما نظرها، حتىٰ وقفت علىٰ فيلم تبدوا أجوائه تسعينية و يحكي عن فتاتان تحبان بعضهما بشدة و لكن ظروفهما جعلتهما يتفرقان فالأولىٰ تزوجت برجل مغصوبةً عليه و الأخرىٰ قتلت نفسها لذلك.
بعد إنتهاء الفيلم كانت غرفة المعيشة مليئة بالمناديل التي إمتلئتْ بدموع سولقي.

(كتبت البارت الثاني و هذا من الساعة ٢ فالليل للساعة ٦ الصبح 😭، دونت قيف آ وات عالأخطاء الإملائية براجعها بيوم ثاني)

في ربوع أوروبا.Où les histoires vivent. Découvrez maintenant