الفصل التاسع

608 16 0
                                    

قدرٌ أنتِ بشكل امرأة

الفصل التاسع

غادر الجميع ... كل الضيوف ... غادروا ...وأخيراً مر يومها ... يومٌ لم تحسب له حساب لم تره في مستقبلها ... لم تخطط له ... هو فقط مر ... مر ومحبسه يزين بنصرها ... وقبلته مازالات دافئة على وجنتها .... وكفه  كأنها مازالت بكفها ...

تراقبها والدتها ... تتنهد بتعب ...جالسة فوق سريرها ... مرة تناظر محبسها.... واخرى تتلمس وجنتها ... ثم ترفع قدميها ... متكوره على نفسها ...تحتضنها وتنظر للبعيد ...
فتنسحب والدتها ...تردد دعوة تخصها بها ... عل من رفع السموات بغير عمد و أحييا الارض يريحها ...يجبر قلبها .... عل تلك الضحكة المشرقة التي كانت سابقاً تنير وجهها ... تلك الضحكة التي رأتها اليوم تعود للحظات من الزمن ... أشرقت لتشرق دنياهم كلهم ... نعم فوالدها التي أدمعت عينيه سراً ... وإخوتها الذي كانوا يراقبونها عيونهم كانت تنضح فرحاً ... كان يوم أعاد لهم املاً بعودتها اليهم ...

وعلى هذه الفكرة اغلقت الباب ... والدعاء لايفارق لسانها ...

.....

" هل نامت ...؟" كان هذا والدها من يسأل ...

" ليس بعد ..." تقولها وتجلس بجانبه على نفس الكنبة ...

" لقد ضحكت ... " سكت قليلاً ثم أردف ..." كما كانت تضحك سابقاً .... وليست تلك الضحكات الكاذبة التي كانت تدعيها...لا ...لا ...كانت تلك ضحكتها هي ..."
يحدثها ...وكفه تمسك كفها ... فتضع كفها فوق كفه ...تطمئنه ...

" ستعود ... ستعود اقوى من قبل ..." تطمئنه وتدعو ان يستجيب الله لها ...

" سيسعدها ...؟!؟؟؟؟..." يتسائل .. وعيونه تراقب عينيها ...

فتغتصب أبتسامة ... و تشدد من احتضان كفه ...
" أنه يحبها ...." تقولها وكأنها تعرف ...

" أعرف ...ولكن كيف علمتي ...؟!!" يسألها حائراً ...
ويتذكر عندما سألها الشيخ هل توافقين ... وهي ساكتة لا تنطق ... كان يراقبه وهو يقف بجانب الشيخ خلف الباب ... جبهته تتعرق ... والصمت مطبق ... و يتكرر السؤال ... وعينيه المرتبكة معلقة بالباب المغلق ... يديه التي ارتفعت تعبث بشعراته .... وما ان نطقت موافقتها حتى سحب نفساً طويلاً ...وكأنه كاد ان يغرق ... وبأخر لحظة انتشله صوتها منه ... وسمعه يتمتم بالحمد لله ...

" عينيه ..." كان جوابها مختصراً ... فأستدار نحوها يستعلم ...

فرفعت كفها تمسح على لحيته ...
" تشبه عينيك...."

فيرفع كفه يضعها فوق كفها المستريح على وجنته ... يسحبه لشفتيه يقبل باطنه ... فتحمر وجنتيها خجلاً ... وكم يعشق هو احمرار وجنتيها .... فبعد هذا العمر وهذا العدد من الاولاد ...مازالت تخجل لقبلة ...

حبٌ ... ام عشق .... ام تراه غرام .... لا بد انه الغرام ...فهو الاقوى بين الثلاثة ...هو ليس حباً بسيطاً لا ... ولا عشقاً ما يجمعهما ...هو غرام تاهوا فيه منذ زمن ... وهو ماتمنوه لأولادهم .... وهو ماخشوا منه ...
لتقع الاولى في الحب ...و تحمل قلبها وتهديه لمن لا يستحق ...فيسرع هو بطعنها ... أخطأوا وأخطأت ... فأختلفت الاقدار.....

قدر انت بشكل إمراة لتالا تيمWhere stories live. Discover now