الفصل الخامس

ابدأ من البداية
                                    

تهز رأسها موافقة ... لتشعر بكفه تمسك كف يدها ....
وتستسلم هي له ...

لايعرف كيف وافقها ... كيف أمسك بكفها ألذي يرتجف بين أصابعه ... فيشدد هو إمساكه بها ... لتتوقف عن الارتجاف ...

احست بأصابعه تشتد حول أصابع كفها .... لتنتبه لنفسها انها ترتجفُ ... وتنظر لمن يخطو خطوة فأخرى بجانبها .... وتراه وكأنها اول مرة ...

شعره المصفف بعناية ...ولحيةٍ خفيفة زادته وسامه ... يخالف الجميع بملابسه ... قميص ابيض مفتوح بدون ربطة عنق ... وسترة بلون رمادي باهت ... طولٍ فرع ... ودفىء ...دفىء يخصه هو ..

استدارت نحو الجمع الغفير الذي يتأمل دخولها ... هل ينظرون الي لاني هنا ...ام لاني هنا معه هو ....

وفِي باب القاعة تقف عمتها ... ام من كانت ستكون كذلك ...تلك التي زفت اليها خبران ... في يوم واحد ...

سحبت كفها من كفه ... ومدته نحوها ...وهي مازالت مصدومة ..

" مبارك لك  زواج مجتبى .. " وبقيت يدها معلقة في الهواء والأخرى تناظرها بصدمة ...

" مرحباً ضحى ...أنرتي القاعة ..." كان هذا عمها ...لا انه والد مجتبى فقط ... ذاك الذي لامس كفها بسلام سريع خجول ...ويوماً ما كان يدعوني ابنتي ....

" أصدقاء العريس من العمل يجلسون على تلك الطاولة ..." كانت تلك والدته ...

وقبل ان تنطق كان فجر يتحدث بصوته الهادىء الصارم وكأنهم يأمرهم بهدوء ....

" ضحى ستجلس معي ... " كلمات مختصرة قالها ليطيعوا ....

يراقب العيون التي تتجه نحوها ... فيزداد غضبه من قصر فستانها الذي لم يكن قصير فعلاً ... بل يغضب من تلك الشفتين المطلية بلونٍ احمر ... ومن عينيها الكحيلة التي تنظر حولها تبحث عن اخر وهو واقف بجانبها ....
وهذه المرة تسللت يده على خصرها ...فيتمسك به ...ويشدها نحوه ... يعلن ملكيتها له ... ويناظر العيون حوله بغضب ... فاليجرىء الان احدهم على النظر لشيء يخصه ....

يسير بها بين الحضور ...تخدشها نظراتهم ... وعندما شعرت بيده تتمسك بخصرها بقوة ... يشدها اليها ... حتى توقفت النظرات من حولها ...واستسلمت هي لغزو يديه ...

وعلى طاولة للأقارب اجلسها ... وجلس بجانبها ...ويده مازالت غافية على جانب خصرها ... وكأنه نسيها هناك ...وكأنها لم تشعر بها لتعترض ....

وماهي الا بضع دقائق مرت بسرعة .... لتسمع صوت الموسيقى يعلوووو ... وتخف الإضاءة حولها ....

يفتح باب القاعة الكبير ... ويدخل هو ...تتأبط ذراعه اخرى .... وعلى أنغام الموسيقى ...يسيران معاً ...
تنظر لبدلة عرسها ...خالية من الدماء ...مزينه بالؤلؤ ... ولا  أثر لدماء تلوث ثوبها ... هو فقط ناصع البياض .... وهاهو يقف بجانب اخرى ...ويبتسم لها بحب ...كان لها ... ويغمز لها كما كان يغمزها هي .....

قدر انت بشكل إمراة لتالا تيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن