الفصل الخامس

ابدأ من البداية
                                    

تشاهدهما يعتليان المنصة ...ويجلسان معاً هناك .... وهي هنا ...

مرت ساعة وهي مازالت تنظر إليهما ... فها هما يقطعان قالب الحلوى معاً ...فتذكر انها اختارت قالباً يشبه ....

وها هما يرقصان رقصتهما الاولى معاً ...وهو الى الان لم يراها ...

وعندما بداء أناس اخرون  بالانظام الى العرسان يشاركونهم الرقص على أنغام الموسيقى الهادئة وعلى الاضواء الرومانسية ...

وقفت هي تسير نحوه ...عله يلمحها ...عله يندم على ما خسر ... وعندما ابعد عينه لثانية عن عروسه  لمحها ...وكأنه ينظر لشبح هكذا كانت نظراته ...لم يكن بها ما ارادته هي ...وعندما كادت ان تسقط ارضاً مرحبه بِظَلاَّم بداء يلفها ...شعرت بيدين قويتين تتمسك بيدها ...فتستدير نحوه تبعد عينيها عن خائن ...

" أياكِ ان تبكي ..." سمعتها جيداً ...وكلمة اخرى لم تعرف اذا همس هو بها ام لا ...كلمة  من عدة حروف أحيتها ..."سيندم"

شعرت بيده تلامس ظهرها ... تشدها اليه .... فتدفن نفسها في احضان صدره ...تستنشق عطرهُ ... وترفع يديها بلا شعور تتمسك بكتفيه .... تستمد منه قوة مؤقتة ...تحبس دموعاً تحرق عينيها .... تمنعها كلماته عن تساقطها ....

دقائق مضت وهي مختبئة عن العالم في احضانه ... يده التي تلامس ظهرها ... وحلماً بأن يضمها يتحقق ... يديها الصغيرة تتمسك بكتفيه ... فيقربها منه اكثر ....

.......

منذ رأها وهو لا يصدق انها هنا ... حضرت زفافه ... وماهي الا لحظات حتى رأى فجر يسحبها ...يحتضنها ثم يراقصها .... وعندما لمح كفه المستقرة على ظهرها ...وهو الذي لم يمسها ...جن جنونه ...ليترك من يراقص ناسياً متناسياً من حوله ...

لم يشعر بنفسه سوى انه يسحبها بعيداً عن من يحتضنها ....

....

وبلحظة انتزعت من بين احضانه ... وللحظة ظن انها هي من ابتعدت .... وعندما رأى مجتبى يمسك بذراعها ...

" اتركها مجتبى ..." ونظرةٌ أسد متوحش تطل من عينيه ...

" كيف تراقصها ... كيف تمسك بها ... " يستنكر فعله وهو الذي طعنها طعناً ....

" أخرس وعد لزوجتك ...." ينطقها محذراً مذكراً ...

وعند هذه الكلمة "زوجتك " كأنه يذكرها عي عن من تكون .... نفضت يده الممسكة بذراعها .... وابتعدت عنه ... تطلق عينيها شرارات محذرة ...

" أياكِ ان تلمسني..... أياك ...." تنطقها وتبتعد عنه ...وهذه المرة هي من أمسكت بيدي الاخر ....ليتشبث بها ...

" أخرجني من هنا ...أرجوك ..." همستها له ....والوجع يزداد بصدرها ....

" لم اعرف انكِ كنت تمثلين البراءة علي وانت ساقط...." وقبل ان يكمل كلمته النابية ... كان فجر ينقض عليه فيمسك بتلابيب قميصه ... ويهزه ...

" أخرس ...انها خطيبتي ....أياكِ ان تنطق بكلمة اخرى ..." دفعه الى الخلف بقوة كادت ان تسقطه ..

واستدار نحوها يمسك يدها بقوة ألمتها...يسحبها بسرعة يخرجها من هناك ... و ما ان وصل لسيارته حتى استدار نحوها .... كان غاضباً من نفسه ومنها ... وما ان رأى دموعها تلك التي تبكيها بصمت ...حتى تبخر غضبه ... ليسحبها لصدره ...يخبئها وكأنه يخبىء صغيرته ... ويعانفها عناقٌ طويل ....

‎ووددت لو أفنيت فيك العمر
‎حين ضممتكي
‎ووددت .. لو أسكنت روحي خافقيك
‎ووددت لو أني ارتميت
‎ووددت تقتيل المشاعر
‎لكنما اللحظات طالت
‎والمصابيح استدارت
‎والعناقيد التي في راحة الأشواق
‎مالت
‎ثم صارت – مثلما الأيام-
‎عمرا لا يوارينا بجوف الأرض
‎يقتلع العناق ويحتوينا
‎بين أنياب الحقيقة
‎يزرع الآلام في وهم التلاقي – بعد حين –
‎أو
‎بأحلام هي الأشواك
‎تدمينا
‎وتزرع نبت أعظمنا حطاما
‎للتغاريد التي فينا استكانت
‎ثم غابت
‎ثم جاءت
‎فيا طُهرَ حلم سرى في دمي
‎تعال أضمك قبل الرحيلْ
‎وعانق فؤادي بِلُطفٍ ولينٍ
فقلبي يحبُ العناق الطويل

قدر انت بشكل إمراة لتالا تيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن