الفصل الثامن والعشرون

1.7K 44 0
                                    



الفصل الثامن والعشرين


إنه يحلم .... لابد أنه يحلم ... إذ لا يمكن لهديل أن تكون الآن معه .. بين يديه ... عيناها الذهبيتان الغارقتان بالدموع تنظران إليه هو وحده بلهفة وكأنها .... وكأنها تحبه ..
لقد كان يحلم ... وهو لن يكون جواد إن ترك حلمه ينتهي دون أن يعيشه كاملا .. بدون تردد أحاط عنقها بأصابعه وقربها منه ليمتلك شفتيها بجموح رجل يائس ... وعندما بادلته القبلة بالشغف نفسه أحس وكان حجم قلبه قد تضاعف داخل صدره حتى ما عادت أضلعه بقادرة على احتواءه .. فتح عينيه .. ونظر إلى وجهها الجميل وهو يقول :- أنت لست حلما .. أنت هنا حقا ..
قالت بصوت أجش :- أنا هنا .. طبعا أنا هنا .. وأين كنت لأذهب .. رباه جواد ما الذي فعلته ؟؟ هل أنت بخير ؟؟ هل تشعر الدوار .. بالغثيان ؟؟ يجب أن اتصل بالاسعاف .. يجب أن تحصل على غسيل معدة في أسرع وقت ممكن ..
عندما حاولت الابتعاد عنه لتصل إلى هاتفها مجددا أمسك بمعصمها وهو يقول :- ما الذي تتحدثين عنه ؟؟
حاولت سحب يدها من قبضته وهي تقول بهستيرية :- الدواء ... الدواء الذي احتسيته ... كيف تفعل هذا جواد ؟؟ لماذا ؟؟
نظرة واحدة نحو الزجاجة الفارغة إلى جانب السرير جعلته يدرك على الفور ما قصدته هديل .. الصدمة التي اعترته للفكرة لم تدم طويلا ... إذ سرعان ما أخذ يضحك ... يضحك عاليا كما لم يفعل منذ فترة طويلة وهو يسحبها إليه مجددا مما جعلها تقاومه كالمجنونة :- هل أنت مجنون ؟؟ لماذا تضحك ؟؟ دعني أتصل بالاسعاف ..
:- هديل ... اهدئي حبيبتي ... أنا لم أحتس الدواء .. أنا لم آخذ منه أي حبة على الإطلاق إذ أن الزجاجة ليست لي .. إنها لطارق ..
سكنت حركتها وهي تحدق به غير مصدقة ... فأدرك من خلال وجهها الشحب والدموع التي بللت رموشها ووجنتيها أنها كانت بالفعل خائفة عليه مما جعل دفئا يغلف قلبه وهو يقول برقة وأصابعه تمسح دموعها :- أنا بخير .. انظري إلي ... أنا لم أكن يوما أفضل حالا ... بل أنا في الجنة ... في الجنة وأنت بين ذراعي ..
الحب الجارف الذي أطل من عينيه وهو يلتهم ملامحها جعل دموعها تعود فتسيل من جديد وهي تقول :- هل ... هل أنت متأكد ؟؟ الزجاجة ... الزجاجة كانت فارغة ... وأنت لم تستجب عندما حاولت إيقاظك .. لقد ظننت ... ظننت ...
اختنق صوتها مما جعله يضمها إليه بقوة ليريح رأسها فوق كتفه وهو يقول :- شششش ... اهدئي .. اهدئي حبيبتي .. الزجاجة لطارق بالفعل .. لقد أخذتها من بين حاجياته دون أن يشعر عندما شعرت بأنه بات معتمدا على الأقراص في الفترة الأخيرة .. لقد أفرغت محتوياتها في سلة المهملات إلا أنني نسيت رمي الزجاجة نفسها .. نومي الثقيل بسبب التعب ... بسبب قضائي الليل بطوله في المستشفى إلى جانب والدتي .. أنا آسف لأنني سببت لك كل هذا الخوف ..
رفعها ممسكا وجهها بين يديه وهو يقول بصوت أجش :- أنا ما كنت لأؤذي نفسي وأنا واثق من عودتك إلي
قالت باضطراب :- هل كنت تعرف بأنني سأعود ؟؟
:- كنت متأكدا من هذا ... منذ ذلك اليوم الذي أخبرتني فيه بأنه ترفضين العودة معي إلى بيتي .. عندما أخبرتني بأنك لا تريدين الوقوع في حبي ... كنت آمل بأنك قد قلت ما قلته بدافع الخوف .. لأنك كنت بالفعل واقعة في حبي حتى النخاع ..
عبست ودموعها تتوقف فجأة وهي تقول بسخط .. بينما يحمر وجهها بفعل الحرج لصحة كلماته :- ألا تبالغ قليلا في الثقة بنفسك ؟
ضحك وهو يتشبث بها مانعا إياها من الابتعاد عنه قبل أن تختفي ضحكته وتظهر الجدية التامة على وجهه وهو يقول :- أنا كالطفل الصغير الضائع ... الغير واثق من أي شيء عندما يتعلق الأمر بك ..
التقت نظراتهما للحظات طويلة ... قبل أن يقول بهدوء :- أنت تعرفين بأنني أحبك ... بأنني لطالما أحببتك .. وأنني لن أتوقف عن حبك ما حييت ..
ابتلعت ريقها وهي تنظر إلى نيران العاطفة في عينيه الخضراوين .. فتابع :- وأنني على الارجح كنت لأبتلع محتويات الزجاجة بالفعل لو أنني يئست تماما من الفوز بك ..
همست وجسدها يرتعش متذكرة ظنها السابق والمخيف بأنها قد خسرته .. همست :- لاتقل هذا ..
:- لماذا ... إنها الحقيقة ..
قالت بدون تفكير :- أنت أقوى من أن تستسلم لضعف مماثل ... أنت ما كنت لتيأس من الحصول على شيء تريده ..
قال وقلبه يخفق بقوة بين أضلعه :- وهل حصلت على ما أريده يا هديل ؟؟ أخبريني ...
ارتبكت وهي تتحرر من قبضته فلم يحتجزها هذه المرة ... لقد كان بحاجة إلى إجابتها الواضحة ... إجابة لا يؤثر بها انجذابها الواضح نحوه .. تمتمت وهي تقف محاولة استعادة وقارها :- ما خطب والدتك ؟؟ هل هي مريضة ؟
أخبرها باختصار عن وعكة والدته وهو ينهض بدوره ملتقطا سرواله الجينز المرمي إلى جانب السرير .. فمنعت نفسها بصعوبة من التهام تفاصيله الرجولية البرية وهو يرتديه تاركا جذعه القوي عار وكأنه يرفض أن يكسر السحر الذي يسلطه عليها كلما وقع بصرها عليه .. تمتمت وهي تشيح ببصرها :- أنا آسفة لأجل والدتك ... هل هي بخير الآن ؟؟
:- أفضل بكثير ... لقد سألت عنك فور فتحها لعينيها ... لقد طلبت مني أن أوصل لك اعتذارها الشديد عما فعلته بك في لقائكما الأخير ..
تذكرت السيدة ليلى ... المرأة المغرورة المتعجرفة التي لم تترك فرصة إلا وأظهرت لهديل فيها امتعاضها منها ... كلماتها القاسية في لقائهما الأخير .. فكان تخيل امرأة بقوتها ضعيفة وعاجزة مؤلما جدا ... همست :- ليس هناك ما أسامحها عليه .. إنها أمك .. وهي تحبك .. وأنا لا ألومها لسعيها بكل قواها لأجل حمايتك ..
ثم تهدج صوتها وهي تتذكر لقائها مع والدها :- يكفي أنها لم تتخل عنك قط ... لم تتوقف عن حبك والسعي نحو غفرانك .. أنت محظوظ للغاية بتمسكها بك ..
نظر إليها مليا قبل أن يقول :- ما الذي جاء بك إلى هنا حقا يا هديل ؟؟
أحست فجأة بأنها لا تعرف حقا ما جاء بها إلى هنا .... لقد قدمت مدفوعة بحاجتها الشديدة لرؤيته .. وهاقد رأته .. وأدركت بأنها تحبه كما لم تعرف الحب قط ... بأنها تحتاجه .. وتريده .. وماذا بعد ؟؟
رفعت يدها تتحسس عنقها باضطراب وهي تقول :- هل ... هل لي بقليل من الماء ؟؟
:- إنه منزلك يا هديل... لست بحاجة لأن تطلبي كي تأخذي ما تريدينه منه ... البيت .. وما فيه ... ومن فيه .. ملك يديك ..
همست بضياع :- لا تقل هذا ..
:- لم لا ؟؟ إنها الحقيقة ..
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول :- أنت تجعل الأمر أصعب علي بهذه الطريقة ..
قطب وفمه يتوتر ... ثم قال :- أي أمر .. وكيف أصعبه عليك بالضبط ؟
لوحت بيدها نحوه وهي تقول بصوت متهدج :- بالطريقة التي تشعرني فيها بأنني مهمة ... بأنني محبوبة .. بأنني غالية .. كلما نظرت إلي بهذه الطريقة وكأنني المرأة الوحيدة في الدنيا .. وكأنني الأجمل .. والأفضل .. يزداد خوفي من أن يكون الأمر مجرد وهم ..
هز رأسه وهو يقترب منها قائلا :- هو ليس وهما .. هديل ..
تراجعت خطوة وهي تقول بألم :- ذهبت لرؤية أبي هذا الصباح ...
رمش بعينه مستوعبا ما تقوله ... رابطا إياه بشحوب وجهها وتورم عينيها ... بارتعاش أطرافها وكأنها تتماسك بمعجزة ... سيقتله ... سيقتل والدها الحقير لو كان هذا آخر ما يفعله في حياته ... ربما هو لن يقتله حقا .. إلا أنه سيحرص على أن يندم أشد الندم ويعود زاحفا إلى ابنته التي جرحها وحطمها ثم نبذها طالبا الصفح ..
قال مجبرا نفسه على الهدوء ...مقاوما رغبة عارمة في ضمها إليه ومحاصرة حزنها بين ذراعيه :- كيف جرى لقائك به ؟؟
قالت بمرارة :- ماذا تتوقع ... لقد أخبرني بأنه يفضل أن أكون ميتة على أن أعود إلى حياته من جديد .. بأنه لن يسامحني على العار الذي جلبته للعائلة ... هل تصدق هذا ؟؟
النذل ... قال بتوتر :- أنت لا تحتاجينه يا هديل ..
أرادت أن توافقه ... أن تؤكد كلماته إلا أنها لم تستطع ... الألم كان أكبر من أن تتمكن من إنكاره .. ليت تلك الحاجة العميقة داخلها إلى وجودهم في حياتها .. إلى تقلبلهم لها يختفي .. ليت شوقها إليهم .. لحضن والدتها .. لرؤية شقيقيها .. يخف ويبهت مع الزمن ..
عندما تدفقت الدموع من عينيها غزيرة .. توقف هو عن المقاومة .. خطا نحوها ساحبا إياها بين يديه يضمها إليه بقوة .. تاركا إياها تبكي على صدره لوهلة حتى خفت وطأة نشيجها .. قال بهدوء :- لنذهب إلى المطبخ .. أذكر أنك كنت عطشى ..
دون انتظار لموافقتها كان يحيط كتفها بذراعه ويقودها نحو المطبخ .. أجلسها فوق المقعد الخشبي .. واستدار مانحا إياها الفرصة كي تستعيد هدوئها .. شاغلا نفسه بصب كوب من الماء البارد لها ..
وضعه أمامها وهو يجلس أمامها قائلا :- لماذا أنت هنا يا هديل ؟؟
بدلا من احتساء الماء .. أمسكت بالكوب وأخذت تحركه عابثة بمحتوياته هامسة :- عندما خرجت من متجر أبي ... كنت أنت أول من خطر على بالي ...
:- لماذا ؟؟
نظرت إليه دامعة العينين ... فمزق قلبه إحساسه بها ... فقال بإرهاق :- ماذا علي أن أفعل لأكسب ثقتك يا هديل ..
قالت هامسة :- الأمر لا يتعلق بثقتي بك ... بل بخوفي منك ..
قال غير مصدق :- وهل منحتك قط أي سبب للخوف مني ؟؟
:- نعم .... عندما أوقعتني في حبك .. رفض عائلتي كان مؤلما ... أما احتمال خسارتك ... عندما ظننت للحظة بأنني قد خسرتك ... الأمر كان مدمرا ..
لم تدرك ما قالته حتى خرج من بين شفتيها .. حدقت مصدومة بجواد الجامد وكأنه لا يصدق ما سمعه منها .. فأسرعت تهب من مقعدها قائلة بذعر :- لم أقصد أن أقول ما قلته ..
نهض بدوره وعيناه تلمعان كألف نجم في منتصف الليل :- لقد قلته وانتهى الأمر .. لا تستطيعين سحبه الآن ..
احمر وجهها وهي تتراجع عندما بدأ يخطو نحوها ببطء :- أنا لم أعنه .. أقصد .. أنت عنيد .. وفظ .. ووقح في كثير من الأحيان ..
:- أعرف ...
:- أنت جامح ... تصرفاتك غير متوقعة... لا تبالي بآراء الآخرين ..
:- أعرف هذا أيضا ..
كان يقترب منها وهو يبدو كحيوان مفترس يحاصر فريسته في الزاوية استعدادا لالتهامها .. قالت مضطربة :- أنت ... أنت تقول أشياء .. تقول أشياءً لم يقلها لي احد من قبل ... أنت تفعل أشياءً .. أنت .. أنت عاطفي جدا .. أكثر مما ينبغي .. أنت تجيد الطهي .. أنت ترتب سريرك بنفسك بحق الله ..
توقف فجأة وهو يحدق بها غير مصدق :- ألا يعجبك أن أرتب سريري بنفسي ؟؟ .. أنا أفعل هذا منذ الصغر للأسف .. خالتي ملك كانت مهووسة ترتيب .. وقد علمتنا منذ الصغر أن نعتمد على أنفسنا في كثير من الأشياء ومن ضمنها ترتيب أغراضنا الخاصة .. صدقي أو لا ... لا يعود الأمر إلى مثاليتها ... بل إلى خوفها مما قد يتناقله الخدم فيما بينهم عن سكان المنزل إلى الناس خارجه .. إن كان الأمر يزعجك .. توقفت عنه ..
هتفت بيأس :- ليس هذا ما أقصده
:- ما الذي تقصدينه إذن ؟؟
كان ظهرها ملتصقا الآن بجدار المطبخ ... في حين حاصرها جواد بجسده دون أن يلمسها .. في الواقع .. كان على بعد نصف متر منها وهو ينظر إليها بنفاذ صبر .. وكأنه يمنع نفسه بصعوبة من اقتحام حواجزها وأخذها بين ذراعيه لانتزاع اعترافها ذاك مجددا من بين شفتيها ..
قالت بمرارة :- أنت لا تفهم ... أنا تعلمت منذ حداثتي أن أفعل ما يتوقعه الناس مني ... لا أن أتوقع مقابلا منهم ... أن أعطي دون أن آخذ .. وأنت .. أنت تمنحني الكثير ... الكثير مما يخيفني .. لم يحببني أحد بهذه الطريقة ... لم يهتم بي أحد قد بهذه الطريقة ... لم يحارب أحد لأجلي ... أي أحد .. حتى عائلتي بهذه الطريقة ..
قال مؤكدا :- أنا لست كعائلتك
:- أعرف
:- أنا لست كزوجك السابق ..
:- أنت مختلف تماما عن زوجي السابق
:- أنا أحبك
:- وأنا أحبك ..
ها قد قالتها ... قالتها أخيرا ... ولدهشتها لم يكن قولها صعبا كما توقعت .. في الواقع لقد أحست وكأن حملا ثقيلا قد انزاح عن كتفيها ... نظرت إليه حائرة وهي تردد هامسة :- أنا أحبك ..
ابتسم ... وكانت تلك أجمل ابتسامة رأتها في حياتها .. بينما أطلت من عينيه تلك النظرة التي تقتلها بعاطفتها الجياشة .. سرعان ما تقلصت المسافة الفاصلة بينهما .. وارتفت يداه تحيطان بوجهها ... ترفعانه إليه كي يتمكن من تأمل حبها الذي نطق به كل جزء من ملامحها .. قالت بصوت مرتعش :- عندما رفضني أبي ... وقفت أمامه .. وأخبرته بأنني لا أحتاجه .. تخيل .. أخبرته بأنني أمتلك بالفعل كل ما أريده في الدنيا .. زوج يحبني ويهتم لأمري .. لم أدرك بأنني قد عنيت ما قلته حتى وجدت نفسي أمام باب الشقة .. لقد كنت بحاجة لأن أراك ... لمرة واحدة على الأقل .. لأن أرى الحب في عينيك مؤكدة لنفسي حقيقة ما قلته حتى لو طردتني بعدها من بيتك إلى الأبد
هز رأسه وهو يلتصق بها فأحست بجسدها يصحو من سباته فجأة مذكرا إياها بمعنى أن يلمسها هذا الرجل :- الرجل الأحمق فقط من يطرد المرأة التي يحبها بعد مجيئها إليه بقدميها ..
تمتمت متلاحقة الأنفاس ... صدرها الملتصق به يعلو ويهبط في توقع وقلق :- لقد كنت فظة ذلك اليوم في المستشفى
:- لقد كنت تحت تأثير الصدمة ..
:- لقد كنت خائفة من فقدانك .. فكرت فجأة بأن هذا الطفل الذي أوشكت على فقدانه ... كان سبب زواجنا .. ماذا لواختفى السبب .. ماذا لو انتفت حاجتك إلي .. ماذا لورحلت عني وتركتني ؟
كما فعل الكثيرون ... قال بحنان :- الطفل ليس سبب زواجي منك يا هديل ... الطفل كان وسيلتي في الوصول إليك .. أتراك صدقت بأنني سامح لك بالرحيل بعد إنجابك الطفل ؟؟؟ أنا راهنت منذ زواجنا على عجزك الأكيد عن ترك طفل أحببته وأردته مثلي تماما .. لم أتخيل قط ..
ظهر الألم جليا في ملامحه الوسيمة وهو يقول :- لم أتخيل فط أنني قد أحصل في يوم ما على حبك .. أنا رجل سيء في معظم الأحيان ... أنا غليظ .. قاسي .. ولا أفكر أبدا قبل أن أتصرف .. أنا ارتكبت خلال حياتي الكثير من المعاصي .. وفعلت أشياء ...
هز رأسه وكأن الأشياء التي فعلها أبشع بكثير من أن توصف ... ثم تابع :- انا لا أستحق حبك ... إلا أنني كنت لأرضى بأي فتات تقدمينه لي .. وكنت لأقدم حياتي كلها لك في المقابل ..
همست :- لماذا ؟؟ لماذا تحبني ؟؟
مال نحوها ... حتى كادت شفتاه تلامسان شفتيها ... قال بصوت أجش :- لن يكون حبا إن امتلكت أسبابا يا هديل ... أنا أحبك وكفى .. في المقابل أنا أخشى أن أسألك عن سبب حبك أنت لي .. لأنني أعرف بأن ما فعلته بك خلال ...
لم يتمكن من إنهاء عبارته ... إذ أسكتته بشفتيها وكأنها ما عادت تحتمل ألم الشوق والبعاد .. وكأنها تخبره بدون كلمات عن سبب حبها له ... وعندما أحاط جسدها بذراعيه مقبلا إياها بدوره وكأن حياته كلها تتوقف على وجودها إلى جانبه .. أحست هديل ولأول مرة في حياتها بأنها قد عادت أخيرا إلى منزلها ..

تبكيك اوراق الخريف الجزء الرابع من سلسلة للعشق فصول للكاتبة بلومىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن