قراءة الفنجان

1.7K 33 17
                                    

تمر الأيام بسرعه .. جهاد كان في حيره من أمره .. بين حب مروان البرئ الصادق .. وبين إعجابه بسالي وبإهتمامها الزائد به شخصياً .. الفرق بينها وبين مروان كبير فهي أنثي كاملة النضوج تسحر بجمالها وجرائتها وشقاوتها وأسلوبها الراقي في التحدث والمعاملة .. أما مروان فهو شاب صغير في السن وبرئ وبسيط وخجول وطيب القلب وليس لديه أي خبره في أي شيء ولكنه يحبه بصدق

أصبح جهاد يسرح كثيراً وكأنه في عالم بعيد عن ما هو حوله .. مروان كان يلاحظ سرحان جهاد في أغلب الأحيان وإنشغال فكره ودخوله لغرفته والجلوس بها بمفرده كثيراً .. حاول مروان التحدث مع جهاد ومعرفة إن كان يواجه بعض المشاكل أو به شيء .. ولكن كان جهاد يبتسم ويطبطب على كتف مروان أو يقبل رأسه ويخبره بأن كل شيء على ما يرام وأنه يحبه ولا يريده أن يشغل فكره بشيء سوى الدراسة حالياً

أما سالي فكانت بارعة جداً في نصب شباكها لمحاصرة وإصطياد جهاد ولم تدع له أي فرصه لكي لا يفكر بها سواء كان في المكتب أو خارجه .. كانت تلاحقه بالإتصالات والرسائل بتلك الكلمات الرقيقة الناعمة التي تأسر القلب

الكل كان يلاحظ التغير على جهاد سواء في الكلام أو في التصرفات .. بالأخص مهند الذي كان حزين على طريقة إهماله لمروان .. يقرر مهند معرفة السر وراء تغير جهاد الغريب

مهند يدخل على مروان الغرفة بإنفعال: إنت .. هي .. يا ولد .. إيش في .. ليش مزعل جهاد منك .. إنت سويت له حاجه

مروان ينظر لمهند ببراءة وإرتباك: أأأأنا .. صدقني ما سويت له حاجه

مهند يضع يديه على خصره وبإنفعال: هااا .. ليش جهاد كدا بتعامل معاك .. ومتغير على الكل

مروان بحزن: ما أدري .. حتي أنا كم مره سألته يقول لي ما في حاجه .. ما تشغل بالك

مهند بإستهزاء في كلام مروان: وإنت على طول صدقته .. يا أهبل .. أكيد في شيء شاغل باله

مروان بإستغراب: زي إيش .. طيب ما هو مو راضي يقول

مهند يرفع حاجبه بخبث: أنا حاسس أنه مو مشكله في الشغل .. أكيد في شيء ثاني .. بس إيش هو .. لازم أعرف

في المصنع .. بعد أسبوعين يدخل جهاد المكتب ولا يجد سالي .. يستغرب من تأخرها وينتظر قدومها .. ينظر جهاد لمكتبه الغير مرتب وبدون تلك الأزهار الناعمة التي تعود على رؤيتها كل يوم ويفتقدها الأن .. بعد تقريبا نصف ساعة يشعر جهاد بالقلق لتأخرها .. يمسك جهاد بجواله ليتصل بها

قبل ما يتم الإتصال يتوقف ثم يلقي جهاد بجواله على المكتب ويغمض عينه من العصبية بشده ويشد على أسنانه بغضب .. يضرب بقبضته على المكتب عدة ضربات .. أدرك جهاد حينها تعلقه بسالي وضعفه لمجرد فقدانها

أنا .. وأخوتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن