.....

8 5 0
                                    

استشاطتْ " ليلَى "غضبًا حينما رأَت دجاجَ جارتِها  "إحسان" يُزاحِمُ دجاجَها في مأكلِهِ ومشربِه، وفي عقرِ دارِها، فسارعت إلى طردِ الدجاجِ المُتَطفِّل وهي

تقولُ في نفسِها :
يا لهؤلاء الناس الذين يستحلون الحرام !
أتريد إحسانُ وزوجها أن يأكلا بيضًا على حسابي؟!
ألم يعد في قلوبِ الناسِ شفقةٌ ولا رحمة؟!

أهذا أمرٌ معقول؟!
لا والله ما هذا بمعقولٍ أبدًا؛

فهيَ تسكنُ  " بيتا جميلاً "  ، وأنا أسكنُ بيتًا غيرَ مسقوفٍ من الطوبِ الَّلبِن.. هيَ شابَّةٌ نحيفَةٌ ذاتُ حُسنٍ وجمال، وأنا عجوزٌ بدينة.

هي لها وظيفة وأنا لا وظيفةَ لديَّ غير تربية
هذه الدجاجات.

زوجها "محامي "  وأنا أرملةٌ لرجل فقير .

كانتْ وقتها ( ليلى ) تجلسُ القرفصاء، وتضربُ
كفيهًا مَعًا ، وتميل بظهرها للأمام والوراء عقبَ
كلِّ جملةٍ تقولُهَا من شدةِ سُخطِها وغضبِها الشديد ؛
وكأنها تندب  حظها.

تنفست الصعداء في نهاية الأمر ؛ إذ اقتادها
تفكيرُها إلى حيلةٍ ماكرةٍ، فقالت :
غدًا يا إحسان ألقنكِ درسًا لن يُمكِنَك نسيانه.

مع صباح اليوم التالي :
رفضت ليلى إخراج دجاجها من الحظيرة، وجلست في صحنِ بيتها مستعدةً لتنفيذ خطتها ؛

بدأ الدَّجاجُ المتطفلُ في القفزِ من أعلى سورِ فيلا المحامي إلى بيت ليلى غير المسقوف، وهنا تبسَّمت ليلى وقامت في الحال بنثرِ سُمِّ الفئران على الأرض.

التَهَمَ الدجاجُ المسكينُ وجبةَ السُّم القاتلةَ دون أن يدري بأنَّ هذه الوجبَةَ الشهيَّةَ هي آخرُ زادِهِ بالدنيا،
وهنا قامت ليلى بطردِ الدجاجِ المتطفِّل ِ،
كي لا تَلصَقَ بها تهمةُ تسميمِه !!

عادت " إحسان  " وزوجُهاُ  من. عملها، ففوجِئا باستلقاءِ كلِّ الدجاجِ نافقًا في فناءِ المنزل.

حزنت إحسان حزنًا شديدًا، وحينما حاول زوجُها مواساتَها قائلًا:
وما استفادتُنا من دجاجٍ لم نذقْ طعمَ بيضِهِ
على الإطلاق؟

فقالت إحسان : لقد كنا نستفيد منه أكبرَ استفادةٍ   فقد كان هذا الدجاجُ يبيضُ في منزلِ جارتِنا المسكينةِ " ليلى " التي تعولُ نفسَها من بيع البيضِ لأهلِ القرية، وقد كنتُ أرى في تربيتِنا لهذا الدجاجِ صدقةً مخفيةً لا تؤذي مشاعرَها !
 

# منقول

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 15, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصص وعبر ✨🕊️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن