حكايه ابكت قلبي... 🥺 1

18 6 0
                                    

_لو سمحت هو الكتاب ده بكام
_50 جنيه
_طب وده؟
_ب 70 جنيه
_والكتابين دول؟
_حضرتك عاوزة ايه؟
_مفيش يا عمو بسأل عن سعرهم
_ايوة يعني انتى هتشتريهم في الآخر؟!!
_ايوة أومال بسأل عن تمنهم ليه!
_طيب اما نشوف
_هو حضرتك بتكلمني كدة ليه!!  حضرتك بِـتبيع وأنا هشتري  فَـطبيعي اسألك عن تمنهم.. مهو اكيد يا عمو مش هشتريهم منغير ما اعرف تمنهم!
_انا شوفت زباين كتير بتيجي تشتري كتب بكميات كبيرة.. بيختاروا الكتب اللي هما عاوزينها ويجوا وانا بحسبلهم الحسبة ويمشوا.. انما اول مرة اشوف كدة بصراحة..  احنا مش في سوق خضار

_حضرتك قد ابويا وانا هحترمك ومش هرد.. عن اذنك

مشيت والدم بيغلي في عروقي، حسيت بِـبكاء مكتوم بداخل قلبي وقاومت الدمعة اللي عاوزة تنزل من عيوني،ليه الإنسان يكون في حاله وفجاة يلاقي العنجهية دي والمعاملة الوحشة من الناس  بالرغم من أنه إنسان مُسالم مع الجميع ولا يقدر أن يؤذي أحد!
ولوهلة وأنا بفكر وقلبي وعقلي غير مستوعبين الموقف اللي حصل من ثواني  سمعت صوت حد ورايا بينادي
_يا آنسه... يا آنسه لو سمحتي أستني

بصيت ورايا فوجدته شاب جاي ناحيتي وكان خارج من المكتبة، اقترب وعلى وجه لمحت إبتسامة مرتابة وممزوجة بِـخجل
_انا آسف نيابةً عن والدي، بجد آسف وأتمنى تقبلي إعتذاري

كان طويل القامة، عريض المنكبين، يحمل وجه بشوش وبريء وكذلك طفولي بعض الشيء، بشرته مائلة للسمرة، بدت لي علامات الطيبة على وجهه لدرجة إني حسيت بإختلاف كبير بينه وبين الراجل اللي كان بيعاملني بكل جفاء وغِلظة، أبتسمت رغم حزني و أردفت:

_حصل خير
_انا بجد آسف،  أنا  كنت جوه في المخزن وسمعت كلامكم  هو بابا عصبي شوية الفترة دي.. ف اتمنى تسامحيه
_حصل خير.. بس انا كنت بسأل عن تمن الكتب كل واحد لوحده عشان الكتب مش بتاعتي كلها، انا هشتري ليا ولصحابي ف عاوزة اعرف تمن كل واحد فيهم عشان احاسبهم

_حضرتك مش غلطانه في حاجة وبراحتك تسألي عن اللي انتِ عاوزاه

_شكراً  لذوق حضرتك، عن اذنك

_لأ  ثواني.. انا مش هسيبك غير لما تاخدي الكتب، انا كدة هتأكد إنك  قبلتي إعتذاري
_انا قبلت إعتذارك بس آسفه مش هينفع أشتريهم
_علفكرة مش هتلاقيهم في اي مكتبه تانيه،لأن المكتبة دي هي المكتبة الرئيسية وبنوزع لكل المكتبات منها ف مش هتلاقيهم غير هنا

كان معاه حق لأن الكتب اللي انا عاوزاها كلها جديدة ويدوب نزلت في المكتبات،ده غير انهم بيبيعوا بسعر الجملة  ولكن كرامتي كانت وجعاني فَـرديت بعدم موافقتي وقبل ما يرد عليا  أذن العشاء

_اهو العشاء أذن وبابا هيروح يصلي..ومش هيكون موجود في المكتبة...تعالي هبيعهوملك بسرعة وألحق الصلاة

ومشي قدامي ولم يترك لي فرصة للرفض وقبل ان اوصل للمكتبة لمحت أبوه خرج من المكتبة  وتوجه إلى المسجد اللي كنت شايفه  اطلاله من بعيد

قصص وعبر ✨🕊️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن