الفصل العاشر

850 39 0
                                    

اروقة الخوف

الفصل العاشر....

(لست بحاجتك)

كل الذي تريده من الدنيا الاطمئنان على طفلها وتفاقمت مخاوفها عندما تذكرت حوض السباحة العملاق في الحديقة ربما الطفل سقط او أحدهم زجه لم تعد تأمن حياته بعد الذي سمعته من مكيدة
اخترقت الجموع راكضة وهتفت عند حوض السباحة وبرعب: "طارق .... طارق .... طارق"
جثت على ركبتيها قرب حافة الحوض وانهارت بالبكاء وكان الوقت غروب والعتمة خيمت على الحوض مع ظلال الأشجار وقلبها يعلمها ان طارق اختفى ربما الى الابد واستبد بها اليأس
لم تمض الا دقائق حتى سلطت المصابيح والكشافات على الحوض ولم تعد تشعر بكل من حولها فقد اتخذت زاوية من الحديقة وانخرطت بالبكاء بعد ان اتضح للجميع ان طارق غير موجود بكل انحاء الفيلا وانطلقت سيارات البحث تمشط المنطقة والاحياء القريبة.

.................................................. ......................

عندما مثلت امام بركات كانت عينيها حمراوين ومتورمتين الاجفان ووجهها شاحب جدا ويديها ترتجفان وكان وجودها بمثابة ضربة قاصمة وصدمة لقلب بركات الذي ضغط بقبضته على ذراع الكرسي المتحرك وضاقت عينيه هامسا بصدمة وذهول: "انت!"
تطلعت مريم به وبها وهتفت بحرقة واضحة: "نعم هي .... هي السبب بضياع ابني .... قبلتها في بيتي لأنك انت من قررت ذلك واخترت يا بركات .... امتثالا لرغبتك قبلتها ووثقت بها"
اسدلت سارة اهدابها وبدت كالمتهم الماثل امام وجه العدالة منتظر اصدار الحكم عليه ولا تظن ان أي كلام سيشفع لها امامه
فتح فمه ليقول شيئا لكنه توقف وزمم شفتيه ورفعت اهدابها ببطء والتقت نظراتهما مع صمت مريب
لماذا لا يتكلم؟ لماذا سكت؟ ما معنى تجهمه وصمته؟
ابتلعت ريقها وشبكت يديها عندما قال أخيرا بنبرة محبطة: "ارجوكم اريد ان أبقى وحدي .... انا متعب"

شعرت سارة بضعفه وخيبته بهذه اللحظات وأول خيبة امل مصدرها عجزه وعدم قدرته على فش غله والتنفيس عن غضبه كالسابق لان وضعه اليوم لم يتيح له التصرف بجبروته السابق

تطلع بوالدته التي كانت تنظر اليه بشفقة وأشار لها لتأخذه من كل هذه الفوضى والضجيج وكل تلك الوجوه المحيطة به

دفعت كرسيه ببطء وادخلته الى غرفة مكتبه الكبيرة المعتمة ولما ارادت اشعال المصابيح منعها وطلب منها ان تغلق الباب خلفه!

كل شيء تغير بالنسبة له حتى مكتبه كل الأثاث تغير كل ماكان يحبه لم يجده!
صدمات متتالية أولها ضياع طارق ثم وجود والدة مريم امام عينيه وكأنها سيدة المنزل!
وجود سارة التي سبق وان ابعدها وحذرها من الاقتراب والمتهمة الوحيدة بسرقة الطفل .... نعم انه يظن ذلك يظنها استغلت غيابه واقتحمت بيته بحيلة انتحال شخصية مربية من ثم سرقة الولد
التغيير الشامل في بيته واختلاف الأشياء حوله كل ذلك جعله يشعر بالغربة والقهر الداخلي والعجز الحقيقي.
.................................................. ...................

أروقة الخوف(مكتملة)Where stories live. Discover now