الفصل الثاني

1.6K 57 1
                                    

أروقة الخوف

الفصل الثاني ....

(تكهنات عرافة)

صوته الرخيم جعلها تفتح عينيها بسرعة وقد انتشلها من قاع الماضي واجفلها وهو يستدير: "من انت؟ ولما كل هذه الضجة؟"

وحالما التقت عينيهما سادت لحظة فراغ مجهولة التعابير مع احساس ايجابي اعتراها لعله الان تذكرها

لكن اعقبت تلك اللحظة المجردة نبرة صوته التي جعلت عينيها تتسعان بالتدريج وكأنه رمى بها من اعلى البناية: "من سارة بشير؟"

نظرتها الصقرية اخترقت عينيه كالسهام ولم تفهم ما السر وراء تلك النظرة الجامدة التي غزت عينيه؟

شعرت لوهلة ان جبل الآمال التي راكمتها منذ عرفت عنوانه حتى لحظة دخولها باب مكتبه اهتز وتزعزع من مكانه وهز معه ثقتها وصمودها وكمية رجائها بحفاوة اللقاء والاهتمام اضمحلت
الا انها ابت ان تصدق زعمه بعدم معرفتها وتجاهلت نظرته الجادة الفوقية ونبرته الواثقة ووضعت يديها على صدرها قائلة كمن يتشبث بقشة: " لا ارجوك .... انظر بعيني ركز بملامحي لا يجدر بك ان تنسى سارة بشير"

تطلع بها بشيء من الاستغراب عقبه بنظرة اتهام وغطرسة قائلا بضجر وبنبرة تنطوي على تهديد: "قلت لا اعرف ذلك الاسم ولا اعرفك أساسا .... ارجوك تفضلي قبل ان اصرفك بطريقتنا هنا"

شعرت انه يعاملها كمتسولة واقتربت قائلة بإلحاح متغاضية عن غطرسته محاولة ان تنعش ذاكرته: "انصرف! مستحيل ان الذي لي عندك ...."

وبسرعة انزلت بصرها الى يده التي وضعها على سماعة الهاتف الأرضي وملامحه وتعابيره اوحت لها انه سيقدم على امر ما وانه غير مستعد لسماعها
وقبل ان تواصل كلامها صدمها بنبرته الخشنة: "فهمت الان .... حسنا انا اعرف من انت وامثالك لكن الذي استغربه كيف بلغت بك الجرأة للوصول الى هذا المكان والاحتكاك بي شخصيا لابتزازي .... لذا سأطلب الامن او ........ ان تخرجي من هنا بهدوء تحاشيا لحرجك؟"

تراجعت خطوة الى الوراء وقالت بتعجب وصدمة: "تعرفني وتطلب لي الامن! انا التي استغرب كيف بلغت بك الجرأة على مقابلتي هكذا!"

اجفلت عندما هتف بغضب: "اعرف من بعثك .... قصص الابتزاز الوهمية كثرت في الآونة الأخيرة ويبدو ان الشخصيات الهامة مستهدفة بدافع الحقد والضغائن لتلويث سمعة شخصيات معروفة واستحصال الأموال من وراء افتعال الازمات واثارة البلبلة"

ثم ضرب بثورة وهياج على زر بقربه حتى دخلوا رجاله وحاولوا اجبارها على الخروج من غرفة المكتب تحت تأثير كلامه: "اخرجوا هذه الفتاة انها تتفوه بكلام غير مفهوم وغريب .... اخرجوها بسرعة انها مدسوسة حتما"

ولم يعطها أي فرصة للكلام متجاهلا إصرارها وكأنه يشوش على ما تريد ان تعلنه وبحكم مركزه ونفوذه اجبروها على مغادرة البناية واضطرت ان تبتعد خشية على بعثرة كرامتها أكثر من ذلك.

أروقة الخوف(مكتملة)Kde žijí příběhy. Začni objevovat