البارت التاسع عشر

2.4K 78 48
                                    

لمياء
وصلوا رشاش وقحص ومصلح ، سلمت عليهم و قالنا رشاش لو ندخل داخل البر اكثر بيكون افضل لكن سلطان قام وناظرني وناظر رشاش.
"رشاش ابيك بس بكلمه دقيقه"
راحوا بعيد عننا وشفتهم يتكلمون ورشاش ابتسم و حضن سلطان ثم هز راسه وكأنه يقول "ايه".
رجع سلطان و ناداني.
"هلا ، صاير شيء؟"
"لا لا تخافين بس ، انا ودي انك تصيرين لي على سنه الله و رسوله ، لكن محد راح يزوجنا وزوجك توه متوفي"
"اي زوجي يابن الحلال ، انت تدري ان هذاك العقد كان مزور و المملك واحد من اصحابه حتى مو مشرع له انه يزوج احد ، انا كأني كنت خدامه عنده اصلاً"
سكت وهو يناظرني ثم ابتسم.
"كأنك قاعده تقولين لي انك موافقه"
"اذا ما وافقت فأنا اغبى وحده بهالدنيا"
ابتسم هو وكان بيحضني بس تذكر ان الكل قاعد يناظرنا.
"اجل ارتاحي اللحين و بكرا الصبح ان شاء الله بنطلع ، رشاش مضبط لنا مكان على كيفك يمدينا نسكن فيه"
"تمام"
ابتسمت ثم تذكرت شيء ومسكت يده.
"اصبر سلطان"
لف علي وناظرني بتساؤل.
"طيب و نوره؟"
اشرت على الجهة وراي.
"ما راح ترجعونها لأهلها؟"
"مدري عن رشاش"
"اسأله بالله ، لان لو سوينا زواج وحفله ابي اهلها يحضرون تكفى"
"ابشري ياعيني انتي بس امري"
"اقول اسكت لا تمدح كثير"
ضحك احلى ضحكه سمعتها بحياتي ، مو مصدقه اخيراً ببقى انا وسلطان مع بعض طول العمر.
رجعت عند نوره و جلست عندها.
"نوره بسألك"
"اسألي يا عيني انتي"
قالت وهي تقلد سلطان ، ناظرتها بصدمه.
"يالكلبه سمعتيه!"
ضحكت على تقليدها اللي شوي يشبهه.
"تستهبلين ، لو فيه قريه جنبنا سمعوه بعد"
"يليل اللحين بيمسكها طقطقه مهل"
"الا صدق وش تبين تسألين؟"
"ايه صح ، انتي تبين ترجعين لأهلك صح؟"
"ايه والله ودي بس ما ودي افارقكم ليه ما ترجعون تسكنون عندنا زي اول"
"يقول رشاش اصحاب عمك لو دروا انه مات بيدورون على اللي قتله بأي طريقه ويلقونه و يقتلونه"
تغيرت ملامحها لخوف.
"لا تخافين ما راح يلقونا هنا"
"طيب واهلي وش بيصير فيهم؟"
"انا اقترح شرايك ناخذكم معنا و تسكنون عندي في البيت والله بتونس"
"لا فشيله شدعوه"
"اقول انطمي بس شكلك ما تدرين ان مهل بيسكن معانا"
ناظرتني بصدمه وتضحك.
"هذا زين اذا ما خذا غرفتي بعد"
قعدنا نسولف الين ما شفت العيال نصبوا الخيام ، رحت انا و نوره و جلسنا في خيمه والحمدالله هالمره فيها دفايه و كبيره و واسعه ، قعدنا فيها الين جانا النوم ونمنا.
صحيت اليوم الثاني قبل تطلع الشمس من الحماس ، رحت مع سلطان و عمر ورشاش للمكان اللي يقصده سلطان امس ، كان بعيد والله عن مكاننا الحالي ، بس يوم وصلنا صراحه يستاهل اننا نتعنى له.
مسكت يد سلطان وانا اناظر البيت ، مستحيل هذا في قريه.
"سلطان تستهبل! هذا يمديكم كلكم تعيشون فيه مره يجنن"
ناظرت فيه ولقيته مبتسم.
"الحمدالله انه اعجبك"
دخلنا داخل وكان من جد نفس اللي برا واسع و شرح.
"حتى يمدي يجيب غنمه هنا"
قلت سلطان وضحك.
"لا تجيبين طاري الغنم يزعل ترا"
"هاه عجبكم يا معاريس؟"
"تونا باقي عزابيه بس يله بمشيها لك"
قلت لرشاش وابتسم ثم حط يده على راسي.
"تستاهلين الطيب يا لمياء ، تعبناك معنا و نكدنا ابو عيشتك"
"طيب لا تحط يدك على راسي عرفنا انك اطول مني خلاص"
"ابشري خلاص بشيلها"
شالها ثم قالنا انه بيقعد في السياره هو وعمر.
لفيت على سلطان و كان واضح عليه انه مره مبسوط ، استانست بس من شوفته على هالحال.
"سلطان"
لف علي وابتسامته شاقه وجهه.
"ما اصدق اخيراً بعيش معاك العيشه اللي ابيها"
"اجل وش تقولين عني"
قالها ثم مسك يديني وقربني له.
"والله يا بنشب لك نشبه ، بتكرهين عيشتك معاي"
"اقدر اقول ان طول عمري فيه نشبات كثيرين بحياتي لكن انت افضلهم لا تخاف"
ابتسم ثم قرب وباسني على خدي ، انصدمت منه و ضربته على كتفه وانا اضحك بصدمه.
"ياحمار لو شافنا عمر ولا رشاش غبي انت باقي ما تزوجنا"
"رشاش راح يجيب المأذون اللحين تدرين ولا ما تدرين"
"من جدك! اللحين! ينفع اللحين؟"
"ايه عادي ، نخلص من اللحين"
فجاءه طلع من جيبه علبتين عطاني وحده منهم.
"الا يا دخلتي علي جيبي هذا معك ، وترا الباقين بيجون ان شاء الله ان شاء الله على الليل كذا ف لا تشيلين هم"
ابتسمت وحضنته بأقوى ما عندي.
"بتذبحيني من اللحين!"
"اذبحك بحبي شرايك بس"
"الله يعيننا ان شاء الله السخافات هذي تختفي مع الزواج"
ابتسمت وانا من جد مو قادره اوقف ابتسامتي ، فرحتي ما يسواها شيء في هالدنيا.
قعدنا انا وسلطان في الصاله ونسولف ، سكتنا شوي ثم ناظرته.
"سلطان ، تتوقع اهلي بيوصلهم خبر زواجنا؟"
"والله ما ادري بس بتكون صدمه لهم وصلهم انك ميته خلاص وبعدها فجاءه يسمعون انك متزوجه"
سكتت يوم تذكرت الصوره اللي ارسلها رشاش لهم ، ما ادري كيف بتكون حياتي مع سلطان و كنت موكلتها على رب العالمين و كل اللي علي الدعاء بس ، لكن تخيلت لو امي و وابوي حضروا و فرحوا فيني ، ما استوعبت الا سمعت اصوات داخله للبيت قمت من الخوف وشفت انه كانوا نوره و اهلها داخلين ابتسمت و رحت ضميتها.
"حياكم الله"
"الله يحييك يا بنيتي ، ماشاء الله منزل مبارك"
"منزلي منزلك يا خاله حياك الله"
دخلوا ثم جلستهم في مجلس الحريم و جيت عند سلطان بكلمه لقيت مهل و مصلح و قحص يباركون له و مبسوطين فيه ، ابتسمت يوم شفت منظره و هو يضحك و مبسوط معاهم.
جتني نوره من ورا و نغزتني ، خفت و لفيت.
"بسم الله خوفتيني يا حماره"
"ذكريني ما عاد اخوفك مره ثانيه ، اول مره اسمعك تسبيني بسم الله عليك"
ضحكت على اسلوبها.
"ها بشرّي جا المأذون؟"
سألتني وهي متحمسه
"لا باقي"
"زيينن اجل تعالي امي عندها لك هديه"
"ماله لزوم ليه تكلفتوا"
"اقول انطمي وتعالي"
دخلت المجلس ولقيت امها واقف معها فستان وردي فخم مره ولقيتها جايبه ملابس لها ولخالتهم والبنات ، ابتسمت يوم شفتهم متحمسين معاي و فازين لي ، عوضوني عن اهلي كلهم.
"الله يسعدك يا خاله"
حضنتها وانا شوي وابكي.
"والله عدكم اهلي"
طق الباب ورحت اشوف وطلع عمر يقولي ان المأذون قرب يجي.
"تجهزوا يله"
"تمام مشكور"
تجهزنا كلنا وكانت ام نوره ومنار تساعدني في كل خطوه ، شفتهم جايبين معاهم طيران (طبول) وابتسمت.
"بتصير دعثه اليوم"
ضحكت منار.
"اكيد اليوم يومك يا عروسه"
طق الباب وانا لا زلت اعدل شعري.
"نوره حبيبتي تكفين شوفي مين على الباب"
"ابشري"
-
نوره
رحت فتحت الباب وما كان فيه احد طلعت لفيت وكان مصلح كاشخ و متأنق بالثوب ، قبل اقدر ادخل ناظرني ثم عدل نفسه.
"نـ...نو..ره؟"
"ايه نوره شفيك"
"لا بس حلو شكلك"
استحيت من كلامه وابتسمت.
"انت بعد شكلك موب شين"
"طيب قولي حلو"
"خلاص ولا تزعل شكلك حلو"
شفت قحص من وراه جاي.
"ها خلصت؟"
شاف مصلح مخبتص وضحك.
"والله انتوا مشكله ما كأنكم شايفين بنات قبل اذلف اذلف انا بضبط كل شيء"
ضحكت على مصلح اللي اعطاني نظره اخيره قبل يروح ، جاء عندي قحص وكان منزل راسه وهو يتكلم.
"ها لمياء جهزت؟"
"دقيقه بس اتاكد"
دخلت المجلس وسألتهم قالوا ثواني وتجهز ، رجعت لقحص و قلت له.
"يله بسرعه وقولي لها لا تنسى الخاتم"
"زين"
رجعت دخلت وقعدت اساعد باللي اقدر عليه وكل شوي اتذكر مصلح واضحك.
"وش يضحكك انتي؟"
سألتني امي فجاءه وتوترت.
"لا بس مستانسه لحبيبتي لمياء"
"طيب استانسي وساعدينا بعد ما يضر"
"ابشري يمه هذاني اساعد شفيك"
جهزت لمياء و طقينا باب الصاله و سمعنا "تفضل" من ورا الباب ، ودعنا لمياء و سلمنا عليها ودخلت.
-
سلطان
دخلت لمياء وكانت اجمل ما شافته عيني ، توترت مدري اناظر لها ولا اناظر تحت ولا اناظر قدام ، سمعت المأذون يسألها عن الخاتم ، اخذه منها و حطاه قدامه ، قام يقرا علينا المكتوب و يسأل لمياء عن شروطها و من هالكلام ، ثم قالنا انه بيروح ويخلينا نقعد نتعرف على بعض.
ضحكت يوم طلع.
"شكله ما يدري ان اخر ٣ شهور كانت كلها معك"
"اسكت لا يسمع ياغبي"
"اصير غبي عشانك ياشيخه"
رفعت راسها وكان واضح عليها متوتره.
"يضحك مره جمعنا الخطبه و ملكه و زواج"
"قل تكاليف معليك"
رجع المأذون قبل امدحها و سكتت ونزلت راسي.
طلب من لمياء تبصّم و برضو طلبني انا ابصّم و لقّننا الكلام المفروض نقوله.
كنت بموت من التوتر ما ادري ليش ، ما توقعت يوم الزواج اكون متوتر كذا.
خلصنا كل شيء ولبسنا الخواتم و ودعنا المأذون ، وقامت لمياء بتروح لكن مسكتها مع يدها وسحبتها لمي وحضنتها.
"اللحين اقدر ابوسك عادي؟"
"لا مو عادي اثقل ياخي"
سمعتها تضحك و صرت خفيف اكثر.
"تضحكين زي كذا و تبيني اصير ثقيل طز في الثقل كل ابوه"
ضحكت مره ثانيه واحس قلبي قام يرقص.
سمعت الخالة من ورا الباب تزغرت وضحكت.
"بالمبارك يا وليدي الله يجمع بينكم في خير يارب"
"امين يا خاله مشكوره ما قصرتي معروفك ما ينسي ابد"
ناظرت في لمياء وقلت لها تروح تريّح شوي ، دخلوا العيال وباركوا لي كلهم ، شفت مهل وتذكرت ابوي و دكتني العبره.
"لا تبكي يويلك"
حضنني مهل.
"على البركه يا اخوي تستاهلها وهي تستاهلك الله يجمع بينكم في خير"
ما قدرت امسك نفسي ودمعت ، مسكني مهل مع كتوفي.
"ولد والله لو تبكي بصطرك كف"
"يابن الحلال خله شفيك عليه"
سمعت عمر يقول لمهل.
"ليه تبكي؟ حرمتك ماشاء الله ماعليها خلاف و بصحه وعافيه ، تباني ادخلها عليك وتشوفك وانت تبكي"
"ياخوي...تذكرت الوالد...الله...يرحمه"
قلت وانا اشاهق كني بزر الله يفشلني بس.
"الله يرحمه ويغفر له ، انا موجود يا سلطان و انت تدري انك اغلى عندي من اي شيء في هالدنيا"
ما قدرت اقول شيء وحضنته.
بعد ما هديت و كل شيء صار تمام ، قالي قحص انه جاء الوقت.
تهندمت و تضبطت و انتظرت شوي ثم دخلت على لمياء ، دخلت و كان في الغرفة ام نوره ومنار و خالتهم و شويه حريم زياده معاهم الطبول ، ابتسمت يوم شفتها مره ثانيه.
خلصوا اغانيهم و سلموا على لمياء ثم طلعوا ، قعدت جنبها على السرير.
"هلا بزوجتي"
رفعت راسها وابتسمت ثم فتحت الغطاء و فتحت درج صغير جنب السرير وكان فيه بسكوت ، خذت لها وحده وكلتها.
"ياعمري انتي جوعانه؟"
قلت لها وانا اضحك.
"وش اسوي يخوي مت من الجوع يقولون لي لا تاكلين شيء ما توصخين ثوبك كني بزر"
"قاعده تاكلين بسكوت بالفراوله وتبينهم يعاملونك بجدية"
"غيران شكلك تبي منه"
"اي والله عطيني وبروح اقول للشباب يجيبون لنا شيء ناكله"
شفتها ابتسمت و ابتسمت لها.
"الله يسعدك"
-
نوره—
طلعنا من عند لمياء و رحت الحمام اعدل شكلي و ارفع شعري احتريت ، كانت الغرفة شوي صغيره بالنسبه لنا كلنا ، عدلت شعري و خلصت وطلعت كنت رايحه للمجلس الا يسحبني احد فجاءه وكانت الدنيا ظلمه ، لا اراديا علطول قلت.
"مصلح؟"
"كفو هالمره مو لازم اقول"
وشغل اللمبه وشفته فصخ شماغه و عقاله وكان شعره شوي محيوس ، كان شكله لطيف ، ضحكت على شكله واستوعبت ان طرحتي مو معاي و سكتت.
"شفيك؟"
"شعوري غريب وانا مو مغطيه شعري"
"اسف والله ، بس كنت ابي اتكلم معاك ، معليش اذا اوجعتك ذاك اليوم؟"
"متى؟"
قلت باستغراب.
"يوم ننفذ الخطة ، خوفتك و زود على كذا اوجعتك"
"شف اذا اوجعتني فانا ما اتذكر اساساً معليه عادي"
قمت فجاءه ضربته مع كتفه و تحرك شوي ثم ضحك.
"يعني تردينها كذا؟"
"ايه"
ضحكت و شفته يقرب من وجهي اكثر ، حطيت يدي على صدره ودفيته بشويش.
"انتي من جد ملاك"
"هاه؟"
"ما ادري ليش مو قادر اوقف افكر فيك"
كان كل شوي يقرب وانا ابعد على ورا والمكان كان ضيق اصلاً.
شفته وقف و قعد يمسح على شعري.
"تبين نتزوج؟"
ضحكت على كلامه وشفته انه جاد بالموضوع.
"شلون يعني غرت من سلطان ولا كيف؟"
"لا والله غرت من اللي يشوفك على راحته كل يوم وما يضطر يتعنى عشان بس يشوف هالحسن"
ضحكت وشلت يده بيديني كلهم من كبرها و رجعتها مكانها.
"عاد اذا تبي تعال واخطبني من امي ترا ما تقول لا"
"لو تبين القمر اطلع واجيبه لك"
"بسم الله شكلك ملبوس وش هالغزل والحركات"
"خلاص اسف من اليوم ورايح بصير اسبك"
"ايه هذا مصلح اللي اعرفه"
ضحكت وجيت بطلع لكن مسك يدي.
"ترا صدق بجي اخطبك"
"انتظرك"
————————————————————

                            النهاية

                                                              
اهلاً ياحلوين كيف احوالكم وش اخباركم ، اتمنى انكم استمتعتوا بالرواية زي ما انا استمتعت بكتابتها وصدق مو قادره اودع الرواية ابداً 😭😭
اتمنى انها خلتكم سعيدين ولو بقدر بسيط ، وابشروا بالروايات الجاية الحلوه انتوا بس اطلبوا ولكم اللي يرضيكم ❤️❤️
احبكم كثييررر كثير اتمنى تكونون بخير دايماً واشوفكم في رواية صُدفة لا تنسونها ترا نزل البارت الاول الحقوا اقروه 😉

خطة "ب"Where stories live. Discover now