كهف جهنم (18)

120 21 10
                                    

ساروا  داخل الممر الذى لم يكن طويلا كما ظنوا وانتهى بسرعة بقاعة صخرية بدت كمعبد قديم بنقوش جدرانها الغائرة والنقوش البارزة على  سقفها وفى هدوء نظرت لهم العجوز قائلة:

-أهلا بكم فى القاعة المقدسة.. اهلا بكم فى قلب الكريستال..

زمجر الوحش بشدة فالتفتت له العجوز واشارت له بعصاها فاقترب منها وجلس تحت اقدامها كمن يقدم مراسم الولاء والطاعة فضربت كتفه بعصاها بقوة فاحدثت فيه جرحا قبل ان تمد حلقات عصاها الثلاثة الى الجرح وتهزها بقوة فاهتز جسد الوحش وتلوى فى شدة واطلق عدة صرخات شديدة من بين انيابه ووسط زهول الجميع خرج من جرح يده كتلة سوداء ضخمة كانت تتلوى كثعبان وهى تخرج بصعوبة من جرحه لضخامة حجمها فاقتربت العجوز ومدت يدها منتزعة تلك الكتلة السوداء بعصاها والقتها على منضدة صخرية وسط الغرفة وارتجف جسد هيثم الوحشى وسط صرخات العذاب التى اطلقها وحاول (أدهم) الاقتراب منه لكن العجوز ضربت الارص بعصاها وهزت حلقاتها فبدا وكأنها كونت حلقات من الضغط فى الهواء اطاحت بجسد (أدهم) والقته بعيدا.. 

فى حين اتسعت اعين زملائه وهم يشاهدون جسد الوحش الضخم يصغر وشعره الكثيف يسقط.. 

ومخالبه تختفى.. 

وانيابه تتراجع.. 

وملامحه الوحشية تختفى.. 

وتعود ملامح (هيثم) الى طبيعتها مرة اخرى.. 

فاسرع الجميع اليه.. 

بينما انقضت العجوز على ذلك الكائن الرخوى الضخم الذى حاول الهروب بحثا عن اى شق فى الجدار وغرست عصاها بداخله حتى همدت حركته نهائيا.. قائلة:

-حسنا لقد صار للكهف حارس آخر اليوم.. لم نعد فى حاجة لك بعد اليوم.. لقد انجزت مهمتك بنجاح.. 

وفى زهول اعاد (آدم) السؤال:
-من انتى؟؟!! وكيف تفعلين كل هذا؟؟ 

نظرت العجوز للجميع قائلة:
-يسمونى فى عالمنا (ومضة).. وانا من جئت بكم الى هنا.. 

ثم التفتت الى (سارة) قائلة:
-أنتى تحملين العلامة المقدسة التى حملها جدك.. ويجب ان تتبعينى والجميع.. 

قالت (سارة) فى قلق:
-اتبعك الى اين؟؟!! 

نظرت (ومضة) الى نفق جانبى قائلة:
-قلب الكريستال مكان مقدس وهو الطريق الى مملكة (تومانيا) التى ذكرها جدك فى مفكرته باسم المملكة المفقودة.. 

ثم تنهدت قائلة :
-لم يعد امامكم اختيار لقد انهار الكهف وليس امامكم سوى ان تتبعونى.. 

هتف (آدم) بحدة:
-كنا نظن قلب الكريستال مكانا ملىء بالكنوز.. فوجدناه قاعة صخرية ليس فيها شىء سوى ممر الى مكان مفقود.. اسمعينى جيدا ايتها العجوز لن نتبعكى الى اى مكان قبل ان نعرف السبب.. والا ارحلى وحدك وسنجد نحن طريق الخروج.. 

كهف جهنم (أ. حسام أبوحطب) Where stories live. Discover now