كهف جهنم (5)

204 32 2
                                    

التف الهجانه بزعامة(فزاع) حول الجبل فى دقائق معدودة والذى امرهم بالهجوم على الصخرة التى صدر من عندها صوت صرخة (تميم)..
وبالفعل هجم رجاله على المكان فى ثوانٍ معدودة و..

ولم يجدوا احد..
نعم.. لم يجدوا احد نهائيا..

وبمجرد وصول (فزاع) وقف الرجال فى حيرة من أمرهم فصرخ فيهم (فزاع):
-أين هو.. أين؟؟!!

دب الرعب فى قلوب الرجال وساد الصمت لحظة قبل ان يقول احدهم:
-لنقتفى اثره.. لدينا خبير باثار الاقدام.. اين هو؟؟!!

صرخ (فزاع) فيهم:
-أريده أمامى.. الآن..

تقدم من وسط الرجال شاب ملثم ضئيل الحجم وأخذ يدقق النظر فى اثار الاقدام خلف الصخرة لثوانى قبل ان يقول:
-هذه ليست أثار اقدام شخص واحد.. إنهم شخصان أحدهما صغير السن اثار أقدامه خفيفة نسبيا أو أنه ضئيل الحجم..

ثم سار مبتعدا عن الصخرة قليلا حتى وجد نقطة دم صغيرة جدا على الرمال فالتفت لهم مكملا:
-غالبا الصغير ينزف هناك نقطة دم صغيرة على الرمال.. كما اختفت اثار اقدام الصغير وتظهر اثار اقدام الاخر بوضوح هنا.. لابد انه حمله هاربا الى اسفل الجبل فغاصت اقدامه اكثر مع النزول..

ثم سار نازلا الى الوادى حيث الأرض الصخرية المغطاة بالحصى ونظر الى (فزاع) قائلا:
-ها هنا ركبا دابة.. ربما كانت خيلا او ناقة.. لكنها غالبا ناقة.. فلا اثر لحوافر الخيل فى المكان .. الحصى يصعب فيه تتبع الاثر.. لا اجد المزيد لأخبركم به..

فوجىء الجميع (بفزاع) يرفع سلاحه فى وجه الدليل صارخا:
-إما أن تخبرنى الى اين سار موكبهم او سأعتبرك بلافائدة.. وانت تعرف عقوبة من انتهت خدماته مع الهجانه جيداً..وحذار ان تمنحنى معلوماتك خاطئة.. هل تفهم؟؟!!

قالها ملوحا بسلاحه فى وجه الشاب الملثم بينما وقف الرجال فى ترقب من خلف (فزاع) فابتلع الشاب الملثم ريقه بصعوبة شديدة وهو ينظر فى الحصى بتمعن خائفا من مصيره لو أخطأ.. وسار عدة خطوات قبل ان يتوقف قائلا:
-اظننى عرفت الى اين ساروا..

ونظر فى عيون (فزاع) مباشرتا هاتفا:
-لقد اتخذوا طريق الوادى..

صمت قليلا فتسائل (فزاع) بعصبية:
-أى وادى؟؟!!

أجابه الملثم بثبات:
-وادى جهنم..

هنا فقط ساد الصمت بين الرجال جميعا..
فلم يتوقع أحدهم أن يفر شخص من الموت الى الموت.. فهتف شخص من بين الهجانه :
-لم يعد أمامهم سبيل سوى الاختباء فى كهف (جهنم) وبذلك حكموا على أنفسهم بالاعدام..

فكر (فزاع) قليلا ثم التفت لرجاله من الهجانه صارخا:
-إذا لم نحضرهم او على الاقل نحضر جثثهم للزعيم لن يكون أمامنا سوى مصير واحد.. تعرفونه جيدا..

كهف جهنم (أ. حسام أبوحطب) Where stories live. Discover now