البِداية: سَوف أنتـقِم.

Start from the beginning
                                    

إستقامَ صاحِب الحفلة الضخمة لـيأخُذ مُكبِر الصوت و يردف بـنبرةٍ أقلُ ما يُقال عنها راقية.

"سَيداتي سادتي، ممتنٌ بـوجودِكم اليوم لـتهنئتي بـعيد مَولدي الثامِنُ عشر، اليوم الذي يُصادِف عيد الكريسماس المَجيد."

تحمحم المَعنِيُّ بـتَوتر إثرَ كَونهـا مرتهُ الأُولىٰ بـإلقاء خُطبةٍ رسميّة امام أولئك الراقين بـكل شيء مُتعلق بـحياتهم،سواء الملابس، المساكن، السيارات، حتى طعامهم ذو جودةٍ زاهية وكأنهم وُلِدوا بـأوانٍ من ياقوت لـيأخذ نفسًا عميقًا يوحي بـتشجُعهُ على إكمال خُطبته الرسمية.

"أتمنى أن يصبح هذا اليوم إحدى الذكريات السعيدة عليكُم، و أشكركم من كُل قلبي مرة أُخرى"

تبسمَ صاحب الخُطبة إبتسامة تدُل على وسامته و لطافته تزامُنًا مع إنحنائه بـنهاية الخطاب إحترامًا للـذين يكبرونه سِنًا و عقلًا.

"اشعُر بـالحِيرة، هَل سـيُلاحِظُني وَسَط جَميع أُولئِك الناس؟."

تَحَدثَت صاحِبة الشَعر الداكِن ذَات  العُيون الرَمادِية و المَلامِح الحَادة بـصَوتٍ مُضطرِب كـأمواجِ المُحِيط.

"بـالطَبع لا هَل تَمزحين؟ تَظُنين أنهُ سَـيترُك جَميع هؤلاء الأغنِياء ذوي المَكاناتِ الرَفيعَة و ينظُر لكِ؟ تَبدين مَعتُوهةً بـحَق."

نَطقَت بـذلِك تِلكَ الجَالِسة اعلَى كُرسي البَار بـالداخِل قاصِدةً مُضايقةِ الأُخرى بـطَريقةٍ خَبيثة اشبَهُ بـالأفعَى وكَـأنهَا تقذِفُ سُم المُرادفَات بدلًا مِن السُم الحَقيقي.

𝐑𝐄𝐕𝐄𝐍𝐆𝐄 𝐎𝐅 𝐏𝐀𝐒𝐓 /إنتِقـامُ المَـاضِي Where stories live. Discover now