Part 1 / صاحب القناع الأسود

350 90 19
                                    


أمام شقة ذاك

العجوز توقفت بشرود تنظر لبابه

صاحب البناية والذي أمهلها وقت قصير فقط حتى تدفع له إيجار الشقة التي تقطن بها ، وإلا ستجد نفسها دون شفقة في الشارع حتماً

وتصبح فريسة لذئاب الشوارع

تنهيدة عميقة ثم أكملت خطواتها نحو موقف الحافلات

لكن ..مرحباً باليوم الكئيب مجدداً

لأنها لم تجد أحد
دليلاً على أن الحافلة قد غادرت قبل وصولها بدقائق قليلة فقط

أجل إنه حظها الجميل
الذي لا يملكه أحد آخر في هذا العالم

تنهيدة أخرى ثم جلست على المقعد خلفها تقبض شعرها بحزن ،

لم تأخد أجرها من العمل بعد
ولا تملك المال الكافي لسيارة أُجرى

ما عليها الآن سوى الإنتظار لقدوم الحافلة الثانية
مع العلم أنها سوف تمر بيوم جحيمي

وذلك بسبب الأجش البدين الذي لن تسلم من لسانه السام .

هي لا تمانع في ذلك حقاً

لكن ليس وهو هناك على الأقل...

فقط.... الأمر محرج .

~

أخذت نفساً تستعد به تحدق بباب المطعم
تشجع نفسها على الدخول

مطئطئة رأسها للأسفل والتوتر بادٍ على ملامحها ،
وقد وجدته هناك بالفعل

واقفاً يراقب مايفعله الموظفين ..

إتجهت نظراتُه لها ليتجه بخطاه أيضاً ،

حتى أصبح واقفاً أمامها بنظراتِهِ تلك وبدأ بكلامه وصراخهِ المعتاد على تأخرها
مع إرتفاع وانخفاض بطنه الذي يبدو وكأنه حامل عوض زوجته في شهره الثامن ..

بقيت صامت ولم تنطق بحرف ،

وهل لديها الجرأة بالأصل ..!

فهي معتادة على مايقوله

فقط فضلت منظر بطنه على وجهه الأجش ،

تتأمل تلك الأزرار المسكينة التي تكادُ تقتلِعُ من القميص طالبة التحرر،
فهيَ لم تعد تستحملُ بقائها هناك ..

"هل هذا مفهوم إلسا..؟ "

قال آخر كلامه بعصبية كبيرة وصوته تردد في الأرجاء ،

The Missing Piece  Where stories live. Discover now