ترنيمات اولى صفحات الماضي

6 2 0
                                    


التاريخ: ٢٨‏/١١‏/٢٠٢٠
الموضوع:

الفصل الثامن بعنوان:
"ترنيمات أولى صفحات الماضي"

أغمضت الطفلتان عيناهما معاً ورددتا بكل برائة وبصوت واحد:
□¤"يافاطمة يافاطمة يافاطمة"

□هيي مينا  أترين ما أراه؟

تنهدت مينا بأرتياح وسرور وأجابت
¤يااي بالتأكيد، إنه رائع حقاً.

□هيي مينا.

¤نعم،نعم

□هل تحسين بهذا الشعور؟

أجابت مينا والدموع تترقرق في عينيها.
¤نعم أنه رائع !
احس أن والدتي بجانبي الأن.

□ياااي وأنا كذلك أحس أن والدي هنا.
هيي مينا لاتفتحي عينيك.
أخذت ميساء تمسح على رأس مينا وهي لاتزال مغمضة عيناها كما
تفعل الأم مع أبنتها وقالت لها وهي لاتزال مستمرة بالمسح على رأسها بحنان:
مينا العزيزة ، والدتك الأن  تمسح على رأسك وتبعث لكِ رسالة وهي في أفاق السماء وتقول :
لاتبكي أبداً في غيابي ، أنا أحبكِ كثيرا يامينا يبنتي الصغيرة والحبيبة.

كانت دموع مينا تنساب على وجهها مع كل كلمة من كلمات ميساء.
تلك الدموع لم تكن دموع حزينة أو بائسة ربما كانت دموع الفرح أو الأطمئنان ، دموع العثور على ضالة مفقودة ، العثور على شيء كانت مينا تفتقده كثيراً.
فتحت عيناها والدموع متجمعة فيها وأخذت تتأمل ميساء المستمرة بمداعبتها ومسح رأسها وفجأة وبدون سابق أنذار نهضت وعانقت ميساء بشدة.
الأخرى أيضا عانقتها بشدة وتماطرت دموعها على خديها كذلك.
كان رأسُ مينا ملتصقاً على صدر ميساء تحديداً على جهة قلبها وهي تتنفس الصعداء رغم كل الدموع المنسابة، المشهد تماماً يشبه أحتضان أي طفلة صغيرة لأمها بعد طول أشتياق.
بادلتها ميساء الأحتضان وشدتها أليها بقوة وطبعت قبلة على وجهها ويديها كما تفعل الأم تماماً عندما تحتضنها طفلتها الباكية.

كانت مينا سعيدة بشدة لحصولها على أول صديقة في حياتها أما ميساء كان بالنسبة شعوراً لم يخالجها من قبل،كانت تشعر بإنها أخيراً عثرت على كنز ثمين جداً.
ليس مجرد كنز، أخير عثرت على صديقة تماثلها في العمر وتحمل تلك الاحاسيس التي طالما احبتها ميساء وفوق ذلك صدقت كلماتها الملائكية ببرائة ولم تسخر منها كلأخريات.
وجدت ميساء شخصاً يحمل نوراً مشابهاً لنورها ويحمل بعضاً نن طبائعها ويحب قصصها ومعرفتها الطفولية وبرائتها اللامتناهية وأيضلً يصدق كلماتها وفوق ذلك تحب سيدة حياتها وأحلامها الوردية ، تلك السيدة التي تنير حياتها كما هو أسمها
" المنيرة فاطمة (سلام الله عليها) "
عثر كلا الطرفين على نور الشمس الذي ينير وحشة حياتهما ووحدتهما.
كان مشهداً رائعاً بين طفلتين يحملان طابعاً ملائكياً وعقلاً ناضجاً ونبيهاً ولايلائم عمريهما أبداً.
ذلك الذكاء الحاد والنضج المبكر شكّل مشكلة كبيرة لهما فيما بعد ولكن لاننسى إن كل تلك النباهة الحادة والذكاء الكبير مغطى بغلاف سميك من البراءة والخيال الطفولي الواسع والطابع الأنساني والملائكي بلإضافة إلى كم هائل من العواطف والمشاعر لديهما.

"هل سأبقى وحيدة؟  "Where stories live. Discover now