"هل سأبقى وحيدة؟ "

شفرة الموت واللقاء الأول

التاريخ: ٢٧‏/١١‏/٢٠٢٠
موضوع:

الفصل السابع بعنوان:
شفرة الموت واللقاء الأول.

.......

أخذ أمجد يقرأ محتوى الرسالة التي حفظها وكتبها في هاتفه:

■الرسالة مكونة من قصاصة صغيرة وورقتين ترتيب كتابتهما كالتالي:

الوجه الأول من الورقة الأولى كتب فيه:

شفرة إنتحار خلايا السرطان هي شفرة إنتحارنا جميعاً !
فُك شفرة إنتحاري وسترى شفرة موتك !

أما الوجه الثاني من الورقة كان كالتالي:

"شفرة الموت"
"زوجي العزيز عندما تفك شفرة إنتحار خلايا السرطان ستفك شفرة إنتحاري و إنتحارك أيضاً ولاننسى شفرة إنتحار خالك علي.
فُك شفرة موتي وإنتحاري وسأنتضر إنتحارك !
سأنتظرك في الجحيم !
سنلتقي معاً في الجحيم صدقني !
أليسَ من الأفضل لك أن تهتم برعاية طفلتنا وتسمع الكلام وتترك حل الشفرات !
في ساحة المعركة من يملك الورقة الرابحة واليد العليا والخداع والمال والقوة والمراوغة سيفوز !
أرأيت ؟
الذي يمتلك الذكاء والأكتشاف والمعرفة والطيبة لن يفوز في مواجهتهم !
عزيزي أبحاثك وأوراقك وأكتشافاتك وكذلك طيبتك كُلها ستقودك إلى الإنتحار.
أنت لن تجد دواء لماري أبداً ، الملايين ماتوا بهذا المرض مالضير أن تكون أختك منهم ، أستسلم فقط وعش حياتك.
حتى لاتموت أيساً ، مجرماً بِحق نفسك ، منتحراً كما أنتحرتُ أنا الأن وتاركاً لطفلتك الوحيدة.
وكما أنتحر خالك العزيز .
لاتقاتل شخصاً يريدك أن تموت ويحب أن يجعلك وحيداً !
جنونك وأبحاثك قادتني إلى الجنون.
ياهذا ! لديك طفلة إهتم بها جيداً وأنسى تلك السخافات ،رجاء عزيزي.

..........

أنهى أمجد قراءة الورقة الأولى من الرسالة وسكتَ قليلاً قبل أن يعاود قراءة ماكتب في الورقة الثانية من رسالة الإنتحار المخيفة هذه وكانت نقاء تصك أسنانها من الدهشة والرعب وتشبك يديها ببعضهما وتزم شفتيها مع كل كلمة من كلام عمها أمجد.
بعد لحظات من الصمت عاود أمجد القراءة:

■أما الورقة الثانية فكانت أغلبها مبتلة بالدموع !
يبدو إن مينو كانت تبكي عند كتابتها.
الورقتان تحملان تناقضاً كبيراً يشعر المستمع إنهما ليستا من كتابة شخص واحد ولكن الدليل على ذلك وجد عند التحقيق فكلا الورقتان كانتا بِخط يديها لذا لايمكن أن نقول أن شخصاً ما ناب عنها عند كتابة أي جزء من الرسالة.
المهم أستمعي إلى ماكتب في الورقة الثانية:

"لديّ طلب أخير، أمنية وداع !
أمنية من شخص سيهلك ويموت بطريقة غريبة ،
أهتم بطفلتي جيداً يامعين، لن أسامحك إذا جعلت أبنتي الوحيدة تبكي.
كن لها أماً وأباً ولاتدع مشاغلك تلهيك عن طفلتنا وواجه الحياة.
أنا وأنت دائما كنا مشغولين عنها بالأكتشافات والدراسات ولم نعطها حقها أبداً.
لن تفهم كم كنت مهملاً معها إلا لحظة موتك، لذا لاتدع هكذا لحظة ندم تمر بك عند موتك وعش حياتك بهدوء وسعادة مع أبنتنا.
وددتُ كثيراً أن أستمع لحديث ماري ومحاضراتها الجميلة ،أرجو أن تسامحني لأنني أخلفتُ وعدي معها.
أتفقنا أن نذهب معاً لزيارة كربلاء وتسمعني العديد من القصص حول ديننا.
رجاءً قُل لها أني أشعر بلأسف لأنني لن أستطيع أن ألتقي بصديقتها اللطيفة تلك.
كان أسمها ميس ، قل لهما أن تسامحاني ، وعدتهما أن نلتقي مجدداً، لكن هذا لن يحصل !
أرجوك ،قُل لطفلتي إن ماما تحبها كثيراً وأكمل لها قصصي التي كنت أقصها عليها، كنتُ أماً مهملةً لها بعض الشيء.
إنها بحاجة للحنان والحب ، إمنحها ماتريده.
أريدك أن تقول لطفلتي في عيد ميلادها المقبل أن ماما تقول لكِ:
أنا أسفة لإنني لستُ موجودة.
كل عام وأنتِ بخير مينا الصغيرة والعزيزة.
ماما تحبك كثيراً وستكون بجانبك دوماً !
أشتريت هديتها مقدماً ، إنها موجودة في خزانتي في الطابق العلوي وكتبتُ لها العديد من الرسائل للمستقبل.
أحبكما كثيراً.
أرجوك لاتنسى ! ، إبنتي الوحيدة أمانة بين يديك.
إذا أمكن قل لبنتنا أن تسميّ أبنتها "نقاء"
أنا أحب هذا الأسم كثيرا لإنها قالت لي ذات مرة إنها تحبه بشدة ولكنه لم يعجبني في البداية لكنني فهمت مدى روعة الأسم الذي أختارته لبنتها المستقبلية وحتى الإضافة التي وضعتها على الأسم كانت جميلة ، أحببتها.
أحببت هذه السيدة التي أضيفت على الأسم.
أنا أسفة لأنني لم أحبه في البداية وسخرتُ من تفكيرها.
لم أكن أفهم مدى نقاء أبنتي أبداً ومدى قربها من الله، من شدة نقائها أرادت أحببت أسم نقاء.
أنت تستغرب إن شخصاً مثلي يتكلم هكذا وعن الدين وقد عشت حياتي في أمريكا ولكن النور الذي أبصرته من أختك وصديقتها ميس كان رائعاً ويكفي لإرى الحقيقة وكذلك النور الذي رأيته في أبنتي الصغيرة.
وأخيراً تمنيت لو إنني أعرف ماذا جرى لتلك السيدة بعد أن أسقطت طفلها ورأته يموت أمام عينيها، فقط لو بقيتُ مع ماري وميس حتى أعرف نهاية القصة.
أطلب من هذه السيدة في أخر لحظات حياتي ، أن تطلب من الله أن يسامحني على حياتي السابقة ويتغمدني بالرحمة، أنا أخاف من الجحيم وأخاف من النار !
أتوسل لها بحق ولدها المقتول أمامها أن تشفع لي وتنقذني من عذاب الحياة الأخروية.
قُل لماري ان تخبر ميس أن تصنع القلادة لبنتي مينا وليس لي وأن تنحت صورة لي وأنا أحملها، رجاء،ولتضع لي أحد مشاهد قصة هذه السيدة العظيمة في الوجه الخلفي.