هويانور

5 0 0
                                    

ما إن دخلنا من ذلك الباب حتى وجدنا نفق يُشبه المنجم ظللنا نسير بداخله في صمت تام ، كُنت أسترق النظر بين الحين والآخر إلى مصطفى دون أن يلاحظ هذا ، ثم أستعيد عقلي مرة ثانية وأعود إلى رُشدي

بعد مسافة العشرة أمتار تقريبًا، استطعنا رؤية ضوء في نهاية الممر يشبه ضوء النهار ، فعلمنا أن رحلتنا قد بدأت لتوها .

خرجنا من النفق ووجدنا أنفُسنا بداخل بستان يستمر إلى امتداد بصرنا ، لم أعلم ماذا سنفعل ولا أي طريق نسلك ، وعندها خرج مصطفى عن صمته وقال بأنه ذا خبرة بالاتجاهات ثم أشار بإصبعه إلى اليمين وقال سنذهب من هنا .

شعرت بالقلق في داخلي فلربما نضل طريقنا ونفشل من البداية ، أخذ يتردد في عقلي الكثير من الأسئلة كما أنني اشتقت لأخوتي وقلقت عليهم ، قطع أفكاري وصمت مصطفى

حديث مالا قائلة :

- سيدة هوب تعالي لأحملك قليلاً فالطريق على ما يبدو مازال طويلاً

وجدتُ هذا العرض مغريًا فوافقت وكذلك صعد مصطفى علي ظهر جالا

أراد مصطفى أن يقطع هذا الصمت فقال

- بالمناسبة لم أُقدّم نفسي بالشكل الصحيح ، أنا مصطفى وأنت تعلمي أنني أحد أحفاد حاكم ولاية مانكونيا ، في الحقيقة اسمي في مانكونيا ليس مصطفى إنما "رادوريم" يقول جدي بأنه كان اسمًا لمحارب شجاع في العصور القديمة ولكن سماني الشيخ حمزة ب اسم مصطفى لأنني الوحيد الذي سمحت لي الأرض بخروجي منها يقول إن الأرض اصطفتني لذلك وقد أحببتُ هذا الاسم كثيرًا .

قدمتُ له نفسي أيضًا

- أنا هوب ، من مدينة اسمها الإسكندرية في عصري وهي تابعة لدولة اسمها مصر

- أنا أعلم ذلك

- كيف؟

- أعلم مدينة الإسكندرية وأنها في دولة مِصر ، قرأت عنها في الكتب عند الشيخ حمزة

- يبدو أنك تحب القراءة، لا حظتُ ذلك من هدوءك

- أنا أجد نفسي في القراءة أو ربما نفسي هي من تجدني بسبب القراءة

عاد إلى صمته مرة ثانية ، وجدتُ الصمت تصرف طبيعي ولكنني لسبب ما كنت أشعر برغبتي في الاستماع إليه ، رغبتي في التلذذ بأثر كلماته .

حسنًا فلتعودي إلى رُشدك يا هوب ، ما هذه السخافات .

بعد حوالي الساعة بدأت بعض الأصوات ترتفع من بعيد ، حاولنا تتبع هذه الأصوات ، اقتربنا أكثر منها وبدأت الرؤية في الوضوح أكثر فأكثر

وجدنا رجال يقفون على باب كبير عليه بعض الزخارف الغريبة ، هذه لغة متشابكة لا أعلم أي لغة تكون ، وبعض الرسومات لحيوانات وطيور ، وهذا الباب يستند على سورين من اليمين واليسار ، ربما ما خلف هذا الباب مدينة ، ربما قرية ، ربما هي النجاة أو الهلاك، لا أعلم ،لكن هذه عادة عقلي الذي يتميز بحثه السينمائي.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 10, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ميرانيسWhere stories live. Discover now