أفينيونيس

3 0 0
                                    

استيقظتُ وكأنني دخلتُ في سباتٍ عميق .. فتحت عيني من الصدمة، لست أدري

أين أنا .. فركتُ عينيّ كثيرًا لرُبما أستيقظ .. أنا أعلم أنا الآن في حلم بالتأكيد حلم

أخذتُ أنظر حولي لم يكن هناك أي شخص أي صوت أي صورة...!! هذا العالم فارغٌ تمامًا وكأن السماء قد انتُزعت بسحبها ولونها

مااذاا؟؟! الأرض!!! .. يا إلهي !! أنا أقف على فراغ .. بحق الإله ما هذا .. كأنني كنت في فجوة من الزمن ، نعم فجوة .. كنتُ دائمًا أتخيل لفظ فجوة هكذا .. لا سماء لا أرض لا هواء .. فقط ضوء أبيض

بدأتُ أصرخ بأعلى صوتي ... أحمد هل أنت هنا .. أنا خلف باب المستودع .. يا الله .. بدأت الدموع بالتكور في عيني حتى أصبحت الرؤية مشوشة ثم سمعت صوت من بعيد .. صهيل حصان !!!

يبدو أن عقلي أصابه الجنون من جديد .. أي حصان هذا سيدخل الصيدلية ... صيدلية !!؟، صيدلية ماذا يا هوب هل مازلتِ مقتنعة أنك بالصيدلية ؟

بدأ الصوت يرتفع شيئًا فشيئًا ولكني لازلت لا أري أحد ، ثم سمعت صوت يتحدث العربية الفُصحى : مرحبًا بك أيها الزائر في أرض أفينيونيس ..

-         أفينيو .. ماذا ؟!وبدأتُ في الضحك هذه الكاميرا الخفية، أليس كذلك ؟؟!

بعدها بقليل بدأت الرؤية في الوضوح، فتحتُ فمي من جمال المشهد

كان حصانًا أبيضًا كلون الحليب يسير نحوي كأنه ملكُ هذه الأرض .. يسير بشموخٍ وبدلالٍ في نفس الوقت.

شعرتُ لوهلة بالغيرة من جمال هذا الحصان،  وددت لو أنني كنت صاحبته فأعتني به ليلاً ونهارًا وشعره الذي ينسدل على رقبته كثوب من الحرير .. اقسم أنه كان ناصع البياض حتى كاد يُغطي لونه الأبيض على لون هذا الضوء،  كانت هناك علامة واضحة على قدمه اليُسرى ، نصفُ قلب ولكنني ربما لأنني مُصابة بقلبي رأيتُ هذه العلامة قلبًا مكسورًا .

اقترب الحِصان مني لم أتمالك نفسي فوضعتُ يدي بحنان على رقبته ونظرت في عينيه برقة شديدة ولكنني شعرت أنه هو من نظر إلى عيني وقرأ ما بداخلي .. شعرت بالحرية والتلذذ لفترة ثم انتظرت قدوم هذا الشخص الذي تحدث منذ قليل .

نظرتُ إلى اليمين وإلى اليسار ولكنني لم أجد أحد

فقلتُ هل من أحد هنا ؟

من الذي كان يتحدث منذ قليل ؟

أين أنت ؟

ولكنني صُعقت عندما وجدت الصوت يخرج من الحصان ويقول أنا هنا .

أزلت يدي بسرعة كأنني لُدغتُ من عقربٍ ، رجعتُ إلى الخلف بضع خطوات .. كاد قلبي يخرج من حلقي من شدة الخوف

ميرانيسWhere stories live. Discover now