"حرب داخلية"

"الفصل الرابع"

قراءة ممتعة ☁️🌟

______________________

إيثان & كاي ~

"لا داعي لإجهاد نفسك في الإنكار، كن صريحاً وربما تقل فترة حكمك"

نطق بها بجمود مكتفاً يديه ونظرة زمرديتاه احتدت وهو يحدّق بمن أمامه، قد ضاق به ذرعاً فهو ينكر رغم كل الأدلة المطروحة أمامه، ألا يمل؟

تنهد بتعب ثم لملم أوراق الأدلة أمامه واستقام واقفاً يسير بغية الخروج ونطق مخاطباً الجالس" لا بأس، أنت من سيتعفن في السجن على أي حال"

خاتماً جملته بالتلويح بيده رفقة ابتسامة مشؤومة، وحينما خرج عاد تعبيره الجامد ليسلم الأوراق لمساعده قائلاً " ضعه في الحبس"

تنهد من استلم الأوراق بين يديه وهو يحدّق بالأكبر مبعثراً خصلاته الرمادية الداكنة، وعيناه العشبيتان تحدقان بمن ابتعد عنه، هو يعمل عنده منذ ما يقارب السنة، ولا يبدو أن علاقتهما في تطور على الإطلاق!

كلما حاول فتح حديث معه ينهيه سريعاً ويرد ببرود
أهو ذاك النوع من الأشخاص؟ واثق هو أن هناك أمراً خلف بروده مع زملاءه، لكن ما عساه يكون؟

"كاي، هلا ساعدتني قليلاً؟"

انتشله من شروده قائل تلك العبارة، ليومئ المعنيّ موافقاً ويلحق به ليساعده، ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حافلة بينه وبين إيثان.

______________________________

نوا & لوغان ~

يداه الشاحبة ذات العروق البارزة قد التقطت الحقيبة
ليضعها على كتفه بينما يتأمل زيه المدرسي في رضى، عكس لوغان الذي يتنهد بقلة حيلة وهو يتأمل الفتى لينطق بعد وهلة " نوا، أمتأكد أنك تريد الزيّ فضفاضاً هكذا؟"

ابتسم الأصغر ليومئ بالإيجاب قائلاً " بالطبع ، أحبه هكذا!"

تنهد الأكبر من جديد ليكتف يديه مستنداً على الجدار جواره لينطق " كما تريد، هل تناولت الإفطار جيداً؟"

أومأ المعنيّ إيجاباً لينطق متسائلاً " لمَ تسأل؟" مميلاً برأسه وقد غزى الاستغراب ملامحه.

حدّق به ماروني الخصلات مستفهماً ليعتدل بوقفته قائلاً " ماذا تعني نوا؟ أنا أسأل لأعتني بابني"

تسمر ذو الرماديتين مكانه آخذاً يحدّق بالأكبر وبمحياه شيء من الصدمة ، يعتني به؟ أسمع هذه الكلمة من قبل الآن؟ أبداً، لم يسمعها حتى من والده.

ارتعشت يداه الشاحبة ولاتزال رماديتيه تحدقان بالأكبر بصدمة، وحينما لاح للأكبر منظر ارتعاش يدي نوا تقدم إليه وقد باغته بعناق دسّ الأصغر به ومسح على خُصلاته الحَالكة ناطقاً " أخال أن أحداً ما نزع الطمأنينة من قلبك، لا بأس عليك"