"الفصل الثاني"

717 63 165
                                    

قراءة ممتعة ☁️🌟

___________________________

نورمان ~

انسدلت خُصلاته السماءية على عنقه المشرّب بالحُمرة، وعيناه التركوازية أخذتا تجولان في ثنايا الكتاب العتيق الذي احتلته كفّاه ذات الأنامل الطويلة والنحيلة.

إدمانه يكمن في تلك الحروف المخطوطة على الورق
المعتّق، يعشق تلك الروايات وبشدّة، ينْسى بها ما حوله، ينسجم حتى يغرق في عالمها.

قد وُلد بجسد ضعيف رغم طوله، يشعر بالإعياء سريعاً، وقدرة تحمل شبه معدومة، قد تم استغلال ضعفه من الشخص الذي يُفترض أن يكون سنَدُه الثاني ،لكنه أضحى كابوس حياته.

قُطعت لحظته عندما فُتح الباب وأطل من خلفه مثيله في الملامح رغم أنه بدى أكبر سناً منه ونظرة ازدراء تعتلي محياه، ليتنهد المعنيّ بتعب، ها نحن ذا مجدداً.

وضع الكتاب جانباً ليردف ممتعضاً " ماذا تريد آيغر؟ لتدع يومي يمر بسلام ولو لمرة واحدة.."

ابتسم المعنيّ بتكلف بينما يدخل كفيه ذات الأنامل الطويلة في جيوبه، ليردف بعد وهلة " أراهن أنك تفكر بخطة الآن لردعي، لكني كالعادة سأغلبك لأنك ذو جسد ضعيف جداً نورمان.."

تقدّم نحو الأصغر لينحني بجذعه بابتسامة عابثة مشؤومة، وقد امتدت يده نحو كتف الأصغر قبل أن يعتصرها بأنامله، وهي موضع كدمة تلقاها نورمان بواسطته.

لتتقلص ملامح الأصغر في ألم تام، كم مرة عليه أن يتعرض لذات الألم ومن شقيقه الذي يكون من لحمه ودمه؟ ألا يملك أي ذرة إنسانية داخله؟

بوغت الإثنان بالباب يُفتح ليطل رجل في بداية الأربعين، ويبدو من ملامحه أنه والدهما، مبتسماً بخفة ليردف " آيغر ،نورمان ،ماذا تفعلان ؟"

ابتسم الأكبر بتكلف ليلتفت قائلاً تحت أنظار الحقد التي استحلتها تركوازيتا نورمان " لا شيء مهم أبي، فقط كنتُ ألهو مع نورمان كالعادة"

تمنى الأصغر من كل قلبه لو يرى والده نظرات الانكسار التي تحتل ملامحه، لكن من أمامه ممثل بارع، ويستحيل لوالده أن يراه الآن.

ابتسم الأكبر بخفة ليردف " حسناً ، دعكما من هذا اللهو ولنتناول الغداء"

لينهض آيغر أولاً وهو يبتسم بحماس، تاركين نورمان في حالة من اليأس وقد انسدلت خُصلاته السماءية تغطي عيناه، لولا أن حالهم كانت أفضل، لما كان قد اعتنق الصمت بشأن ما يحدث هنا،ولكن ما باليد حيلة.

_________________________________

نوا & لوغان

يجلس بهدوء على الأريكة ورماديتاه تتأملان تلكما السماءين المستقرتان خلف تلك النظارة التي يرتديها مارونيّ الخصلات والذي كان منشغلاً بأمر ما على حاسوبه، يرغب بسؤاله عن شيء ما، لكن ألا بأس بسؤاله ؟بحق لمَ كل هذا الخجل؟!

"حرب داخلية" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن