الفصل الحادى عشر... 1

Start from the beginning
                                    

-تقصدين أن وزنى زاد؟ أوف سأتشاجر مع يوسف ومراد هما السبب...
-تمام أنتِ تشاجرى معهما وأنا سأذهب للنوم قليلاً.. 

نهضت مريم من مكانها بإرهاقٍ واضح تاركةً فريدة التى زفرت ببعض الضيق وهى تنظر إلى كيس الحلوى قبل أن تقول: سآكل هذه فقط لن يحدث شىءٌ..
...............................................

...أخذت تتقلب فى فراشها فقد جافى النوم عينيها هذه الليلة، تنظر بين حينٍ وآخر إلى ذاك الشىء الذى وضعته على المكتب والذى كان فى مرمى بصرها تماماً، غالبت شعور الخمول الذى اعتراها ثم نهضت من الفراش، تحركت مهتديةً بضوء القمر الذى اخترق باب الشرفة الزجاجى.. عمدت بيمناها تلتقط ذلك الكتاب ثم عادت مجدداً إلى فراشها وأشعلت المصباح الصغير الموضوع بجوار السرير...

... فتحت الكتاب وأخذت تتصفحه بعشوائيةٍ، كتابٌ عن الفلسفة، ما الذى تفكر به هذه الفتاة..؟؟

استوقفتها إحدى العبارات..." إن وجودنا ما هو إلا آثار أقدامٍ فوق الرمال... وميضٌ خاطفٌ سرعان ما ينطفى فوق محيطٍ مظلمٍ حالك السواد،... وكل ما فى الحياة يضعنا وجهاً لوجه أمام العدم..."

ما كل هذه الكآبة؟ قالت لنفسها قبل أن تبتسم بسخافةٍ: جيد لست الشخص الأكثر بؤساً فى العالم، حالتها ميئوسٌ منها أكثر منى...

تنهدت نيريمان بعمقٍ ثم وضعت الكتاب بجوارها، أراحت رأسها على الوسادة ثم راحت تفكر بصوتٍ شبه مسموعٍ: صحيح الحياة أقصر مما نتخيل، ما الذى فعلته أنا فى هذه الحياة؟ سوى كونى فتاةً مدللةً مجابة الطلبات..، أركض خلف أحدث صيحات الموضة، ويثير إعجابى كل ما هو براقٌ ولامعٌ، ألم يحن الوقت لأصبح أنا أيضاً لامعةً ولو كنجمٍ صغيرٍ فى ليلةٍ محاقيةٍ...؟

أوف، تأثرتُ بأفكارها السوداوية بسرعةٍ، وأنا كنت أتساؤل كيف تمكنت من شغل بال يوسف فى هذا الوقت القصير .......
.......................................       

                                                                   
....صباحٌ هادئٌ بارد، استيقظ وحده هذا اليوم دون الحاجة إلى المنبه، نهض بخمولٍ وهو يشعر بالبرودة تجتاح كل أجزاء جسده، قد يبدو الأمر طبيعياً فى هذا الوقت من العام، ولكن السر الغريب الذى اكتشفه أكثر برودةً من طقس الخريف...، أى أمرٍ هذا الذى أقحم نفسه به عن طريق المصادفة؟؟

بصعوبةٍ تمكن من النهوض ليستعد قبل الخروج من المنزل...
لم يستغرق وقتاً طويلاً على غير عادته، وقف أمام المرآة يتفحص هيئته الأخيرة..، كنزةٌ خريفيةٌ سوداء ثقيلة بعض الشىء، وتحمل كتاباتٍ إنجليزية، وبنطالٌ من الجينز الأزرق، وفى قدميه انتعل حذاءً رياضياً أبيض اللون...، أخذ ينثر رذاذاً عشوائياً من عطره ذى العلامة التجارية الشهيرة.. ليكتمل بذلك استعداده

.. خرج من غرفته وهبط ذلك الدرج المصمم بعنايةٍ فائقةٍ، تابع السير متجهاً نحو باب المنزل لتستوقفه توركان التى انتبهت لوجوده رغم محاولاته فى المغادرة دون أن يلفت الأنظار...

مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"Where stories live. Discover now