١ | نظرة، وعراك.

200 29 144
                                    

< بسم ﷲ الرحمن الرحيم >
_______________________

بعد أن اتفق فتيات خلطبيطة بتوثيق ذكريات ملموسة على أرض الواقع، اجتمعن بالفعل الفتيات المصريات في منزل بإحدى قرى الساحل الشمالي بمارينا تحديدًا مُنتظراتٍ حضور بقية الفتيات من مُختلف البلدان.

وفي تمام الساعة السابعة صباحًا بمطار القاهرة الدولي اصطففن الفتيات وهن يتأففن بضيق. "يابنتي بقالنا ساعه واقفين محدش طلع، احنا إللي روحنا طلعت!"  اردفت نور ذات الشعر الطويل بإرهاق وهي تخلع نظارتها الشمسية لتضعها بحقيبة يدها.

أجابتها رحمه التي قامت بنزع سترتها الجلدية بينما ترجع شعرها الطويل أيضًا للخلف لتربطه لأعلى. "نور حبيبتي نعمل ايه طيب؟ الطيارة طلعت من المغرب متأخر."

تذمرت سارة بسخط وهي تخرج من السيارة، وتعدل تنورتها القصيرة. "أنا لما أروح بس هعجن أبرار وندي إللي خلوني ألبس الخرا ده!"

نظرت لها رحمه التي أرفت بإبتسامة. "على فكرة الجيبة قمر عليكِ بسيقانك دي." نظرت لها سارة بسخط وكادت تجيب حتى صرخت نور وقالت بصوتٍ عالى. "حفصه، وياسمين هناك يلا بسرعة!"

صوت الموسيقى يصدح في إحدى الغرف متناغمًا مع تمايل فتاةٍ بإنسيابيه أمام المرآة وهي تعرض فستانها على جسدها، تركت الفستان فوق الفراش وهي تلتقط هاتفها بعد أن استمعت إلى صوت نغمة رنينه في الأرجاء.

"ايوه يا مالك؟" أردفت آرو بابتسامه ويجيب المدعو مالك بنبره مرحة كالعادة. "ايه يا قمر! قلتِ هتروحي مع صحابك النهاردة... هتروحي امتى؟"

تسائل وأجابت آرو بأنها مازالت تفكر بكيف ستذهب ثم بداء مالك بإخبارها عن يومهُ في محادثاتهم النمطية المعتادة.

همهمت آرو بابتسامه لإستماعها له، وهي تحرك أناملها بنعومة على حذائها ذو الكعب العالي المستقر فوق فراشها بجانب بقية الملابس والأحذية.

كان مالك يخبرها عن شيء حتى وصلها اتصال زينة الهاتفي، وقد نبثت بسرعة. "اقفل دلوقتي يا مالك، وهتصل عليك بعدين." 

لم تنتظر آرو إجابٍة من مالك وأغلقت الهاتف في وجهه. "ايوه إحنا واصلين مِن إمبارح، سعادتك ناوية تشرفي اللي جايبينا امتى؟"

أردفت بها زينه حالما أجابت آرو التي أردفت بسخط "حد يرد على الفون كده؟ يابني آدمة اصطبحي وقولي ياصبح إللي خطفتي لونه من امي!"

انهت آرو كلماتها حتى استمعت لصافرة الإغلاق، وتلاها وصول رسالة من زينة: (لو مجيتيش النهاردة هنمشي ونسيبك.)

زفرت آرو بسخط وبدأت تلملم حاجياتها بالحقيبة سريعًا.

سمعت طرق الباب تبعها دخول والدتها التي أردفت بتساءل. "ايه يا بنتي هتروحي ازاي؟ ولا اطلبلك عربية؟" حركت آرو رأسها بنفي قائلة وهي تنزل حقائبها. "انا هتصرف يا ماما."

منزل الغرباء | Strangers homeWhere stories live. Discover now