الجزء الثالث

5 0 0
                                    

ستستمر هذه العادات في المدينة بصمتٍ تام ، قتلٌ صامت بعمد حتى يعيش احدهم يوماً ما ، استمر فلايد فعلته الشنيعة جاهلاً النتائج ، يُخسر قومة مخافة ان يفقد الكائن اللوالي
استمر بالعيش هذا الكائن ذو العنق الطويل لكن مازال صامتاً، هل سيدرك فلايد ان مايفعله خطأً فادحاً يوماً ما وان افعاله ستؤدي لخسارات فقط ، ام سيستمر جاهلاً..

انها تلك المدينة المُذمرة الجاعلة من المُدن الاخرى يقيناً واملاً بمجرد النظر اليها من السحب او من الجبال العُليا او حتى من الطائرات ، لكنها المدينة ذاتها التي تُكسف منهم مقابل روحاً مقابل يقينهم بجمال ارضها وروحها وسكانها المزدهرون كثيراً ،
هناك تعيش فتاة في عمر جون ، تصنع املها كأي طفلة في اي قارةٍ من هذا العالم.. لكنها مُختلفة قليلاً ، تمكنت من الجلوس على احد الكراسي الملكية اللوالية بذكائها الفريد ، ليست من يود ان يستمر بالعيش على نفس الطريقة اللوالية لكنها تُنفذ ذلك لانها ولدت هكذا بعنق لويال
اعناق لوالية ستصبح رماد وحشاً كأعواد الخشب ان خان احد سكان لويال مدينتهم وهذا مايجعلهم مستمرين بالعيش بالطريقة نفسها..

وهي لن تقدر على تغيير هذا ، كانت الطفلة الصغيرة التي استاءت من فعلتهم الطفلة التي احدثت ضجيجاً من اجل معيش الاخرين واستمرار قولها بأن لهم الاحقيه للعيش مثلهم تماماً ، لكنها مع مرور الزمن عرفت بأن لامقدرة اُخرى لعيشهم الا بتلك الطبيعة ، كانت تعتقد بأنها اوامر ملكية لوالية لكنها مازالت تريد معرفة المذنب الرئيسي لكل هذا ، انها الاميرة( ساڤانا )
اعتاد الملوك اللواليون على اقامة تجمع اسبوعي وكان من اهم الاشخاص اللذين لهم تأثيراً هناك الاميرة ساڤانا مع مجموعةٍ من الامراء ،
في احد الاسابيع قامت هذه الاميرة بالحضور بكامل ثقتها واستعدادها كعادتها للشعب اللولالي ولقول اقوالها التي لطالمها كانت تؤثر بهم كثيراً لكن في ذلك الاسبوع اختلف الامر قليلاً
ساڤ: حسناً..هل تتسائلون ماهي اكبر مخاوفي ايها الشعب اللولالي ، انا وُلدت هنا بينكم لست من تلك الارواح التي اتت من بعيد بل ولدت لولالية اصلية ، واعتقد ان كوني هنا عند مركز بدايتي كطفلة لم اصنع فارقاً لنفسي ، ان اكبر مخاوفي هي ان افارق عنقي دون وضع فارق لي ولكم ولكل من استحق العيش في هذا العالم
صرخت احدى النساء اللولالية قائلة: انتي اخذتي منصباً عالياً كأميرة بجهد عقلك ، اهذا لم يكُن كافياً بعد؟
انتي لم تكتفِ بمنحنا الاستفادة من عقلك المدبر بل وتأثيرك لقد صنعتي فارقاً بالفعل.
ساڤ: شكراً لك كثيراً..لكن لأكن صادقة معكم قليلاً ، سأقولاً قولاً مختلفاً اليوم ، ربما سأعطل عقولكم قليلاً بعد .. انا لن اكتفي باللوالية التي تجسدت بها ، هناك اغلاط فادحة تقوم بها رؤساؤنا بالفعل بحق الارواح الاخر
من سُفكت دماؤهم كي تحصلو على معيشتكم ..
انا هنا اليوم لأقول بأنني مستعدة على ان اخسر هذا المقام العالي وهذا العنق الذي لطالما استقام لأجل خدمة لويال وليس لمجرى دمي
من ان استمر بجريمة..
أُعتقلت الاميرة في ذلك اليوم ، وعُذبت بالضرب حينها من قِبل الرؤساء الكبار ، لكن حينها إتضح بأن هناك مجموعةً لواليةً شعرت بالذنب طويلاً لكن ايضاً احسّوا بالشجاعة بعدما تقدمت الاميرة واخطت خطوتها الاولى في ايضاح رآيها رُغم الكل وبائت الدولة اللوالية بالانقسام انذاك حتى اصبح شعبين مختلفين تماماً ، اُختير الانفصال عن القتال ، كانت اوامر قطعية لاموت بل إنقطاع..
لم يعتاد اللواليون على الخروج من المعتاد ، لطالما استمروا بالعيش فاقدين الضمير ، بل وفاقدين الرغبة في الخروج عن العادات اللّوالية حتى حين كلمة الاميرة لم يخرج منهم بتاتاً ، بل وآصر الكل على ان حقوقهم في سفك الدماء لانه الخيار الوحيد ، والحياة للأقوى.
ارادت الأميرة ان تخمد الحرب المخفية التي بدأها اللواليون القدامى والكِبار ؛
انذاك تقدمت الاميرة مع قليلٍ من الشعب المعارض جاهلين الحلول الآخرى ؛ معتقدين ان الانسانية للكل مطلب.
..
في غرفة احد رؤساء لويال
..سيدي هناك زائر
غيمبيرا: من هناك؟
:يقول بأنه احد الجنود اللواليون المخلصين لكن لا علم لدي من..
غيمبيرا: حسناً حسناً يمكنه الدخول
؛ تبدو شاحباً قليلاً ؛
: الجو كان حاراً قليلاً في الخارج ؛ المعذرة
غيمبيرا: ماالامر الطارئ الذي جعلك تنتظر في هذا الوقت الحارق قل لي لأرى
: انا اتيت لأرسل لك هذة الرسالة الورقية من القائدة اميليا ؛ آمل انك تقوم بعملك بشكلٍ جيد يا غيمبيرا ، لقد وضعت لي رسالةً عند قيامك لعملية.. غيمبيرا: حسناً شكرا لك لا تُكمل اعطني هذه الرسالة ، يمكنك الخروج الان
خرج الرجل ؛ من ثم القى غيمبيرا على الرسالة نظرةً مُطوله ؛ لم يُرد ان يُكمل القراءة انذاك ، فقط يستمر بالتحديق على لاشيء ، كان مستمرٌ بالنظر على الورقة دون قرائتها ؛ اميليا ، لقد ملأتي خزانتي برسائلك ومازلتي مستمرة بذلك ، كيف تجرؤين على ان تضعين اخاك الاصغر في مهماتٍ لا تليق به انا فقط عازف انا لااريد الدخول في حواراتٍ ملكية او البحث عن العدل ، انا لطالما كُنت الرجل الاعزوفة اللوالي وبقيت هنا بين ملفاتٍ ومكتب في نهاية الممر ؛ بعد ان كُنت بين الشبابيك والممرات مع الكمان..لكنني اعتدت على ان اناسب جميع المقاعد التي اجلس عليها من مقعد زاهي وعادي الى مقعدٍ فاخر ؛
كان الرجل الاعزوفة غيمبيرا الرجل الذي كبِر بين اعازيف والدته الجميلة ، احب الكمان من بعدِها
لقد استمر على كمانِه البُني القديم حتى سِنة الكبير ،
غيمبيرا: هل كنت هنا طوال الوقت!! لِم لم تسمعني صوتاً كي استضيفك يا اخي
آلفيت(الاخ الاكبر لغيمبيرا) : كُدت ان اصنع وجبة طعامٍ هنا وانت لم تلحظني ، بل وكدت اصنع مخبزاً كاملاً وانت لم تلحظني منذ تلك المره..
غيمبيرا: لا اريد التحدث عن تلك اللحظة ، انا لم اعد ذلك الموسيقي الذي تعرفه ، انا هُنا بمثابة الآمر الناهي وانت من ضِمنهم
آلفيت: لا اصدق بأن المقعد هذا قد انساك الاخوة التي بيننا
غيمبيرا: انا لدي ذراعٌ من هذه الحكومة اللوالية ، ان امكنني جعلك سجين او اياً كان يا آلفيت ، لن اكتفِ بالسكوت ان استمريت بالخيانة ا..
آلفيت: اذاً لماذا انا الان حُرٌ طليق رغم انني خائن
غيمبيرا: آلفيت مافعلته مسيء للدولة بأكملها ، انت تجعل من دمائنا الملكية عُرضة للتلف وتسمي هذا انقاذ البشرية من الموت البطيء ، ماذا ترى بفعلتك هذه ، واصبح لك سُلطة من بعد تعييني هُنا ؛ اخي انت لا تفهمُ شيئاً ، دع الامر لي
آلفيت: بل انت لا تفهمُ شيئاً هناك اعداد كبيرة من البشر تستحق العيش في الخارج ومن ظمنهم ابنتي التي لا اعلم متى واين ستموت جرّاء فعلتكم هذه لكنها تعيش جاهلةً مصيرها الذي يشابه مصير اي فردٍ يعيش خارج هذه المدينة
غيمبيرا: آلفيت ، انت تعلم بأننا نحن هنا نعيش في هذه الارض تحديداً  في لويال ، هل نحنُ من اخترنا هذا؟ بالطبع لا ، وايضاً نحن لم نستطع الاختيار هل سيعيش الاخرون ام لا ، لكن انت وانا ؛ جميعنا كان قدرنا ان نكون سارقين ، قاتلين ، مُعذبين ، كل هذا بالخفاء ولكن من اجل ماذا ، لنعيش نحن اللواليون
آلفيت: كان امكنك رمي كمانك في ذلك اليوم على رأسها ، الاميرة ساڤانا ، انا اعرف اخي جيداً ؛ انت كنت رجلٌ ذو ضمير اثناء عزفك بالكمان ، ماذا حدث؟ هل كان يؤثر بك لعب الاطفال المستمر من حولك ورائحة الصباح ونور الشمس المُطلة انذاك! والان اصبحت تصحوا على اخبار جرائدٍ واحداث عاكسة دائماً وتحتسي فطوراً شارد الذهن تكادُ تغمس يدك في شاي الفِطار وتأكلها بدل الفطائر وانت لاتزال شارداً لقد تغيرت كثيراً..
غيمبيرا: نعم ، كل ماقلته صحيح ، انا مُجبر على هذا ، كانت غلطتي بأنني اعترفت على الخروج من هذه المدينة يوماً ومعرفة اسرار الدول الاخرى وخاصتاً دولة ايداكرا المُلفتة.. كان يجب ان احتفظ بهذا حتى يأتي يومي الاخير وكتابة مانظرت اليه في مسودة ، او دعني أالف كِتاباً ورمية بين ارجل السلطان الاكبر قبل موتي ببضع ثوانِ ، هل هذا مااردت حصولة بالفعل؟ انظر يااخي..آلفيت ، انا لم أُعجب بعملي هذا لكن توجب لي الجلوس هنا لان لا احد يملك ماانا املكه ، ليس فقط اسرار ، بل وصنعتُ حُراساً من دِمائهم ؛ والان هم بالخارج يقتلون من اجل رفع معيشة اللواليون ؛
آلفيت: لا اصدق بأنك تفخر بفعلتكِ هذه! اخي لقد نجى كُلاً مِنا بإعجوبة هنا كانت نهايتنا ستكون مثلهم ، لكن عندما اتو لأذيتنا لا اعلم ماالذي حصل بعد ذلك ، لكن.. نجونا ولكن كان هناك احتمالاً كبير بأن نموت من اجلهم ! لماذا مازلت تدافع عنهم! ..
غيمبيرا: لا احد يعلم لِم نحنُ لم نكن من الضحايا ولكن هذا خيارنا الوحيد ، ان لم تسعد بمعيشتك بالخارج ، فكر بالعيش هنا فقط..


أعناقWhere stories live. Discover now